في أجمل صورة... مبابي يقدم نفسه للعالم بأسره

المهاجم الفرنسي الشاب أثبت أنه يستحق الـ166 مليون جنيه إسترليني لتفعيل انتقاله لسان جيرمان

مبابي يحرز هدف فرنسا الثالث في شباك الأرجنتين (إ.ب.أ)
مبابي يحرز هدف فرنسا الثالث في شباك الأرجنتين (إ.ب.أ)
TT

في أجمل صورة... مبابي يقدم نفسه للعالم بأسره

مبابي يحرز هدف فرنسا الثالث في شباك الأرجنتين (إ.ب.أ)
مبابي يحرز هدف فرنسا الثالث في شباك الأرجنتين (إ.ب.أ)

من المهم التأكيد على أن المنتخبات الأخرى لن تمنح للمهاجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي نفس المساحة التي تركها له المنتخب الأرجنتيني في المواجهة بين الفريقين في دور الستة عشر بكأس العالم. وربما لن يجد مبابي نفسه مرة أخرى يصول ويجول بكل حرية في مساحات شاسعة في إحدى المواجهات الكبرى.
ونال مبابي، البالغ من العمر 19 عاما، إشادة بالغة نظرا لأنه أصبح أول لاعب شاب يسجل هدفين في إحدى المباريات الإقصائية بكأس العالم منذ الجوهرة السوداء بيليه عام 1958، لكن في عالم كرة القدم لا يجب أن نعقد مقارنة بين اللاعبين وهم في سن التاسعة عشرة، لأن واين روني على سبيل المثال كان لاعبا متكاملا وهو في التاسعة عشرة من عمره وتألق في كأس الأمم الأوروبية عام 2004 بشكل لافت للأنظار، لكن مبابي لم يلعب سوى 44 مباراة فقط في الدوري الفرنسي الممتاز.
وتتكون مسيرة مبابي في كرة القدم حتى الآن من نصف موسم مع موناكو الفرنسي، حيث ظهر فجأة وتألق في دوري أبطال أوروبا، ثم موسم كامل مع باريس سان جيرمان على سبيل الإعارة لعب خلاله في ظل النجم البرازيلي نيمار وينتظر تفعيل انتقاله للنادي الباريسي مقابل 166 مليون جنيه إسترليني خلال الصيف الحالي. وبالنسبة للاعب شاب لم يخض الكثير من المعارك الكروية، كان يبدو هذا المبلغ كبيرا للغاية وقت الاتفاق عليه، لكن بمرور الوقت بدا أنها ستكون صفقة رابحة. لكن يبقى هناك سؤال حول ما إذا كان يناسبه اللعب في فريق يسيطر عليه اللعب الفردي من جانب نيمار أم لا، لأننا رأينا كيف ظهر بمستوى أفضل بكثير عندما لعب مع المنتخب الفرنسي إلى جوار لاعب غير أناني تماما مثل أوليفر جيرو، الذي صنع له الهدف الثاني أمام الأرجنتين بمنتهى إنكار الذات.
وعقد المدير الفني للمنتخب الفرنسي ديديه ديشامب مقارنة بين مبابي والظاهرة البرازيلية رونالدو، الذي كان أحد نجوم كأس العالم 1998، وهي البطولة التي تألق فيها النجم الإنجليزي مايكل أوين قبل 20 عاما وأحرز هدفه الشهير في مرمى المنتخب الأرجنتيني. وجاء مبابي بعد هذه الفترة الطويلة لكي يتألق هو الآخر أمام المنتخب الأرجنتيني ويحرز هدفين ويحصل على ركلة جزاء. وقد يكون مبابي أقل مهارة من أوين، الذي أظهر الكثير من مستودع مهاراته في هذا الهدف الرائع الذي هز به شباك الأرجنتين بعدما تسلم الكرة بشكل رائع وانطلق بسرعته القصوى وراوغ مدافعي المنتخب الأرجنتيني ووضع الكرة بقوة على يمين الحارس.
وعندما نعقد مقارنة بين أوين ومبابي نجد أن طريقة الركض مختلفة، حيث كان أوين يركض بسلاسة وكأنه يطير، في حين يركض مبابي بشكل مذهل واندفاع كبير، ورأينا في ركلة الجزاء التي حصل عليها أمام الأرجنتين كيف انطلق في المساحة الخالية في منتصف الملعب بين إيفير بانيجا وخافيير ماسكيرانو، قبل أن يتدخل ماركوس روخو ويعرقل مبابي ويمنعه من تسجيل هدف جميل مثل ذلك الذي أحرزه أوين. وفي الحقيقة، كان هدف مبابي سيكون أجمل في حال تسجيله، لكنه على أية حال قد أثار الرعب في نفوس مدافعي المنتخب الأرجنتيني.
أما فيما يتعلق بالهدفين اللذين أحرزهما مبابي، فقد أظهر الهدف الأول وعيا كبيرا من جانب النجم الفرنسي الشاب بالمساحة الخالية داخل منطقة جزاء المنتخب الأرجنتيني قبل أن يتمكن من المرور لتلك المساحة ويطلق قذيفة مدوية بقدمه اليسرى. وكان من الممكن أن يتعامل حارس المرمى الأرجنتيني فرانكو أرماني مع هذه الكرة بشكل أفضل، لكن يبدو أنه ارتبك نتيجة التفكير في أمرين في وقت واحد حول ما إذا كان يجب إنقاذ الكرة بقدمه أو بجسده، لكن يُحسب لمبابي أنه سدد الكرة بسرعة كبيرة قبل أن يتمكن أرماني من استعادة توازنه.
