ليبرمان: هذا تطبيق لعودة اللاجئين لن أسمح به ما دمت وزيراً

هاجم رئيس «الشاباك» صارخاً ضد لم شمل مائة عائلة فلسطينية

TT

ليبرمان: هذا تطبيق لعودة اللاجئين لن أسمح به ما دمت وزيراً

هاجم وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، رئيس جهاز المخابرات العامة (الشاباك)، نداف أرغمان، وراح يصرخ في وجهه ويؤنبه ويرميه بالشتائم، ليلة الأربعاء - الخميس، لأنه عرض اقتراحا بلم شمل مائة عائلة فلسطينية. وقال شهود عيان، إن اللقاء بين الطرفين تحول إلى شجار حاد على أعلى المستويات الأمنية الإسرائيلية، تضمنه صراخ ومشاحنات وتبادل تهم وشتائم.
وأفاد عدد من حضور الجلسة التي عقدت في غرفة «الأكواريوم» (الحوض)، وهي عبارة عن غرفة مغلقة وشفافة تقع في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية وبحضوره، بأن ما جرى جعل من ليبرمان وأرغمان فرجة لمسؤولي الأجهزة الأمنية الذين وجدوا في المكان. وأشار شاهد عيان إلى أن ليبرمان عبر عن غضبه لأن أرغمان تجاوزه وتوجه إلى منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، طالبا مصادقته على نحو مائة حالة لم شمل بين فلسطينيين من سكان إسرائيل (فلسطينيي 48) وفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة. واعتبر ليبرمان طلب أرغمان تجاوزا غير مقبول، وصرخ في وجهه بحضور قيادات الأجهزة الأمنية ومسؤولين سياسيين وجدوا في مكتب رئيس الحكومة، قائلا: «تجاوزت جميع الخطوط الحمر».
وتابع: «لا يمكنك الاتصال بمنسق العمليات في الأراضي الفلسطينية مباشرة، من دون إطلاعي على الأمر ومن دون التحدث إليّ مسبقا». وأضاف: «تصرفك يبدو كما لو أنني أتوجه لرئيس قسم العمليات في الشاباك، وأصدر له أمرا بأن يشرع في تنفيذ عملية دون الرجوع إليك، وهو أمر غير مقبول ولن يكون كذلك». وتابع ليبرمان صراخه وسط ذهول الحاضرين، وقال: «لن تتم المصادقة على حالة لم شمل واحدة طالما أنا وزير الأمن، إذا أرادوا لم الشمل فليفعلوا ذلك في غزة وليس في إسرائيل. ليذهبوا جميعهم إلى غزة. لم شمل العائلات الفلسطينيات هو تطبيق لحق العودة، لن أسمح بذلك».
وكان رد أرغمان على صراخ ليبرمان، بالحدة نفسها والنغمة المرتفعة، وقال له: «أنا لا أعمل من أجلك... ولست تابعا لسلطتك».
وكانت الحكومة الإسرائيلية وغالبيتها البرلمانية، قد أجرتا تعديلا في «قانون المواطنة والدخول لإسرائيل»، بهدف منع لم شمل العائلات الفلسطينية، وهو ما يعتبر إجراء غير إنساني وعنصريا وينتهك أبسط الحقوق الدستورية لمواطنين أصليين، على خلفية انتمائهم القومي والإثني. ويعتمد «لم الشمل» على قانون المواطنة الذي شرعه الكنيست عام 1952. ونص على أن كل قادم لفلسطين التاريخية يحصل على الجنسية الإسرائيلية، غير أن البند رقم 3 للقانون، يمنع الفلسطينيين الذين كانوا يسكنون البلاد حتى النكبة عام 1948، من الحصول على الجنسية الإسرائيلية والإقامة المؤقتة، وذلك لمنع تطبيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين.



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.