انتقادات لـ{تغاضي} منظمات أممية عن انتهاكات الحوثيين

«مركز الملك سلمان» رصد ألغاماً صنعها الانقلابيون على هيئة ألعاب لاستهداف الأطفال

الجطيلي والمعلم لدى تحدثهما في مؤتمر صحافي عقد بالرياض أمس («الشرق الأوسط»)
الجطيلي والمعلم لدى تحدثهما في مؤتمر صحافي عقد بالرياض أمس («الشرق الأوسط»)
TT

انتقادات لـ{تغاضي} منظمات أممية عن انتهاكات الحوثيين

الجطيلي والمعلم لدى تحدثهما في مؤتمر صحافي عقد بالرياض أمس («الشرق الأوسط»)
الجطيلي والمعلم لدى تحدثهما في مؤتمر صحافي عقد بالرياض أمس («الشرق الأوسط»)

انتقد مسؤولون في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بعض المنظمات الأممية، على أنها لا تجرؤ على التنديد بانتهاكات الحوثيين خشية على عملها داخل اليمن، مشيرين إلى رصد ألغام صنعتها الميليشيات الحوثية على هيئة ألعاب لاستهداف الأطفال.
وأكد الدكتور سامر الجطيلي المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ورود تقارير للمركز تفيد بمنع الحوثيين، المواطنين اليمنيين، من النزوح من الحديدة والذهاب إلى المناطق المحررة.
وقال الجطيلي خلال مؤتمر صحافي بالرياض أمس: «في ظل استمرار حصار الحديدة من قبل الحوثيين تم رصد منع مواطنين يمنيين يسكنون الحديدة من النزوح إلى المناطق المحررة»، معدداً برامج ينفذها المركز تشمل توصيل المساعدات الإنسانية للنازحين وتنفيذ برامج تعليمية. ولفت إلى أن «بعض المنظمات الأممية لا تتجرأ على رفع الصوت أو التنديد خشية على استمرار عملها داخل اليمن»، متابعاً أن السعودية تصدرت قائمة المانحين في اليمن، وأن إجمالي المساعدات الإنسانية المقدمة إلى اليمن بلغت 11.1 مليار دولار ولم تنحصر في الدعم المالي فقط، بل توزعت على قطاعات أخرى كدعم البنك المركزي، مستذكراً استجابة السعودية للنداء الإنساني عام 2015 بالكامل.
واستطاع مركز الملك سلمان الوصول إلى الأراضي اليمنية كافة بالتعاون مع 80 شريكاً وتم تنفيذ 296 مشروعاً في اليمن بتكلفة 1.6 مليون دولار خلال السنوات الثلاث الماضي، بحسب الجطيلي الذي أضاف أن المركز نفّذ برنامج إصحاح مائي في الحديدة ومكافحة سوء تغذية وعلاج مكافحة الضنك وتأمين محطات المياه، مؤكداً وجود خطة إنسانية في الحديدة تهدف إلى تسيير جسر بحري وتوصيل المساعدات إلى ميناء عدن ومنها إلى المواطنين بالحديدة، مؤكداً استمرار تعطيل الحوثيين وصول السفن ميناء الحديدة.
وكشف المتحدث باسم المركز أن إجمالي ما قدمته دول تحالف دعم الشرعية في اليمن بلغ نحو 16 مليار دولار تشمل المساعدات الطبية والغذائية ودعم قطاع الإيواء خلال 3 سنوات، مضيفاً أن السعودية وحدها قدمت 11 مليار دولار، مؤكداً استمرار السعودية عبر ذراعها الإغاثية مركز الملك سلمان للإغاثة في دعم الملف الإنساني، كما نوه بأن المنظمات الأممية تفتقر إلى نشر تقارير تفصيلية عن التجاوزات التي ترتكبها الميليشيا الانقلابية وتواجه مشكلة في الشفافية.
وأمام ظهور مؤشرات للتعافي المبكر في المناطق المحررة باليمن، استعرض الجطيلي استخدام الميليشيات الحوثية المواطنين اليمنيين دروعاً بشرية، ومنع وصول المساعدات، ووضع السلاح الثقيل في الطرق الرئيسية وحزمة أخرى من التصرفات التي تؤكد تدهور الحالة الإنسانية في المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون.
إلى ذلك، تطرق الدكتور عبد الله المعلم مدير المساعدات الطبية بالمركز إلى بعض المشكلات الصحية التي كانت توجد في اليمن قبل 4 أعوام وأدت سيطرة الميليشيا الحوثية على السلطة إلى تفاقمها، إذ إن الميليشيا الحوثية تمنع عنهم الغذاء والهواء والدواء، مستعرضاً بعض الحالات التي نفّذها مركز الأطراف لعلاج حالات الإصابة من انفجارات الألغام التي زرعتها الميليشيا الحوثية، مؤكداً رصد ألغام صنعتها الميليشيا الحوثية على هيئة ألعاب لاستهداف الأطفال.
وذكر المعلم أن المركز يواصل رعاية الأطفال اليمنيين الذين تم تجنيدهم من قبل الميليشيا الانقلابية، مشدداً على استمرار المركز في تشغيل المستشفيات باليمن.


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).