فرق المربع الذهبي تخوض نصف النهائي بسجل نظيف من الإنذارات

في ظل تغير موازين القوى... منتخبات فرنسا وبلجيكا وكرواتيا وإنجلترا تحمل آمالاً كبيرة في انتزاع كأس المونديال

بطاقات الإنذار التي وجهها الحكم البرازيلي للاعبي كرواتيا ستمحى من نصف النهائي (أ.ف.ب)
بطاقات الإنذار التي وجهها الحكم البرازيلي للاعبي كرواتيا ستمحى من نصف النهائي (أ.ف.ب)
TT

فرق المربع الذهبي تخوض نصف النهائي بسجل نظيف من الإنذارات

بطاقات الإنذار التي وجهها الحكم البرازيلي للاعبي كرواتيا ستمحى من نصف النهائي (أ.ف.ب)
بطاقات الإنذار التي وجهها الحكم البرازيلي للاعبي كرواتيا ستمحى من نصف النهائي (أ.ف.ب)

اكتمل عقد المربع الذهبي لكأس العالم 2018 لكرة القدم، بانضمام كرواتيا وإنجلترا إلى فرنسا وبلجيكا، وستخوض المنتخبات الأربعة نصف النهائي بسجل نظيف من الإنذارات حيث سيتم إلغاء البطاقات الصفراء بعد الدور ربع النهائي. والهدف من ذلك هو تجنب حرمان اللاعبين من المشاركة في النهائي في حال تأهل منتخب بلادهم نتيجة حصولهم على إنذار ثان في نصف النهائي.
ولن تهنأ المنتخبات الأربعة بالراحة طويلا حيث ينطلق نصف النهائي غدا، بلقاء فرنسا وبلجيكا في سان بطرسبورغ، وفي اليوم التالي (الأربعاء) تلعب إنجلترا وكرواتيا على ملعب لوجنيكي في موسكو، أبرز الملاعب المضيفة الذي احتضن المباراة الافتتاحية ويستعد للنهائية في 15 يوليو (تموز).
وكان من أبرز ملامح الدور ربع النهائي هو غياب كامل لمنتخبات أميركا الجنوبية للمرة الخامسة في التاريخ بعد فشل كبار لاعبي القارة في التألق أو إصابتهم في فترات مهمة من البطولة.
وساهمت منتخبات البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وكولومبيا وبيرو في أن تصبح بطولة كأس العالم 2018 واحدة من أكثر البطولات إثارة في التاريخ حيث لم تشهد البطولة أي لحظات مملة إلا نادرا في حضور حماسي من جماهير أميركا الجنوبية.
وتجاوزت أربعة من المنتخبات الخمسة دور المجموعة وهي نسبة أكبر من أوروبا التي تأهل منها عشرة بين 14 فريقا للدور الثاني وفي وقت حققوا فيه سبعة انتصارات متتالية. لكن كل ذلك انتهى بالدموع حيث ودعت الأرجنتين وكولومبيا البطولة من دور الستة عشر والأخيرة كانت عبر ركلات الترجيح أمام إنجلترا ثم خرجت أوروغواي والبرازيل في دور الثمانية أمام فرنسا وبلجيكا على التوالي.
وانتهت 60 مباراة من أصل المباريات الـ64 للحدث الكروي الذي ينتظره مئات الملايين من عشاق الكرة المستديرة حول العالم مرة كل أربعة أعوام. وكانت حافلة بالمفاجآت والأهداف ولحظات الفرح والحزن والألم.
كبرى المفاجآت كانت ألمانيا حاملة اللقب، أبطال العالم أربع مرات آخرها في البرازيل 2014 كانوا من أبرز المرشحين لأن يصبحوا أول منتخب يحتفظ بلقبه منذ 1962 لكن مصير الألمان كان مماثلا لإيطاليا وإسبانيا في النسختين الأخيرتين، حيث ودع حامل اللقب من الدور الأول.
لم يقتصر الوداع المفاجئ على المنتخبات، بل أخذ في دربه الأسماء الشهيرة أيضا. الجميع كان ينتظر اللاعبين اللذين تقاسما جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم في الأعوام العشرة الأخيرة، الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو. خيب الأول الآمال، بدأ متعثرا ولم يتمكن من أن يحمل منتخب بلاده إلى أبعد من الدور ثمن النهائي (خسارة أمام فرنسا 3 - 4). أما رونالدو فقد بدأ المونديال من الباب العريض، وسجل «هاتريك» من المباراة الأولى ضد إسبانيا (3 - 3)، لكن الفريق توقف عند ثمن النهائي أيضا وكانت محطة الوداع لمنتخب البرتغال بطل أوروبا أمام الأوروغواي بالخسارة 1 - 2.
وودع ميسي، 31 عاما، ورونالدو، 33 عاما، المونديال في اليوم نفسه، ويرجح أن هذا المسرح العالمي لن يتاح له مجددا أن ينبهر بموهبتهما.
حظ إسبانيا بطلة 2010 لم يكن أفضل وودعت من الدور ثمن النهائي على يد روسيا المضيفة بركلات الترجيح، بعدما بدأت المونديال على خلفية أزمة إقالة مدربها جولن لوبيتيغي وتعيين فرناندو هييرو بدلا منه.
