اجتماع حاسم للحكومة البريطانية حول «بريكست

رئيس «إيرباص»: ليس لديها أي فكرة عن الموضوع

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي في برلين (أ.ف.ب)
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي في برلين (أ.ف.ب)
TT

اجتماع حاسم للحكومة البريطانية حول «بريكست

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي في برلين (أ.ف.ب)
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي في برلين (أ.ف.ب)

أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أمس، أن حكومتها، المنقسمة حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، توصلت إلى «موقف موحد» بعرض إنشاء «منطقة تجارة حرة» بين المملكة المتحدة والتكتل لمرحلة ما بعد {بريكست}، وذلك أثناء اجتماع حاسم مع وزراء بارزين في مقر إقامتها الريفي.
وبعد أشهر من التكتم، توصلت ماي إلى الاتفاق على أمل التغلب على انقسامات في الحكومة ودفع المحادثات المتعثرة بشأن شروط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقالت ماي في بيان أصدره مكتبها: {في مناقشات مفصلة، وافق مجلس الوزراء على موقفنا الجماعي لمستقبل مفاوضاتنا مع الاتحاد الأوروبي».
وأوضحت أن «اقتراحنا سيوجد منطقة للتجارة الحرة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي تؤسس لقاعدة مرجعية مشتركة للسلع الصناعية والمنتجات الزراعية... اتفقنا أيضاً على نموذج جديد للجمارك يرضي قطاع الأعمال مع حرية عقد اتفاقات تجارية جديدة حول العالم».
غير أن {الموقف الموحد} الذي أعلنته ماي لم يبد موحداً بالكامل، إذ ذكرت صحيفة {ذي تايمز} البريطانية بعد صدور البيان، أن رئيسة الحكومة وعدت وزراء بارزين خلال الاجتماع بـ{طرد} وزير الخارجية بوريس جونسون الذي يدعم اتخاذ موقف متشدد من أوروبا في ملف {بريكست}، إذا ما حاول تقويض الموقف التفاوضي للندن مع بروكسل في شأن الاتفاق المطروح.
وسيخضع الاقتراح البريطاني لتفاوض لن يكون سهلاً مع الاتحاد الأوروبي. وأعربت الدول الـ27 الأعضاء في التكتل الأوروبي خلال اجتماع الأسبوع الماضي في بروكسل عن «القلق لعدم تحقيق أي تقدم ملموس بعد» في مفاوضات {بريكست}. وإزاء مخاطر العرقلة، أثار المستشار النمساوي اليميني سيباستيان كورتز الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أول من أمس، إمكان تمديد المفاوضات مع لندن لمنع خروج المملكة المتحدة من التكتل من دون اتفاق. وقال كورتز: «إذا لم نتوصل إلى حل فأنا أدعو إلى مواصلة المحادثات لتفادي بريكست قاس».
وتواجه رئيسة الوزراء البريطانية ضغوطاً كبيرة من الأوساط الاقتصادية. فقد حذر رالف سبيث المدير العام لشركة «جاغوار لاند روفر» لصناعات السيارات من أنه سيضطر في حال حصول بريكست قاس إلى إعادة النظر في استثمارات شركته في المملكة المتحدة. وكانت «إيرباص» حذرت من أمر مماثل الأسبوع الماضي. ويختصر آدم مارشال المدير العام للغرف البريطانية للتجارة، التي تشمل 52 غرفة إقليمية، الموقف بالقول إن صبر الشركات البريطانية «بدأ ينفد».
ومن المقرر أن تنشر الحكومة البريطانية، الخميس المقبل، «كتاباً أبيض» يعرض تفاصيل أهدافها، وهو ما يطالب به رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بـ«إلحاح». وقال توسك مؤخراً: «كلما حصلنا على مقترح بريطاني دقيق حول الحدود الآيرلندية بشكل أسرع كانت فرص إتمام مفاوضات بريكست هذا العام أكبر».
وأوردت الصحف البريطانية أن رغبة ماي بالتماشي مع القواعد الأوروبية في ما يتعلق بتجارة السلع، لن يتيح للمملكة المتحدة توقيع اتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة في مرحلة ما بعد {بريكست}، بحسب ما نقلت الصحف عن وثائق عمل عدة.
وعلق النائب المحافظ أوين باترسون، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، «إذا كان ذلك صحيحاً فإنه سيحرم الاقتصاد البريطاني من كل فوائد بريكست»، مضيفاً: «سنكون خارج أوروبا ومع ذلك تحت إدارتها».
وفي قلب الانقسامات هناك المسألة الآيرلندية التي تثير حساسية خاصة، إذ يمكن أن يؤدي بريكست إلى العودة إلى حدود بين الشمال التابع للمملكة المتحدة والجنوب العضو في الاتحاد الأوروبي.
وقال كورتز خلال لقاء مع الصحافة الأجنبية في فيينا: «آمل في أن نتوصل إلى تسوية ملف آيرلندا الشمالية والحدود. في حال لم نجد حلاً فإنني أدعو إلى مواصلة المفاوضات لتفادي بريكست قاس».
ورداً على سؤال عما إذا كان يؤيد تمديد المادة 50 التي تنص على عامين من المفاوضات بين اليوم الذي أبلغت فيه بريطانيا الاتحاد برغبتها في الخروج منه، واليوم الفعلي للخروج، أجاب: «سوف نرى».
وصرح الرئيس التنفيذي لشركة «إيرباص» توم إندرز، الجمعة، بأن الحكومة البريطانية «ليست لديها أي فكرة أو على الأقل ليس عندها أي إجماع» بشأن التوصل إلى اتفاق حول بريكست. وجدد موقف إندرز في لندن المخاوف الشديدة التي أعربت عنها الشركة الأوروبية المصنعة للطائرات الشهر الماضي في حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون التوصل إلى اتفاق مع بروكسل.
ورداً على سؤال حول رأيه في كيفية تعاطي الحكومة مع بروكسل، قال إندرز «يبدو أنه ليست لديها أي فكرة، أو على الأقل ليس لديها أي إجماع». وأضاف: «نعتقد أن على الحكومة البقاء على الأقل في الاتحاد الجمركي، ونعتقد أن المملكة المتحدة يجب أن تبقى في الأجهزة التنظيمية». وأكد أن «هذا هو الحد الأدنى المطلوب... على الأقل لتقليل الضرر» على «إيرباص» والصناعة بشكل عام.
والشهر الماضي حذرت «إيرباص»، التي توظف مباشرة نحو 15 ألف شخص في المملكة المتحدة، من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق سيكون «كارثياً»، ويدفعها لإعادة التفكير في استثماراتها في هذا البلد. وقال الرئيس التشغيلي للشركة توم ويليامز في يونيو (حزيران) «ببساطة فإن سيناريو عدم التوصل إلى اتفاق يهدد مستقبل (إيرباص) في المملكة المتحدة». ولا تستبعد الحكومة البريطانية الانسحاب من المحادثات كأسلوب تفاوضي، ولكن ماي تقول إنها تتوقع التوصل إلى اتفاق قبل الخروج في 29 مارس (آذار) 2019. وقال إندرز، الجمعة، إنه لن يكشف تفاصيل خطط «إيرباص» للطوارئ، إلا أنه صرح: «نعكف حالياً على وضع استعدادات لنتمكن من تخفيف التأثيرات لأي سيناريو لبريكست». وأضاف: «تأكدوا من أن بريكست بأي شكل من الأشكال، سواء كان كاملاً أو قاسياً أو خفيفاً أو نظيفاً أو ما تريدونه من تسمية سيكون ضاراً... على صناعتنا وعلى الصناعات الأخرى وعلى المملكة المتحدة». وأكد أن على بريطانيا أن تبقى في هيئة سلامة الطيران الأوروبية بعد بريكست، وإلا فإنها ستواجه «أسوأ سيناريو».

رسالة لوزير الداخلية الألماني عن «بريكست» تثير استياء بروكسل
أثار وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر استياءً في بروكسل، بسبب خطاب أرسله إلى مفاوضي الاتحاد المعنيين بمفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وفي الخطاب، الذي نشرته صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية الصادرة أمس (الجمعة)، حث زيهوفر كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه على السعي لتحقيق «تعاون غير محدود» مع بريطانيا في القضايا الأمنية، عقب خروج الأخيرة من الاتحاد.
وقال متحدث باسم بارنييه اليوم إن «هذا لا يعبِّر عن موقف مجلس الاتحاد الأوروبي بما في ذلك ألمانيا». ومن المنتَظَر أن يتضح خلال المفاوضات في الأسابيع المقبلة إلى أي مدى ستتعاون بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي على المدى الطويل في مكافحة الإرهاب والجريمة عقب خروجها من الاتحاد.
ونقلت الصحيفة عن خطاب زيهوفر أنه في حال عدم إبرام شراكة أمنية غير محدودة مع بريطانيا، فإن حياة المواطنين ستصبح معرَّضة للخطر، موضحاً أن ضمان أمن المواطنين يتعين أن يكون له أولوية سابقة لاعتبارات أخرى في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.