لبنان يراهن على إعادة تشغيل معبر نصيب لتنشيط صادراته إلى الدول العربية

لبنان يراهن على إعادة تشغيل معبر نصيب لتنشيط صادراته إلى الدول العربية
TT

لبنان يراهن على إعادة تشغيل معبر نصيب لتنشيط صادراته إلى الدول العربية

لبنان يراهن على إعادة تشغيل معبر نصيب لتنشيط صادراته إلى الدول العربية

يعوّل لبنان على افتتاح معبر نصيب الحدودي مع الأردن، لإعادة تنشيط قطاعه الاقتصادي عبر تفعيل حركة صادراته إلى أسواق دول الخليج العربي الحيوية، ونقلها براً، ما يخفف التكلفة على البضائع ويتيح عرضها بأسعار منافسة.
وتقلص عدد الشاحنات التي كانت تنقل البضائع إلى دول الخليج العربي في عام 2015 إثر إغلاق معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن، من 250 شاحنة يومياً إلى النصف، وتنقل تلك الشاحنات المحملة بالبضائع عبر البحر من لبنان إلى الأردن كطريق مؤقت لتصدير المنتجات الزراعية والصناعية اللبنانية، ما زاد كلفتها. وكانت تمر عبر الخط البري من لبنان إلى دول الخليج عبر سوريا والأردن، 70 في المائة من الصادرات الزراعية اللبنانية، و32 في المائة من الصناعات الغذائية اللبنانية، و22 في المائة من صادرات الصناعة بشكل عام.
وقال نقيب أصحاب الشاحنات في لبنان شفيق القسيس إن أصحاب الشاحنات لم يتبلغوا بعد شيئا حول موعد إعادة فتح المعبر البري الذي يتيح نقل البضائع اللبنانية إلى الخليج في البر عبر سوريا والأردن، مشيراً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «أننا ننتظر انسحاب مقاتلي المعارضة من المعبر ومحيطه وتفعيل الاتفاقيات السابقة بين دمشق والأردن بما يتيح حركة مرور الشاحنات اللبنانية إلى دول الخليج عبر سوريا والأردن»، مشدداً على أن المعلومات التي وصلت أصحاب الشاحنات تفيد بأن الإجراءات «قد لا تتأخر كثيراً، وفور تنفيذها ستتحرك الشاحنات اللبنانية براً عبر المعبر».
وسيطرت قوات النظام السوري أول من أمس، بدعمٍ من الطيران الروسي، على معبر نصيب مع الأردن، بعد أكثر من ثلاث سنوات من استيلاء معارضين عليه. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن «آليات تابعة للشرطة العسكرية الروسية رافقها ممثلون عن الإدارة الحكومية السورية للمعابر دخلت المعبر من دون قتال»، في وقت أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) رفع علم النظام على معبر نصيب.
ووصف قسيس المعبر بأنه «حيوي» بالنسبة للبنان، مؤكدا أنه «يساعد قطاعي الصناعة والزراعة في لبنان على تصدير المنتجات»، لافتاً إلى أن تكلفة النقل المنخفضة عبر الطرق البرية «تمنح المنتجات اللبنانية قدرة على المنافسة في الأسواق العربية». وأشار إلى أن الشاحنات اللبنانية تنقل المنتجات الصناعية والمحاصيل الزراعية والفواكه، فيما تساهم إعادة تنشيط قطاع النقل البري «بإيجاد فرص عمل وتنشيط قطاع التجارة».
وقال قسيس إن رقماً من الشاحنات يتراوح بين 250 و300 شاحنة كانت تعبر يومياً محملة بالمنتجات اللبنانية إلى الأردن والأسواق العربية عبر سوريا، قبل عام 2015، وهو تاريخ إغلاق المعبر، وتقلص هذا العدد إلى النصف، بسبب ارتفاع تكلفة النقل عبر البحر، ما ساهم في كساد المنتجات الزراعية في لبنان.
وتشير التقديرات إلى تراجع تصدير المنتجات اللبنانية إلى الأسواق الخليجية بنسبة تتخطى الخمسين في المائة منذ إقفال المعبر في أبريل (نيسان) 2015، لتُضاف في ذلك الوقت إلى إقفال المعابر الحدودية بين سوريا والعراق أيضاً، ما دفع اللبنانيين لتصدير بضاعتهم بحراً إلى ميناء العقبة وإلى مصر، قبل نقل البضائع إلى أسواق دول مجلس التعاون الخليجي.
ودعمت الحكومة اللبنانية عبر المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات «إيدال» لشحن الصادرات بمبالغ مالية كبيرة بالنظر إلى أن تكلفة النقل عبر البحر مرتفعة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.