أما بالنسبة للهدف الثاني، فقد كان الأمر أسهل لأن مبابي كان شبه منفرد بالمرمى، لكن يحسب له أيضا اختراقه للدفاع الأرجنتيني بشكل رائع وسرعة فائقة قبل تسديد الكرة بكل قوة في الزاوية البعيدة. وبذلك يكون مبابي قد أحرز ثلاثة أهداف في كأس العالم الحالية، في حين كان أوين آخر لاعب شاب يسجل هدفين في كأس العالم، لكن الأهم من الأهداف أيضا هو أن مبابي قد منح فرنسا إحساسا بالتوازن. يقول ديشامب عن ذلك: «لقد أظهر مبابي موهبة في مباراة هامة مثل هذه المباراة. ورغم أنه كان من المفترض أن يدافع، كان لا يزال يقوم بالهجمات وبشكل جيد للغاية».
وفي ظل قيام بليز ماتويدي بالأدوار الدفاعية بصورة أكبر على الناحية اليسرى، فإنه لو لم يتقدم مبابي للأمام فإن الطريقة التي تلعب بها فرنسا كانت ستتحول إلى 4 - 4 - 1 - 1، بالشكل الذي رأيناه في أغلب الأحيان في مباريات المنتخب الفرنسي بدور المجموعات. لكن مبابي كان يتقدم للأمام ليلعب خلف أوليفر جيرو، وهو الأمر الذي منح بعض التوازن لأداء فرنسا. وسوف يغيب ماتويدي عن مباراة فرنسا أمام أوروغواي في دور الثمانية بسبب الإيقاف، وبالتالي أصبح يتعين على ديشامب أن يستعيد التوازن الذي سمح لمبابي بالتقدم بحرية إلى الأمام بدون التأثير على اتزان خط الوسط.
ومن المؤكد أن منتخب أوروغواي سيشكل تهديدا مختلفا تماما للمنتخب الفرنسي على أية حال. وقد أشار ديشامب إلى أن مبابي يحتاج لمساحة أكبر من المساحة التي كان يحتاجها النجم البرازيلي رونالدو لكي يتألق، والشيء المؤكد هو أن أوروغواي بقيادة مديرها الفني المخضرم أوسكار تاباريز لن تمنح مبابي المساحات التي كان يصول ويجول بها أمام الأرجنتين. وستكون مباراة دور الثمانية بمثابة اختبار مختلف تماما، لكن مبابي يسير في مسار تصاعدي ويمكنه القيام بأي شيء في كأس العالم.
وعن اللاعب الفرنسي قال غاري لينيكر لاعب منتخب إنجلترا السابق والمعلق الرياضي حاليا: «قلتها من قبل، سيكون كيليان مبابي نجم كرة القدم العالمية المقبل». ويتمتع مبابي بسرعة بالغة ودقة في إنهاء الهجمات ليصبح لاعبا يخافه الجميع في روسيا. وبعد أن تطور مستواه بشكل ثابت منذ أول مباراة له على صعيد الاحتراف في 2015، أحرز مبابي بالفعل ثلاثة أهداف في ثلاث مباريات شارك فيها في التشكيلة الأساسية في كأس العالم.
لكن اللاعب نفسه يحاول البقاء على أرض الواقع. وقال: «إنه أمر ممتع لكن دعونا نضع الأمور في نصابها. بيليه ينتمي إلى فئة أخرى من اللاعبين. من الرائع أن تحرز أهدافا في مثل هذه المباراة لأنه لا يوجد مكان أفضل من كأس العالم لإظهار قدراتك». وقال هوغو لوريس قائد وحارس مرمى فرنسا إن مبابي فعل ذلك بالضبط. وأضاف: «أعتقد أنه قدم نفسه للعالم بأسره».
وسجل مبابي هدفين في غضون أربع دقائق في الشوط الثاني بعد حصوله على ركلة الجزاء التي جاء منها الهدف الأول بعدما ركض لمسافة 70 مترا. وقال فلوريان توفين لاعب وسط فرنسا، الواثق في قدرة زميله على البقاء على أرض الواقع بعد أداء عالمي، ضاحكا «كنت أتساءل ما إذا كان يستقل دراجة (سكوتر)». «رأيته بعد المباراة، كان في مزاج جيد وكأن شيئا لم يحدث».
لكن اللاعب العبقري سيكون بحاجة لتقديم المزيد في دور الثمانية عندما تلتقي فرنسا مع أوروغواي غدا، وهو فريق من المستبعد أن يترك مساحات للمهاجم الشاب كما فعلت الأرجنتين في كازان. وقد يقدم له أنطوان جريزمان بعض النصائح قبل المباراة لأن اثنين من لاعبي أوروغواي، وهما دييغو جودين وخوسيه ماريا خيمنيز، يلعبان معه في أتليتكو مدريد. وقال توفين: «هناك أمر واحد مؤكد وهو أن نصيحة أنطوان ستكون ثمينة لأنه يعرف بعض لاعبيهم جيدا جدا. جودين وخيمنيز يلعبان معا في أتليتكو مدريد ويعرفان بعضهما بعضا بشكل مثالي ونادرا ما يرتكبان أخطاء. الشيء الوحيد هو أنهما قد يتسمان بالبطء إلى حد ما، لذلك سنحتاج إلى إيجاد مساحة خلفهما». وقال غريزمان: «لا يجب أن نتوقع منه الكثير في دور الثمانية لأن أوروغواي ستكون مستعدة للتصدي له». لكن منتخب فرنسا يتحلى بالثقة.
وأضاف غريزمان: «من الناحية الخططية أدى المدرب المهمة بشكل مثالي أمام الأرجنتين لذلك نحن نعلم أننا سنكون في كامل الاستعداد لمواجهة أوروغواي».



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.