تغيرات مرتقبة في التحالفات العراقية

الأكاديمي والسياسي المستقل الدكتور نديم الجابري.
الأكاديمي والسياسي المستقل الدكتور نديم الجابري.
TT

تغيرات مرتقبة في التحالفات العراقية

الأكاديمي والسياسي المستقل الدكتور نديم الجابري.
الأكاديمي والسياسي المستقل الدكتور نديم الجابري.

أكد سياسي عراقي بارز مقرب من إحدى الكتل الكبيرة لـ«الشرق الأوسط»، أن تحركات داخلية وإقليمية ودولية أجهضت غالبية التحالفات التي أعلنتها القوى السياسية المختلفة منذ ظهور نتائج الانتخابات التي جرت في مايو (أيار) الماضي. وتوقع تغيرات واسعة في خريطة التحالفات بعد حسم الجدل في شأن النتائج.
وطبقاً لكل المؤشرات، فإن عملية العد والفرز اليدوي الجزئي للأصوات التي دخلت يومها الثالث في كركوك، أمس، لن تؤدي إلى تغيير في الخريطة الانتخابية لجهة النتائج. ومع أن نحو أربع محافظات أخرى هي بغداد، والأنبار، وصلاح الدين، ونينوى، ستشهد عداً وفرزاً يدويين للصناديق المطعون في نتائجها، فإن الاطمئنان بات يسود القوائم الكبيرة التي تصدرت النتائج.
وقال السياسي البارز لـ«الشرق الأوسط»، إن «كل ما تم الإعلان عنه من تفاهمات، وفيما بعد تحالفات، لم يكتب له الصمود فضلاً عن النجاح، لكن لا أحد يريد الإعلان عن فك الشراكة لأنه لم تترتب عليها اتفاقات ملزمة، بل غالباً كانت لقاءات يتم فيها بحث مشتركات يعقبها مؤتمر صحافي مشترك يعلن عن تفاهم أو تحالف سرعان ما يجري التحرك عليه، إما لإجهاضه أو للانضمام إليه، لكن أحياناً بشروط قد تكون صعبة مثل إقصاء طرف أو عدم الموافقة على التحرك ضد طرف آخر». وأضاف، إن «بعض هذه التحركات نجح إلى حد كبير، ولا سيما الدوران الإيراني والأميركي وتدخل بعض الأطراف الإقليمية الأخرى؛ ما أدى إما إلى توقف المباحثات التفصيلية بين الأطراف التي أعلنت عن تحالفات مبكرة تحولت إلى طعم لتلك الأطراف الداخلية والخارجية المؤثرة لفرض شروطها، أو محاذيرها وتخوفاتها».
وأكد أن «التحالفات والتفاهمات التي بدت سريعة بعد إعلان النتائج الأولية، لا يبدو أنها ستصمد بسبب التدخلات الإقليمية والدولية التي غيرت إلى حد كبير من طبيعة التفاهمات إلى انتظار المصادقة النهائية على النتائج، وهو تبرير لا يصمد مع حقيقة ما يجري خلف الكواليس اليوم، سواء داخل العراق أو خارجه».
ويبدو أن آخر تغريدات زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، أمس، كشفت عن حجم الضغوط الخارجية التي تتعرض لها الكتل السياسية. وأكد الصدر عبر «تويتر» رفض التدخلات الخارجية التي تمارس على الكتل الفائزة لتغيير مسار التحالفات. وقال: «لن أسمح بأن يُدار العراق من خلف الحدود، شمالاً أم جنوباً شرقاً أم غرباً... العراق سيُدار بسواعد عراقية وطنية خالصة، وبتحالفات نزيهة عابرة للمحاصصة».
وطبقاً للسياسي البارز الذي يرى أن «ما عبر عنه الصدر يبقى في حدود الأمنيات لأنه إذا لم يكن مستعداً للقبول بالضغوط الخارجية، فإن هناك من يقبل بشكل أو بآخر. وكل طرف له تبريره في فهم التدخل الخارجي، سواء أكان إقليمياً أم دولياً».
وفي سياق تحركات الكتل، أكد المستشار الإعلامي لزعيم «الحزب الديمقراطي الكردستاني» كفاح محمود، وجود تقارب بين حزبه وحزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» للعمل المشترك في بغداد. وقال في تصريح صحافي، أمس، إن «الحزبين الكرديين الرئيسيين يسعيان إلى جعل التحالف الثنائي بينهما منطلقاً لبقية الأحزاب السياسية للعمل المشترك في بغداد من أجل المحافظة على مكاسب الأكراد».
في المقابل، دعا الأكاديمي والسياسي المستقل الدكتور نديم الجابري إلى إجراء انتخابات مبكرة «لأن قضية الشرعية ستبقى تطارد الحكومة والبرلمان المقبلين». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لتفادي الانزلاق إلى أزمة جديدة، يجب أن يُصار إلى إلغاء نتائج الانتخابات كلياً وإجراء انتخابات جديدة أو إقرار نتائج الانتخابات رغم ما شابها من شبهات، مع تحديد موعد قريب لانتخابات مبكرة».
واقترح «انتداب 9 خبراء أو قضاة للإشراف على الانتخابات الجديدة بواقع ثلاثة قضاة عراقيين، وثلاثة خبراء أو قضاة من الأمم المتحدة، وثلاثة خبراء أو قضاة من جامعة الدول العربية، مع إجراء تغييرات في الكوادر الإدارية العاملة في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات للتخلص من التعيينات ذات الميول السياسية». واعتبر أن «من الضروري وضع قانون جديد للانتخابات يقوم على أساس الانتخاب الفردي والدوائر الصغيرة بحيث يكون كل مائة ألف مواطن دائرة واحدة يمثلها نائب واحد».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».