غارات على مواقع للانقلابيين جنوب الحديدة

TT

غارات على مواقع للانقلابيين جنوب الحديدة

بينما تعزز ميليشيات الحوثي الانقلابية من وجودها العسكري في مدينة الحديدة الساحلية، اشتدت حدة المعارك في الجبهة الجنوبية لمطار المحافظة، الخاضع لسيطرة قوات الشرعية، خاصة باتجاه القرى التابعة لمديرية الدريهمي، فيما أفاد سكان محليون بأنهم سمعوا أصوات الاشتباكات بوضوح في أطراف مدينة الحديدة، مع شن مقاتلات تحالف دعم الشرعية غاراتها على مواقع وتجمعات وتعزيزات وأهداف، تُعد أهدافا عسكرية للجيش الوطني ومقاتلات التحالف، في عدد من المناطق، بالتزامن مع قصف مدفعية ميليشيات الحوثي الانقلابية المناطق التي تتمركز فيها القوات المشتركة، أبرزها المطار والدوار الكبير والمنصة.
وقالت مصادر محلية من داخل الحديدة لـ«الشرق الأوسط»، إن مقاتلات التحالف دكت مواقع وتجمعات الانقلابيين في الكلية البحرية والقاعدة البحرية، في الوقت الذي تستميت فيه الميليشيات الانقلابية لاستعادة مواقع خسرتها خلال الأيام الماضية، وخاصة في الطريق الساحلي المحاذي لشاطئ النخيلة وسوق السمد، الأمر الذي جعلها تكثف من تعزيزات العسكرة بصورة مستمرة، عبر مفرق اللاوية الشرقي، في محاولة منها للالتفاف وقطع الطريق الساحلي في الدريهمي.
وأكدت مصادر محلية «مقتل مواطن وإصابة أربعة آخرين من أسرة واحدة، وهي أسرة نازحة من منطقة الطايف، إثر سقوط قذيفة أطلقتها ميليشيات الحوثي الانقلابية عليهم في قرية المعاريف، جنوب الدريهمي، حيث أصيبت الأم وثلاث فتيات».
وأفادت مصادر عسكرية في عدن، نقل عنها موقع «العربية.نت»، بأن «قوات إضافية من الجيش الوطني اليمني والمقاومة تحركت خلال الساعات الماضية من عدن والضالع، باتجاه جبهة الساحل الغربي، لتأمين خطوط إمداد قوات الشرعية بين المخا ومدينة الحديدة، وتعزيز قوات الجيش الوطني والمقاومة المتمركزة في مطار الحديدة».
وقال مسؤولون عسكريون في قيادة الجيش الوطني في الساحل الغربي، إن استعدادات كبيرة ومتواصلة لاستئناف العملية العسكرية لتحرير مدينة وميناء الحديدة، بعد انقضاء المهلة التي منحت لتمكين المبعوث الأممي من مواصلة مساعيه في إقناع الميليشيات الانقلابية بالانسحاب من الحديدة، وتسليمها دون قتال.
جاء ذلك في الوقت الذي شدد فيه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، على «أهمية تفعيل الجبهات والمقاومة بمحافظة إب، باعتبارها حجر الزاوية في مسرح العمليات، لفك حصار تعز، وتضييق الخناق على الميليشيا الحوثية الإيرانية، واستكمال التحرير نحو العاصمة صنعاء»، وذلك خلال استقباله في العاصمة المؤقتة عدن القيادات العسكرية والأمنية بمحافظة إب، بحضور رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، ومحافظ إب اللواء الركن عبد الوهاب سيف الوائلي، طبقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
وخلال اللقاء، قال هادي إن «هناك أدوارا كبيرة تعلق عليكم باعتباركم من القيادات العسكرية والأمنية التي لها إسهامات ميدانية في مواجهة الميليشيا، لتوحيد الجهود والصفوف».
كما أكد «اهتمام الدولة بكافة المتطلبات والاحتياجات العاجلة، بما يعزز الجبهة الداخلية والاهتمام بأوضاع المقاتلين، وإيلاء ملف الجرحى عناية خاصة».
وبالانتقال إلى تعز، تتواصل المعارك في الجبهة الغربية بها، حيث اشتدت حدتها في الخطوط الأمامية لجبهة مقبنة، وتركزت في النوبة والعبدلة والمضابة، عقب هجوم شنته ميليشيات الانقلاب على مواقع الجيش الوطني.
كما أفشلت قوات الجيش الوطني محاولة تسلل للانقلابيين في منطقة الصياحي بجبهة الضباب، ما أسفر عن تجدد المعارك في الصياحي والإشعاب وقرية مانع.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».