مونييه... عشق الرسم قبل أن تجذبه كرة القدم

الظهير البلجيكي لم يكن يحلم يوماً بمواجهة لاعبين أمثال ميسي وبيكيه وإنييستا

مونييه يتوسط الشاذلي ولوكاكو بعد إحراز بلجيكا هدف الفوز على اليابان والتأهل لدور الثمانية (أ.ف.ب)
مونييه يتوسط الشاذلي ولوكاكو بعد إحراز بلجيكا هدف الفوز على اليابان والتأهل لدور الثمانية (أ.ف.ب)
TT

مونييه... عشق الرسم قبل أن تجذبه كرة القدم

مونييه يتوسط الشاذلي ولوكاكو بعد إحراز بلجيكا هدف الفوز على اليابان والتأهل لدور الثمانية (أ.ف.ب)
مونييه يتوسط الشاذلي ولوكاكو بعد إحراز بلجيكا هدف الفوز على اليابان والتأهل لدور الثمانية (أ.ف.ب)

تحمل اللوحة الفنية اسم «لو مونتر مول» وتعني بقاء الذكريات. ومن الغريب أن تجد لوحة شهيرة على شاشة جوال لاعب كرة قدم، لكن عندما فتح توماس مونييه شاشة الجوال الخاص به العام الماضي ظهرت على الفور صورة واحدة من أشهر إبداعات سلفادور دالي. وقال مونييه: «هذه اللوحة المفضلة لدي. إنها تدور حول فكرة الزمن. إنها لوحة سريالية وتتميز عن أي لوحة عادية. ربما هذا السبب وراء تأثري بها».
ويمتد شغف الظهير الأيمن لفريق باريس سان جيرمان إلى أيام الصبا. نشأ اللاعب في قرية سانت أودي في منطقة أردين حيث تولت جدته التي كانت تعمل معلمة تثقيفه بخصوص فن الرسم. وقال اللاعب: «وصل الأمر أنني قررت في فترة ما أن أصبح فنان كارتون. وكنت من أشد المعجبين بـ(باغز باني). إلا أن عشق الرسم لم يفلح في شده بعيدا عن حب آخر أعمق. كانت كرة القدم محط شغف مونييه منذ أن كان في الخامسة عندما دخل إلى مطبخ منزل أسرته ذات يوم وطلب من والديه الانضمام إلى النادي المحلي. وتذكر مونييه هذه الفترة وقال: «عندما كنت ألمس الكرة بقدمي كنت أشعر بالسعادة».
داخل المنزل كان يمارس مونييه الكرة من أجل تحسين مهاراته لدرجة أنه كان يضغط على أي فرد من أسرته حاضر - حتى لو كانت جدته - للقيام بدور حارس المرمى. في فترة المراهقة كان مونييه يشاهد فيديوهات عبر موقع يوتيوب للاعبين الذين كان يعتبرهم المثل العليا نصب عينيه وقضى ساعات في محاولة تقليد تحركاتهم في الملعب. وكان معظم اللاعبين الذين يعشقهم من البرازيليين، رونالدو وريفالدو ورونالدينيو، إضافة إلى ديفيد بيكهام وبول سكولز. وقال مونييه الذي كان من مشجعي مانشستر يونايتد في صباه: «شعرت ببعض الإعجاب تجاه كانتونا أيضاً رغم أنني لم أشاهده يلعب قط».
ولفتت مهارة مونييه الكشافين المحليين. وكان مستواه أعلى من نادي سانت أودي، وفي سن الـ10 انتقل إلى جيفري. أيضا كان نادي ستاندرد ليغ يراقبه وفي عام 2004 عرض عليه فرصة الانضمام إلى فريق الناشئين التابع له. ومع هذا لم يستمر طويلا حيث استغنى النادي عنه بعد عامين في تجربة وصفها مونييه بأنها قادرة إما على صنع مسيرة لاعب وإما تحطيمها. وأضاف: «هناك بعض التحديات النفسية التي واجهتها في صغري شكلت شخصيتي، مثل طلاق والدي. لو كنت مثلي في سني تلك وكامل تركيزك منصب على كرة القدم وأخبرك ناديك أنك لست جيدا بما يكفي كان يمكن أن تصاب بصدمة قاسية».
