حمادة هلال: الغناء كل حياتي... والجمهور يحب أدواري الواقعية

قال لـ «الشرق الأوسط» إنه مستعد لتقديم «الأكشن» بشروط

لقطة من كواليس تصوير مسلسل «قانون عمر»
لقطة من كواليس تصوير مسلسل «قانون عمر»
TT

حمادة هلال: الغناء كل حياتي... والجمهور يحب أدواري الواقعية

لقطة من كواليس تصوير مسلسل «قانون عمر»
لقطة من كواليس تصوير مسلسل «قانون عمر»

أصبح الفنان والمطرب حمادة هلال، صاحب بصمة في عالم الدراما والسينما المصرية، بعد قيامه ببطولة كثير من الأعمال الدرامية والسينمائية في السنوات الأخيرة، وأصبح أحد نجوم «موسم رمضان الدرامي»، إضافة إلى تألقه في عالم الغناء بسبب صوته المميز.
قام «هلال» ببطولة مسلسل «قانون عمر»، في موسم دراما رمضان الماضي، وحقق المسلسل نجاحاً ملحوظاً، ونال إشادة وإعجاب الجمهور والنقاد، وتحدث النجم المصري في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» عن تفاصيل وكواليس دوره، وأسباب نجاح العمل، كما كشف عن خططه المستقبلية في عالم الغناء والتمثيل.
يقول حمادة هلال: «اخترت مسلسل (قانون عمر)، لأنه يعتبر توليفة مختلفة عما قدمته من قبل، فهو مسلسل اجتماعي أحداثه مشوقة لا تخلو من الحركة والإثارة والكوميديا في الوقت ذاته، لذا يعتبر دراما شاملة من وجهة نظري، كما أن شخصية (عمر) لم أقدمها من قبل سواء في الدراما أو السينما، فهو مهندس ميكانيكا، من الطبقة المتوسطة، يتعرض لظلم كبير، ويدخل السجن ظلماً، ويحاول إثبات براءته فيهرب من السجن، وفي نهاية الأحداث يتم سجنه مرة أخرى، نظرا لهروبه من السجن رغم إثبات براءته».
وأضاف أن «شخصية عمر موجودة في الواقع... فمثل (عمر) يوجد كثيرون يتم سجنهم ظلما، ويتم إسناد التهم إليهم دون ارتكابها، والأهم من سجنه هو الدراما والأحداث التي يمر بها خلال الثلاثين حلقة، والتي تعكس واقع كثيرين في المجتمع وليس (عمر) فقط. لذلك أتمنى أن يساهم العمل في رد الاعتبار إلى المسجونين ظلما، إذ يجب رد اعتبارهم قانونيا، لأن للأسف المجتمع لا يفرق بين المسجون ظلماً والمسجون في قضايا فساد وقتل، ويتم التعامل مع المسجون ظلما على أنه دخل السجن ويتم نبذه اجتماعيا، ولكن لو رد القانون اعتبار هؤلاء، أعتقد أن الأمر سيختلف، فليس من المعقول أن يتم سجنه ظلما، ويظل طوال حياته يدفع ضريبة هذا الظلم».
* هل قدمت صورة ضابط الشرطة بشكل واقعي دون أي انحياز في مسلسل «قانون عمر»؟ وحول الانتقادات التي وجهت إلى العمل باعتباره متشابها مع قصة مسلسل «أيوب» الذي قدمه الفنان مصطفى شعبان، في موسم رمضان أيضا، قال هلال: «الظلم موجود في كل الكون، لكن قصة العملين مختلفة تماما عن بعضهما البعض، أنا للأسف لم أشاهد مسلسل (أيوب) لكن اطلعت على قصة العمل، ووجدتها مختلفة تماما جملة وتفصيلا عن مسلسلنا».
في السياق نفسه، تحدث النجم المصري عن نهاية المسلسل غير المتوقعة والصادمة بحبس عمر، قائلا: «كنت أتمنى تقديم نهاية سعيدة ولكني محكوم بالدراما، والنهاية كانت غير متوقعة وليست سعيدة بحبس (عمر)، ولكنه كان لا بد أن يسجن لأنه هرب من السجن حتى لو في سبيل إثبات براءته، وهذا قانون لا يمكن أن نقوم بتحريفه من أجل خلق نهاية سعيدة».
وأوضح حمادة هلال أنه لم يقلق من إعطاء انطباع يدل على وجود نماذج سيئة كثيرة في المجتمع، أو إعطاء طاقة سلبية لمن يشاهد المسلسل قائلا: «لأنني في النهاية أجسد الواقع، والنماذج السيئة موجودة بالفعل في المجتمع، فنحن لا نعيش في العالم المثالي، ففي كل بيت تجد فيه أشخاصا تفعل الخير، وآخرين يسعون إلى الشر، فتلك هي طبيعة الحياة».
وأضاف أنه واجه بعض الصعوبات في مشاهد الأكشن، قائلا: «أثناء تأدية تلك المشاهد حدث لي كسر بسيط في الساق وتم وقف التصوير لفترة. أيضا مشاهد الظلم الذي تعرض لها (عمر) أثّرت كثيرا علي نفسيا أثناء تأديتها، ولكن في النهاية نخرج من موقع التصوير لنمارس حياتنا بشكل طبيعي».
وحول ما تردد عن اختصاره من أدواره لصالح باقي الفنانين الآخرين المشاركين معه في المسلسل قال: «نعم تعمدت ذلك، لأنه لا بد أن يكون جميع المشاركين في العمل أدوارهم كبيرة وقوية حتى نعلو من قيمة العمل، وأن يحتوي العمل على قصص مختلفة وليست قصة (عمر) بمفرده».
وتابع أنه فنان يفضل تقديم الدراما الاجتماعية مثل مسلسل «ولي العهد» ومسلسل «طاقة القدر» وأخيرا «قانون عمر»، لأنها هي الدراما المحبوبة لدى الجماهير، ومن الممكن أن تغلف بالأكشن، لكن إذا قدمنا مسلسل أكشن من بدايته لنهايته، سيبتعد المشاهد عن متابعته، لأن هذه النوعية من الدراما تكون بعيدة عن قلوب المشاهدين. لكن أنا أتمنى تقديم عمل أكشن في السينما والدراما، ولكن إذا قدمت الأكشن، لا بد أن يكون به إنتاج ضخم، وفي الوقت نفسه لا بد أن يتضمن قصة اجتماعية قريبة من قلوب المشاهدين.
ولفت هلال إلى أنه يحرص على أن تكون أعماله خالية من الألفاظ والكلمات الخادشة للحياء، لأن أي عمل درامي يدخل إلى منازلنا مباشرة عكس السينما، فالدراما تشاهدها الأسرة بما فيها من أطفال، وتلك الأعمال باقية ونحن لسنا مخلدين، فلا بد من ترك أعمال تحترم الأسرة بأكملها.
وتابع أنه يتمنى الوجود باستمرار في المواسم الرمضانية، لكن الاختيار سيكون متوقفا على جودة السيناريو وجهة الإنتاج. مشيرا إلى أن تضمين الأغاني بالدراما يساعد على نجاحها، إذا ما تم توظيفها بشكل جيد، يساعد على إعلاء قيمة العمل، وهذا ما حدث في أغنية «سلام يا غالية» التي قدمتها في مسلسل «قانون عمر»، وأغنية «يا رب نفضل كدا مع بعض» في مسلسل «ولي العهد».
في سياق منفصل، تحدث هلال عن فيلمه السينمائي الأخير «شنطة حمزة»، وقال: «إنه تعرض للظلم في عمليات التوزيع على دور العرض، لكن هذا من اختصاص شركات الإنتاج، والأهم بالنسبة لي أنني قدمت عملا جيدا».
وحول ابتعاده عن الغناء لصالح التمثيل اختتم النجم المصري حديثه قائلا: «الغناء هو حياتي ولا يمكن أن أبتعد عنه تماما، وسأركز به في الأيام المقبلة، وسيتم طرح الكثير من أغاني (السينغل)، مثل أغنية (استكتروك عليا) وسيليها الكثير من الأغاني في الفترة القصيرة المقبلة».



محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
TT

محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)

صدى كبير حققه حفل «روائع محمد عبد الوهاب» في «موسم الرياض»، سواء بين الجمهور أو مطربي الحفل، ولعل أكثرهم سعادة كان المطرب المصري محمد ثروت ليس لحبه وتقديره لفن عبد الوهاب، بل لأنه أيضاً تلميذ مخلص للموسيقار الراحل الذي لحن له 12 أغنية وقد اقترب ثروت كثيراً منه، لذا فقد عدّ هذا الحفل تحية لروح عبد الوهاب الذي أخلص لفنه وترك إرثاً فنياً غنياً بألحانه وأغنياته التي سكنت وجدان الجمهور العربي.

يستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم وإخراج نجله أحمد ثروت ({الشرق الأوسط})

وقدم محمد ثروت خلال الحفل الذي أقيم بمسرح أبو بكر سالم أغنيتين؛ الأولى كانت «ميدلي» لبعض أغنياته على غرار «امتى الزمان يسمح يا جميل» و«خايف أقول اللي في قلبي» وقد أشعل الحفل بها، والثانية أغنية «أهواك» للعندليب عبد الحليم حافظ وألحان عبد الوهاب.

وكشف ثروت في حواره مع «الشرق الأوسط» عن أن هذا الكوكتيل الغنائي قدمه خلال حياة الموسيقار الراحل الذي أعجب به، وكان يطلب منه أن يغنيه في كل مناسبة.

