تونس: «العدالة الانتقالية» تنظر في انتهاكات حقوق الإنسان

TT

تونس: «العدالة الانتقالية» تنظر في انتهاكات حقوق الإنسان

استأنفت المحاكم المتخصصة في العدالة الانتقالية في تونس، أمس، النظر في القضايا المرتبطة بالقمع وانتهاكات حقوق الإنسان، التي وقعت قبل أحداث الثورة عام 2011.
وبدأت الدائرة القضائية المتخصصة في مدينة الكاف، غرب تونس، النظر في أولى القضايا المرتبطة بالقمع والانتهاكات، المتعلقة بمقتل المعارض السياسي اليساري نبيل بركاتي خلال فترة حكم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة عام 1987.
وقال رضا بركاتي شقيق الضحية، لوكالة الصحافة الألمانية في المحكمة أمس، «لقد كانت جلسة تاريخية. تحدثنا بصدق وعفوية عن أهمية لحظة وصولنا للعدالة الانتقالية بعد ثلاثين عاماً من وقوع الجريمة المؤلمة».
وأضاف بركاتي: «نحن سعداء، ليس من منطلق التشفي، ولكن لأهمية اللحظة كجزء من العدالة الانتقالية. فقد كان الإفلات من العقاب سبباً مباشراً لتواصل الاستبداد والحط من كرامة المواطنين».
ونبيل بركاتي واحد من المناضلين اليساريين ضد حكم بورقيبة، الذي حكم البلاد بين عامي 1957 و1987، وأحد مؤسسي حزب العمال الشيوعي في تونس ثمانينات القرن الماضي. وبحسب معلومات هيئة الحقيقة والكرامة المكلفة التقصي في انتهاكات الماضي، فقد تعرض نبيل بركاتي عند إيقافه من قبل الأمن في 28 أبريل (نيسان) عام 1987 إلى تعذيب مبرح، ثم وجدت جثته لاحقاً يوم التاسع من مايو (أيار) من العام نفسه في قناة تصريف مياه، بعد تلقيه رصاصة في الرأس.
وكانت الهيئة قد أعلنت عن إحالة 7 متهمين على الدائرة القضائية المتخصصة بالمحكمة الابتدائية في الكاف، من بينهم وزير سابق وطبيب ورجال أمن، بتهم تتضمن جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، تتمثل في القتل العمد، والتعذيب الناجم عنه الموت، والاختفاء القسري. وهذه هي جلسة المحاكمة الثالثة، التي تباشرها دائرة متخصصة، وذلك بعد جلستين خصصتا لمقتل اثنين من المعارضين الإسلاميين لحكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي عام 1991.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.