تونس: رئيس هيئة الانتخابات يستقيل بسبب خلافات داخلية

TT

تونس: رئيس هيئة الانتخابات يستقيل بسبب خلافات داخلية

أعلن محمد التليلي المنصري، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، تقديم استقالته من رئاسة هيئة الانتخابات، بسبب خلافات داخلية تشهدها الهيئة منذ الانتخابات البلدية التي جرت في مايو (أيار) الماضي، مع المحافظة على عضويته، وذلك بعد يوم واحد من لقائه الرئيس الباجي قائد السبسي، وبعد تأجيل البرلمان النظر في طلب إعفائه من مهامه من قبل بقية أعضاء الهيئة الثمانية.
ودعا المنصري البرلمان إلى البدء في إجراءات سد شغور منصب رئيس الهيئة المكلفة إعداد برنامج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، وتعيين شخص بديل ذلك قبل نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وفي تفسيره للاستقالة، قال المنصري إنه اتخذ هذا القرار «بعد وقوفه على حجم التحديات، وتواصل تعطل أشغال مجلس الهيئة المنوط بعهدته مهام كثيرة، كالإعداد للميزانية وملف الانتدابات»، مضيفاً أنه «في ظل عدم وجود حل في الأفق ارتأيت كمسؤول أول في الهيئة تقديم استقالتي».
وردّاً على قراره عدم انتظار نتائج جلسة منح الثقة في البرلمان، بعد أن قدم حججاً ودلائل على حسن سير العمل في هيئة الانتخابات خلال الفترة الماضية، قال المنصري إن البرلمان لا يملك الحل الشافي، فإن قرَّر إعفائه من مهامه، فسيبقى الإشكال قائماً داخل الهيئة والمجلس نفسه، وإن أبقى عليه فإن الخلافات بين أعضاء الهيئة ستتطور أكثر، وهو ما دفعه إلى الاستقالة، على أن يبقى عضواً في الهيئة للخروج من الأزمة، على حد تعبيره.
وبخصوص مستقبل العمل في الهيئة وكيفية تجاوز الخلافات الداخلية المتعددة، قال المنصري إنه اتفق مع أعضاء الهيئة على ترشح عضو أو عضوين من الهيئة على أقصى تقدير، ليصوت مجلس نواب الشعب (البرلمان) لفائدة أحدهما لرئاسة الهيئة اختصاراً للوقت، وعدم ظهور صراعات عميقة على منصب رئيس الهيئة.
وكان أعضاء هيئة الانتخابات قد قرروا في 28 من مايو الماضي إعفاء التليلي من مهامه، وتوجهوا بطلب رسمي إلى البرلمان واتهموه بـ«ارتكاب أخطاء في التسيير المالي والإداري للهيئة والمسار الانتخابي»، أبرزها الخطأ الذي وقعت فيه هيئة الانتخابات، وأدى إلى إعادة الانتخابات البلدية في منطقة المظيلة بولاية قفصة (جنوب غرب).
على صعيد آخر، نبَّه المكتب التنفيذي لحركة النهضة إلى ما تضمنه تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة، التي شكلها الباجي قائد السبسي في شهر أغسطس (آب) الماضي، وقالت في بيان لها إن بعض القضايا المطروحة قد تهدد كيان الأسرة ووحدة المجتمع.
ويُعتَبَر هذا البيان أول رد فعل رسمي من قبل حركة النهضة (إسلامية) حول تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة، الذي تضمن مقترحات أثارت جدلاً سياسياً واجتماعياً كبيراً، أبرزها إلغاء عقوبة الإعدام، والمساواة في الإرث بين الرجل والمرأة، وإلغاء المهر، والمساواة في الإرث بين الأبناء الطبيعيين والأبناء خارج إطار الزواج الشرعي.
وقالت حركة النهضة إنها ستعبر عن موقفها بالتفصيل من هذا المشروع، إذا ما تطور إلى قانون، أو مشروع قانون، وعُرِض على أعضاء البرلمان.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.