آخر الأسماء كان البرازيلي نيمار. أغلى لاعب في العالم كان يحمل آمال مواطنيه باللقب السادس وتعويض الوداع المذل لمونديال 2014 على أرضه (1 - 7 في نصف النهائي أمام ألمانيا، ثم صفر - 3 أمام هولندا في مباراة المركز الثالث). التطلعات كانت كبيرة على نيمار بعدما غاب لثلاثة أشهر بسبب الإصابة، وعاد في الوقت المناسب للدفاع عن ألوان المنتخب. تحسن أداؤه الكروي تدريجا بعد المباراة الأولى وحتى الخروج أمام بلجيكا في ربع النهائي (1 - 2) المخيب، حيث بالغ في التمثيل والسقوط عند كل احتكاك مع منافس، وتصنع الألم والإصابة بشكل جعله عرضة لانتقادات المدربين ولسخرية يومية على مواقع التواصل.
واعترف نيمار بأنه يعيش أتعس لحظات حياته المهنية حاليا وإنه سيجد صعوبة في العودة لممارسة اللعبة مع ناديه. وقال: «من الصعب إيجاد القوة لممارسة كرة القدم مجددا، ولكني متأكد من أن الله سيمنحني القوة اللازمة لمواجهة كل ما يواجهني، لهذا لن أتوقف عن شكر الله، حتى في حالة الخسارة».
وخلال تعليق نيمار الذي لقي أكثر مليون و700 ألف إعجاب بعد ساعة من نشره، قال النجم البرازيلي: «يمكنني أن أقول إن هذه هي أسوأ لحظة طوال مسيرتي... الألم كبير جداً لأننا كنا نعلم أننا نستطيع فعلها، كنا نعلم أننا نستطيع الذهاب أبعد من هذا الدور وصنع التاريخ لكن لم تكن هذه المرة».
وختم بالقول: «سعيد للغاية كوني جزءا من هذا الفريق وفخور بالجميع، حلمنا تعطل لكنه لم يُمح من أذهاننا ولا قلوبنا».
والآن أربعة منتخبات في سباق الأمتار الأخيرة، فرنسا تبحث عن لقب ثان في تاريخها بعد 1998، وإنجلترا تريد الأمر نفسه بعد انتظار يعود لعام 1966 وبلجيكا وكرواتيا تريدان اللقب الأغلى الأول لكليهما وهما يملكان فرصة ذهبية بجيلين من الأفضل حاليا، كرواتيا بقيادة لوكا مودريتش وإيفان راكيتيش وماريو ماندزوكيتش، وبلجيكا مع إدين هازار وكيفن دي بروين وروميلو لوكاكو.
دائما ما تكون الأنظار متجهة إلى المهاجمين أو صانعي التمريرات الحاسمة أو الموهوبين بين خطوط المستطيل الأخضر. لكن مباريات عدة في المونديال الروسي كان صانعو التحول فيها حراس المرمى.
إنجلترا اكتشفت جوردان بيكفورد الذي تكفل في ربع النهائي بإنقاذ شباكه من محاولات سويدية خطرة كانت كفيلة بمحو تقدم بلاده 2 - صفر. اختير أفضل لاعب في مباراة ربع النهائي، وقال عنه مدربه غاريث ساوثغيت إنه: «مثال لما يجب أن يكون عليه حارس مرمى حديث، يلمس الكثير من الكرات، في الدوري الإنجليزي الممتاز، ثمة الكثير من الكرات العرضية التي ترفع إلى داخل المنطقة، هنا نحتاج إلى صفات مختلفة».
لم يكن بيكفورد الوحيد الذي برز بين إطارات المرمى الثلاث، هناك أيضا قائد فرنسا هوغو لوريس الذي كان حاسما في مواجهة الأوروغواي في ربع النهائي (2 - صفر)، ومثله البلجيكي تيبو كورتوا ضد البرازيل وهجومها الكاسح في الشوط الثاني سعيا لقلب التأخير 1 - 2. وهي نتيجة صمد كورتوا بوجه محاولات تبديلها.
ثلاثة حراس من الدوري الإنجليزي: بيكفورد (إيفرتون)، لوريس (توتنهام) وكورتوا (تشيلسي)، انضم إليهم الكرواتي دانيال سوباشيتش الذي تصدى لثلاث ركلات جزاء ترجيحية ضد الدنمارك، في مباراة ضمن ثمن النهائي برز فيها أيضا حارس الأخيرة كاسبر شمايكل. الوحيد الذي خيب التوقعات كان الإسباني ديفيد دي خيا الذي لم يظهر كأحد أفضل الحراس عالميا.
لم تأت الأهداف من المهاجمين أو اللاعبين الذين يعرفون طريق المرمى عن ظهر قلب فقط. من افتتح التسجيل لفرنسا في ربع النهائي ضد الأوروغواي، كان قلب الدفاع رافائيل فاران. ومن افتتح لإنجلترا ضد السويد في الدور نفسه كان المدافع هاري ماغواير. ومن كان أفضل مسجل لكولومبيا التي تضم الثلاثي راداميل فالكاو وخاميس رودريغيز هداف مونديال 2014 وخوان كوادرادو في خط المقدمة، برز المدافع ييري مينا الذي سجل 3 أهداف. أما أفضل مسجل للسويد فكان المدافع القائد أندرياس كرانغفيست.
في مونديال المفارقات، لم يكن غريبا أن يدون المدافعون اسمهم على لائحة أبرز الهدافين، وفي ظل اعتماد الكثير من المنتخبات على خطط دفاعية، كانت الضربات الثابتة مفتاحا للتسجيل، بدلا من الهجمات والاختراقات.
وخلال يومي الراحة سيلجأ الجميع من مدربين ولاعبين إلى إجراء جردة حساب للأسابيع الماضية قبل عودة عجلة المونديال للدوران مجددا، وهذه المرة، الكأس الذهبية لم تعد بعيدة. مباراتان، فوزان، لا أكثر.


