العراق يطلق عملية عسكرية لضرب فلول «داعش» وسط البلاد

بتنسيق مع «البيشمركة» وإسناد القوة الجوية وطيران الجيش والتحالف الدولي

أفراد بالأمن العراقي يقومون بدوريات في بغداد (أ.ف.ب)
أفراد بالأمن العراقي يقومون بدوريات في بغداد (أ.ف.ب)
TT

العراق يطلق عملية عسكرية لضرب فلول «داعش» وسط البلاد

أفراد بالأمن العراقي يقومون بدوريات في بغداد (أ.ف.ب)
أفراد بالأمن العراقي يقومون بدوريات في بغداد (أ.ف.ب)

أطلقت القوات العراقية المشتركة اليوم (الأربعاء) عملية عسكرية واسعة لتدمير خلايا تنظيم داعش في جبال حمرين الشرقية وفي القرى والمناطق الكائنة بين محافظات شمال شرقي بغداد بتنسيق مع قوات البيشمركة الكردية وإسناد القوة الجوية وطيران الجيش والتحالف الدولي.
وأعلن الناطق باسم مركز الإعلام الأمني العراقي العميد يحيى رسول، الشروع بعملية عسكرية واسعة أطلق عليها «ثأر الشهداء» لتطهير المناطق الكائنة شرق الطريق الرابط بين محافظتي ديالى وكركوك شمال شرقي بغداد.
وقال رسول عبر بيان، إن العملية تتم بإشراف وتنسيق قيادة العمليات المشتركة وقطعات الجيش والشرطة الاتحادية والرد السريع والحشد الشعبي وشرطة محافظتي ديالى وصلاح الدين وبتنسيق مع قوات البيشمركة وبإسناد القوة الجوية وطيران الجيش وقوات التحالف الدولي.
وتشمل العملية التي يتوقع أن تستمر ثلاثة أيام تعقب خلايا تنظيم داعش في مناطق جبال حمرين والمناطق الحدودية المشتركة مع محافظتي صلاح الدين وكركوك وخاصة في المناطق التي تشهد نشاطات الجماعات الإرهابية. وانطلقت العملية من خمسة محاور ضمن استراتيجية تهدف إلى تأمين المناطق الحدودية بين محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك.
وأوضح الناطق العسكري أن قوات الرد السريع حققت تماساً مع قوات البيشمركة بعد تطهير عدد من القرى والمناطق في قاطع العمليات العسكرية والعثور على 8 أحزمة ناسفة وقاذفتين وتدمير 9 مضافات وتفكيك 21 عبوة ناسفة والعثور على مركز طبابة وآخر لتدريب عناصر «داعش» وعجلة حوضية لنقل الماء وعجلتين للدفع رباعي وتطهر قرى: آغا مشيت وشيراوة وبلكانة والنهران وبلكا.
وتأتي هذه العملية بعد أسبوع من عثور القوات الأمنية الأربعاء الماضي على طريق ديالى - كركوك على جثث ثمانية عناصر أمنية كان تنظيم داعش قد اختطفهم مشترطاً للإفراج عنهم إطلاق سراح نساء وزوجات لقياديين في التنظيم تعتقلهم السلطات العراقية.
وتوعد رئيس الوزراء حيدر العبادي بقتل من ارتكبوا هذه الجريمة، فيما نفذت وزارة العدل حكم الإعدام بحق 13 مداناً بالإرهاب الخميس الماضي رداً على الجريمة.
وأمس، أكد العبادي أن «اختباء الإرهابيين في الجبال دليل عدم وجود حواضن لهم في المدن». وقال خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي إن قوات العمليات الخاصة تواصل عملياتها لتأمين الطريق بين كركوك وديالى وملاحقة الإرهابيين بشكل واسع جداً وحققت نجاحات واضحة في هذا المجال، داعياً إلى إسناد القوات الأمنية في مكافحة الإرهاب.
وأوضح العبادي أنه قد تم خلال الفترة الماضية تدمير أهداف إرهابية مهمة جداً هي عبارة عن أنفاق داخل الجبال وقتل أعداد كبيرة من الإرهابيين، إضافة لما تقوم به القوات الجوية من تدمير مواقع وأهداف مهمة جداً لـ«داعش» الإرهابي وبمعلومات استخبارية عراقية بحتة.
يذكر أن وتيرة الهجمات التي تنفذها عناصر «داعش» قد زادت خلال الأسابيع القليلة الماضية، وخصوصاً على طريق يربط العاصمة بغداد بشمال البلاد.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم