ماراثون العد اليدوي للأصوات الانتخابية في العراق يبدأ من كركوك

توقعات بعدم تأثير النتائج الجديدة على تسلسل الائتلافات الفائزة

صورة أرشيفية لزوجين بعد اقتراعهما في انتخابات 12 مايو الماضي بكركوك (رويترز)
صورة أرشيفية لزوجين بعد اقتراعهما في انتخابات 12 مايو الماضي بكركوك (رويترز)
TT

ماراثون العد اليدوي للأصوات الانتخابية في العراق يبدأ من كركوك

صورة أرشيفية لزوجين بعد اقتراعهما في انتخابات 12 مايو الماضي بكركوك (رويترز)
صورة أرشيفية لزوجين بعد اقتراعهما في انتخابات 12 مايو الماضي بكركوك (رويترز)

بدأت مفوضية الانتخابات المستقلة العراقية، أمس، عمليات العد والفرز اليدوي الجزئي لصناديق اقتراع الانتخابات التي جرت في 12 مايو (أيار) الماضي، بناء على التعديل الثالث لقانون الانتخابات الذي أقره مجلس النواب في 6 يونيو (حزيران) الماضي وألزم المفوضية بإعادة العد يدويا بعد أن جرى إلكترونيا وأظهر تقدم تحالف «سائرون» المدعوم من مقتدى الصدر برصيد 54 مقعدا، يليه تحالف «الفتح» الحشدي برصيد 47 مقعدا، ثم قائمة رئيس الوزراء حيدر العبادي «النصر» برصيد 43 مقعدا، من أصل 329 مقعدا هي عدد مقاعد مجلس النواب.
ويميل أغلب المراقبين، خصوصا السياسيين منهم، إلى الاعتقاد بأن عمليات العد والفرز اليدوي بنسختها الجديدة لن تؤثر إلا بحدود ضيقة جدا على شكل النتائج وتسلسل الائتلافات الفائزة.
وذكر الناطق الرسمي باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، القاضي ليث جبر حمزة في بيان، أمس، أن «عمليات العد والفرز بدأت هذا اليوم (الثلاثاء) في مركز العد والفرز في محافظة كركوك وبشكل تراتبي للمحطات الانتخابية الواردة بشأنها شكاوى وطعون وفق السياقات القانونية التي رسمتها القوانين والأنظمة النافذة الخاصة بالانتخابات، إضافة إلى الإجراءات التي وردت في قرار المحكمة الاتحادية العليا».
وكشف القاضي حمزة عن استعانة المفوضية بـ«موظفين من مكتبي المفوضية في الكرخ والرصافة في بغداد وموظفي رئاسة محكمة استئناف كركوك الاتحادية، بالإضافة إلى بقية الموظفين الموجودين وبإشراف مجلس المفوضين من القضاة المنتدبين». وكان مجلس القضاء الأعلى انتدب 9 قضاة لإدارة عملية العد الجزئي بدلا عن مجلس المفوضين السابق، الذين أوقف البرلمان عملهم عبر إقراره التعديل الثالث لقانون الانتخابات.
وفي حين تقول مصادر مفوضية الانتخابات إن عمليات العد اليدوي ستستغرق نحو أسبوعين، ترجح أغلب المصادر السياسية استمرار التعقيد في مسألة إعلان النتائج النهائية لنحو شهرين، نتيجة الطعون الجديدة التي قد تقوم بها بعض الكتل الخاسرة ضد عملية العد الجديدة، خصوصا أن قانون المفوضية يمنح الكيانات والكتل السياسية حق الطعن من جديد، وهو الأمر الذي سيؤخر تشكيل الحكومة الجديدة لأشهر مقبلة ويبقي الحكومة الحالية بعيدا عن رقابة البرلمان.
ورغم تأكيد الجبهة التركمانية، أمس، على أن عملية مطابقة نتائج العد الإلكتروني واليدوي في كركوك أظهرت فرقا كبيرا في النتائج، إلا أن الأمين العام للاتحاد الإسلامي التركماني جاسم محمد جعفر، يرى أن «التغيير في النتائج لن يكون كبيرا». ويقول جعفر، وهو نائب سابق لم يتمكن من الفوز في الانتخابات الأخيرة، لـ«الشرق الأوسط»: «إذا سارت عملية الفرز بشكل طبيعي ولم تحدث مراعاة لبعض المسائل الجانبية؛ وهو أمر نتخوف منه، فسينقص أحد مقاعد الكرد في كركوك ويكون من نصيب المكون العربي أو التركماني». وحصل الكرد في الانتخابات الأخيرة على 6 من أصل 12 مقعدا في كركوك، وذهبت الستة الباقية إلى المكونين العربي والتركماني مناصفة.
ويؤكد جعفر أن «ما يهم العرب والتركمان الحصول على مقعد إضافي حتى يكون موقفنا قويا في ملف المادة (140) من الدستور المتعلقة بكركوك، وذلك سيقوي من موقفنا ويضعف الموقف الكردي، وهذا ما نأمله من عمليات العد اليدوي الجديدة».
وعن سبب اختيار مفوضية الانتخابات بدء عمليات العد اليدوي في محافظة كركوك، يقول جعفر إن «كركوك أكثر محافظة شهدت طعونا في الانتخابات، وستشمل إعادة العد جميع الصناديق تقريبا». وتوقع جعفر أن «تستغرق عملية العد اليدوي وصولا إلى التصديق النهائي على نتائج الانتخابات، نحو شهرين».
ويتفق عضو تحالف «الفتح» والفائز في الانتخابات عن عصائب «أهل الحق» نعيم العبودي بشأن عدم تأثر النتائج النهائية للانتخابات بعملية العد اليدوي الجديدة. ويقول العبودي لـ«الشرق الأوسط»: «أستبعد أن يحدث تغير كبير بالنتائج، خصوصا في بغداد والمحافظات الجنوبية، لأن أغلب الطعون تتعلق بنتائج كركوك والمحافظات الغربية والشمالية». ويستبعد أيضا «تأثير النتائج النهائية الجديدة على طبيعة التحالفات المحتملة بين الكتل الفائزة» وتوقع أن تضيف عمليات العد اليدوي الجديدة مقعدا إضافيا لتحالف «الفتح».
من جانبها، أكدت المحكمة الاتحادية العليا، أمس، عدم إمكانية النظر في الطلبات المتعلقة بالمصادقة أو عدم المصادقة على نتائج انتخابات عضوية مجلس النواب قبل ورود النتائج النهائية من مفوضية الانتخابات. وقال المتحدث باسم المحكمة إياس الساموك في بيان، إن «المحكمة نظرت في طلب بعدم المصادقة على نتائج أحد المرشحين بحجة أن قرار الهيئة الوطنية للمساءلة والعدالة الذي صدر لصالحه فاقد لمقوماته الرئيسية»، مضيفا أن «المحكمة الاتحادية العليا قررت رد الطلب لأنه سابق لأوانه، ذلك أن المحكمة الاتحادية العليا لا يمكنها البت بمثل هذه الطلبات إلا بعد ورود النتائج النهائية لانتخابات مجلس النواب».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.