السورية وعد بوحسون والمغربي إدريس الملومي يغنيان لأصيلة

بلغت أنغام أوتار العود مداها، في الأمسية الغنائية التي جمعت الفنانة السورية وعد بوحسون و«شاعر العود المغربي» العازف إدريس الملومي أخيرا، في قصر الثقافة بمدينة أصيلة، في سهرة مشتركة البرمجة، ضمن فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي الـ40.
وانتقل الفنانان بالجمهور بين أغاني الجنوب السوري، والمواويل النبطية، والتهويدات البربرية، ومعزوفات تحيل على السفر والترحال، وحوار الثقافات وتلاقحها. وامتزجت تحت أنامل الملومي نغمات أمازيغية وهندية وعربية، لتعيد تشكيل الموسيقى العربية الإسلامية بنكهة عصرية، ليختم الفنانان السّهرة بأنشودة مهداة لمدينة أصيلة، التي وصفتها بوحسون بمدينة السلام والهدوء، التي تتنفس كل زواياها الفن والثقافة.
بوحسون التي شاركت في المؤتمر الدولي للموسيقى العربية، تغني لثاني مرة في أصيلة. المرة الأولى كانت في 2006؛ حيث شكّلت أصيلة أول أرض عربية تسمع غناءها الشجي بعد انطلاقتها في باريس.
ولدت بوحسون في بلدة بالقرب من السويداء، جنوب سوريا، وهي المنطقة نفسها التي أنجبت فريد الأطرش وأسمهان. وترعرعت في وسط عائلي شغوف بالموسيقى. أهداها والدها عوداً صغيراً وهي في سن السابعة من العمر، لتنطلق مغامرتها الفنية التي ستقودها إلى المعهد الموسيقي في دمشق، وصولاً إلى تقديم عرضها الأول في معهد العالم العربي بباريس سنة 2006. سجلت بوحسون مجموعتها الغنائية الأولى سنة 2009، تحت عنوان «صوت الحب»، من ثم مجموعتها الثانية التي صدرت عند «بودا موزيك» في 2014، وفازت بها بجائزة أكاديمية «شارل كرو» بفرنسا سنة 2015. وإلى جانب مسيرتها المهنية كعازفة منفردة، تشتغل بوحسون بشكل منتظم مع جوردي سافال، وفرقته «هسبيريون 21».
أمّا إدريس الملومي، الملقب في المغرب بـ«شاعر العود»، فيتمتع بمسار فني وأكاديمي يجعله اليوم أحد أقوى وأنجح سفراء الموسيقى العالمية والراقية، وطنياً ودولياً. من أبرز أعماله «رقصة الروح» و«عين القلب»، و«مكان». ونال جوائز كثيرة، منها «توشيح برافو» في بلجيكا، و«توب تين» في بريطانيا، و«فافوري» في إسبانيا، وجائزة «زرياب المهارات» في المغرب، إضافة إلى توشيحه بوسام أغادير المغربية، كأفضل فنان موسيقي في 2010. واشترك الملومي مع عدد كبير من الأسماء العالمية في القارات الخمس بمشروعات إبداعية، من بينهم المايسترو الإسباني جوردي سافال، نجم الموسيقى العتيقة. كما أعد وساهم في موسيقى كثير من الأفلام والأعمال المسرحية، إضافة إلى كتابة مجموعة من المقالات التحليلية في مجال الموسيقى.