يقول ثروت: «هذا الكوكتيل قدمته في حياة الموسيقار محمد عبد الوهاب وقد أعجبته الفكرة، فقد بدأت بموال (أشكي لمين الهوى والكل عزالي)، ودخلت بعده ومن المقام الموسيقي نفسه على الكوبليه الأول من أغنية (لما أنت ناوي تغيب على طول)، ومنها على أغنية (امتى الزمان يسمح يا جميل)، ثم (خايف أقول اللي في قلبي)، وقد تعمدت أن أغير الشكل الإيقاعي للألحان ليحقق حالة من البهجة للمستمع بتواصل الميدلي مع الموال وأسعدني تجاوب الجمهور مع هذا الاختيار».

وحول اختياره أغنية «أهواك» ليقدمها في الحفل، يقول ثروت: «لكي أكون محقاً فإن المستشار تركي آل الشيخ هو من اختار هذه الأغنية لكي أغنيها، وكنت أتطلع لتقديمها بشكل يسعد الناس وساعدني في ذلك المايسترو وليد فايد، وجرى إخراجها بالشكل الموسيقي الذي شاهدناه وتفاعل الجمهور معها وطلبوا إعادتها».

وبدا واضحاً التفاهم الكبير بين المايسترو وليد فايد الذي قاد الأوركسترا والفنان محمد ثروت الذي يقول عن ذلك: «التفاهم بيني وبين وليد فايد بدأ منذ عشرات السنين، وكان معي في حفلاتي وأسفاري، وهو فنان متميز وابن فنان، يهتم بالعمل، وهو ما ظهر في هذا الحفل وفي كل حفلاته».

تبدو سعادته بهذا الحفل أكبر من أي حفل آخر، حسبما يؤكد: «حفل تكريم الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب أعاد الناس لمرحلة رائعة من الألحان والأغنيات الفنية المتميزة والعطاء، لذا أتوجه بالشكر للمستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، على الاهتمام الكبير الذي حظي به الحفل، وقد جاءت الأصداء عالية وشعرت أن الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل».

ووفق ثروت، فإن عبد الوهاب يستحق التكريم على إبداعاته الممتدة، فرغم أنه بقي على القمة لنحو مائة عام فإنه لم يُكرّم بالشكل الذي يتلاءم مع عطائه.

ويتحمس ثروت لأهمية تقديم سيرة عبد الوهاب درامياً، مؤكداً أن حياته تعد فترة ثرية بأحداثها السياسية والفنية والشخصية، وأن تقدم من خلال كاتب يعبر عن كل مرحلة من حياة الموسيقار الراحل ويستعرض من خلاله مشوار الألحان من عشرينات القرن الماضي وحتى التسعينات.

يستعيد محمد ثروت ذكرى لقائه بـ«موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب، قائلاً: «التقيت بالأستاذ واستمع لغنائي وطلب مني أن أكون على اتصال به، وتعددت لقاءاتنا، كان كل لقاء معه به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم، إلى أن لحن أوبريت (الأرض الطيبة) واختارني لأشارك بالغناء فيه مع محمد الحلو وتوفيق فريد وإيمان الطوخي وسوزان عطية وزينب يونس، ثم اختارني لأغني (مصريتنا حماها الله) التي حققت نجاحاً كبيراً وما زال لها تأثيرها في تنمية الروح الوطنية عند المصريين».

ويشعر محمد ثروت بالامتنان الكبير لاحتضان عبد الوهاب له في مرحلة مبكرة من حياته مثلما يقول: «أَدين للموسيقار الراحل بالكثير، فقد شرفت أنه قدم لي عدة ألحان ومنها (مصريتنا) (عينيه السهرانين)، (عاشت بلادنا)، (يا حياتي)، (يا قمر يا غالي)، وصارت تجمعنا علاقة قوية حتى فاجأني بحضور حفل زواجي وهو الذي لم يحضر مثل هذه المناسبات طوال عمره».

يتوقف ثروت عند بعض لمحات عبد الوهاب الفنية مؤكداً أن له لمسته الموسيقية الخاصة فقد قدم أغنية «مصريتنا» دون مقدمة موسيقية تقريباً، بعدما قفز فيها على الألحان بحداثة أكبر مستخدماً الجمل الموسيقية القصيرة مع اللحن الوطني العاطفي، مشيراً إلى أن هناك لحنين لم يخرجا للنور حيث أوصى الموسيقار الراحل أسرته بأنهما لمحمد ثروت.

يتذكر محمد ثروت نصائح الأستاذ عبد الوهاب، ليقدمها بدوره للأجيال الجديدة من المطربين، مؤكداً أن أولاها «احترام فنك الذي تقدمه، واحترام عقل الجمهور، وأن الفنان لا بد أن يكون متطوراً ليس لرغبته في لفت النظر، بل التطور الذي يحمل قيمة»، مشيراً إلى أن الأجيال الجديدة من المطربين يجب أن تعلم أن الفن يحتاج إلى جدية ومثابرة وإدراك لقيمة الرسالة الفنية التي تصل إلى المجتمع فتستطيع أن تغير فيه للأفضل.

ويستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم، إخراج نجله أحمد ثروت الذي أخرج له من قبل أغنية «يا مستعجل فراقي». كل لقاء مع «موسيقار الأجيال» كانت به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم