120 فتاة سعودية يتابعن أنظمة سير المركبات في «مركز معالجة المخالفات المرورية»

أصبحت المرأة السعودية ضابطة لأمن المجتمع من خلال متابعتها لأنظمة سير المركبات، حيث أقرّت إدارة المرور عمل 120 فتاة في «مركز معالجة المخالفات المرورية» للمركبات على مدار الساعة من خلال 3 مراكز رئيسية على مستوى السعودية وفي طريقها إلى التوسع. وتهيئ إدارة المرور تدابير وآليات بهدف حفظ القانون وأنظمة السير منها رصد المخالفات المرورية باستخدام تقنية التصوير.
وتقوم الفتيات العاملات في المركز، بمهمة تحتاج إلى مهارة ودقة ومسؤولية في ذات الوقت، من خلال تحليل المخالفات التي تصل إلى المركز إلكترونياً عبر شبكة الحاسب الآلي الخاصة بإدارة المرور.
وتعلق على ذلك دلال الزعبي التي تم تعيينها مديرةً لـ«قسم معالجة المخالفات المرورية في السعودية» بالقول: إن «معالجة المخالفات المرورية تمر بعدة مراحل، بدءاً من استقبالها ثم تحليلها ومعرفة وضعها تماماً قبل أن تخضع للمعالجة». وتشدد الزعبي على أنهم يحرصون في تعاملهم مع المخالفات المرورية على أن يتم «تدقيقها تماماً قبل أن تخضع أيضاً لمراجعة أخرى؛ لضمان تجنب وقوع أي أخطاء في عملية المعالجة والتقييم، وكذلك قبل إصدار المخالفة على من ارتكبها وفق أنظمة المرور لضمان حقوق كل الأطراف».
وعن آلية الرصد الآلي لمخالفات المركبات في السعودية تشرح مديرة قسم معالجة المخالفات المرورية: «إنها إحدى وسائل السلامة المرورية تستخدم التقنيات التي تساعد في ضبط المخالفات على الطرق التي تؤثر على السلامة المرورية بشكل عام». ويشير المركز إلى أن معاجلة المخالفة يدوياً يهدف إلى التقليل من احتمالية حدوث خطأ في نظام الرصد الآلي.
وتوجِّه الزعبي نصيحة إلى السائقين قالت فيها: «ولسلامتكم ولبيئة آمنة، آمل من الجميع التقيّد والالتزام بتعليمات إرشادات السلامة المرورية».
ويرى العميد متقاعد صالح الغامدي من منسوبي الأمن في شرطة جدة سابقاً، أن دخول المرأة في أي مجال هو جانب طبيعي، بل هو المطلوب. ويفصل في حديث هاتفي لـ«الشرق الأوسط» أمس، بالقول: «في الغالب نسبة النساء تشكل ثلثين أمام نسبة الرجال حسب الإحصاءات العالمية، ولذلك مشاركتها يجب أن تكون موازية لهذه النسبة، ووجودها في القطاع الأمني والمروري منه إيجابي، وأقول ذلك من واقع خبرة، فنحن نحتاج إلى مختصين في التعامل مع النساء في المواقع الأمنية». مضيفاً: «أود الإشارة إلى جانب تعلمناه من خلال الدورات والدراسات التي تلقيناها في عملنا، وهو أن تجارب علمية أثبتت أن دقة الملاحظة لدى المرأة أعلى من الرجل، ولذلك أرى أن تكليف إدارة المرور للفتيات بمراجعة وتدقيق المخالفات المرورية تتناسب كثيراً مع القدرات والمهارات التي تمتلكها المرأة».
من جهتها قالت الدكتورة فاطمة باعثمان المحاضرة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، إن «الفتاة السعودية لديها الكثير من الإمكانات التي متى ما استُثمرت ستعود بالنفع الكبير، ومن الجميل أن صناع القرار في بلدنا يَعُون ذلك، وقد أكدوا وبيَّنوا في أكثر من موقف أن طموحاتهم تصل لعنان السماء؛ لذلك فإن قيادة السيارة هي بمثابة ممر المرأة نحو بناء المجتمع». وتبين: «أنا كمحاضرة لعقدين من الزمن، أعرف ما تكتنزه الفتاة السعودية من قدرات، ولذلك أراهن على نجاحها في المهام الموكلة إليها بما فيها الأنظمة القانونية والأمنية كما هو الحال مع هذه الفكرة».