اتخذ مونييه خطوة إلى الوراء بالانضمام إلى فيرتون النادي المشارك في دوري الدرجة الثالثة والقريب من منزله. في عام 2009 كانت أول مشاركة له مع الفريق الأول وكان في عمر الـ18 لكنه لم يستطع إعالة نفسه بالاعتماد على كرة القدم فحسب. اضطر مونييه للعمل كساعي بريد وفي عام 2010 عمل في أحد المخازن التابعة لمصنع سيارات «أوتوفر». في ذلك الوقت كان يتقاضى 1.250 يورو شهريا لكن سرعان ما شهد أجره قفزة هائلة. في العام التالي انضم إلى نادي بروجي مقابل 200.000 يورو وانقلبت حياته رأسا على عقب.
انضم مونييه إلى نادي بروج كلاعب خط وسط لكن سرعان ما تحول إلى ظهير أيمن ذي عقلية هجومية. وأدى هذا التحول إلى إسراع رحلته إلى القمة ونجح من خلال أدائه في الفوز بفرصة الانضمام إلى المنتخب البلجيكي في بطولة «يورو 2016» - كان قد شارك من قبل مع المنتخب في فريقي أقل من 15 عاماً و21 عاماً - وأثناء البطولة أبرم صفقة انتقال مفاجئة إلى باريس سان جيرمان.
وقال مونييه عن أيامه الأولى مع باريس سان جيرمان: «لدى انضمامي إلى الفريق لم يكن الكثير من زملائي يعرفون عني شيئا. وبفضل بطولة اليورو كان هناك لاعبان تذكرا اسمي. كان ثياغو موتا قد لعب أمام بلجيكا في صفوف إيطاليا. لم أكن في التشكيل الأساسي لكن في أعقاب المباراة تبادلت معه القمصان. إلا أنه لم يتذكر حتى هذا الموقف».
منحه اللعب في العاصمة الفرنسية فرصة مقابلة واحد من المثل العليا التي كان يسعى لمحاكاتها داخل فناء منزله الخلفي. وقال مونييه: «زار رونالدينيو النادي الموسم الماضي والتقطت صورة معه. وربما كان ذلك أحد أجمل أيام مسيرتي في كرة القدم. وكثيرا ما أشعر بامتنان بالغ لأن مهنتي سمحت لي مقابلة الأشخاص الذين جعلوني أقع في غرام هذه الرياضة. بعد خمس سنوات من مشاركتي مع فيرتون وجدت نفسي أقف في مواجهة ميسي وبيكيه وإنيستا وكنت أعرفهم من خلال التلفزيون فقط».
اليوم وبعد أن أصبح مونييه من الأسماء المشهورة، لديه الكثير لقوله عن السلبية والعدوانية والعنف الذي تثيره كرة القدم أحيانا داخل الاستادات وعبر شبكات التواصل الاجتماعي. وقال: «تنطلق مشاعر تشاؤم ونقد وكراهية من المدرجات أيضا. وأنا عاجز عن فهم سبب ذلك». وتلقى مونييه تهديدات من مشجعين لباريس سان جيرمان بعدما أبدى إعجابه بصورة نشرها أحد مشجعي مارسيليا قبل أن يقفوا في مواجهة سالزبرغ في دور قبل النهائي ببطولة الدوري الأوروبي. وكانت علامة الإعجاب التي وضعها مونييه مجرد إشارة موافقة ودعم حسنة النية من عاشق للفن فحسب.
ومع هذا يبدو مونييه مستمتعا بالحياة الباريسية خاصة المتاحف. وقال: «قابلت في الكلية مدرساً فتح عيني على عالم الفن. اليوم عندما أنظر إلى قطعة فنية أبحث عن المشاعر والأحاسيس وراءها». وعندما يشعر بإعجاب شديد نحو لوحة ما ينتهي الحال بها خلفية لشاشة الجوال الخاص به. ورغم ندرة وجودهم فإن لاعبي مركز الظهير الأيمن أصحاب الحس الفني حقيقة قائمة بيننا.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.