مقالات ذات صلة

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

رياضة عالمية باتريك كلويفرت (رويترز)

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

أعلن الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم في بيان، الأربعاء، تعيين أسطورة كرة القدم الهولندي باتريك كلويفرت مدرباً جديداً للمنتخب الوطني حتى 2027، مع خيار التمديد.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة عالمية ديشان في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء (أ.ف.ب)

ديشان: سأترك تدريب منتخب فرنسا في 2026

أكد مدرب منتخب فرنسا لكرة القدم ديدييه ديشان، أنه سيترك منصبه عام 2026، في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء.

رياضة عالمية شين تاي-يونغ (رويترز)

مفاجأة... ثوهير يقيل مدرب إندونيسيا والبديل كلويفرت

أقال الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم مدرب منتخب الرجال الكوري الجنوبي شين تاي-يونغ، كما أعلن رئيسه إريك ثوهير، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة سعودية منتخب السعودية لم يقدم ما يشفع له للاستمرار في البطولة (سعد العنزي)

هل يمكن معالجة جراح الأخضر قبل استئناف تصفيات كأس العالم؟

عندما تلقَّى المنذر العلوي بطاقة حمراء في الدقيقة 34، لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يخفق الأخضر في التفوق على 10 لاعبين من عُمان في سعيه لبلوغ النهائي الخليجي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية حالة من الإحباط عاشها لاعبو الأخضر بعد الخروج الخليجي (تصوير: سعد العنزي)

رينارد يجهز تقرير «الأخضر»... و«اعتزال» العويس مجرد «ردة فعل»

مصادر قالت إن الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يزال يثق بالجهازين الفني والإداري بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.

سعد السبيعي (الكويت)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».