رئيس البرلمان الجزائري يناشد بوتفليقة الترشح

بن صالح هاجم المعارضة واعتبرها «فاقدة الحجة»

TT

رئيس البرلمان الجزائري يناشد بوتفليقة الترشح

دعا رئيس مجلس الأمة الجزائري (الغرفة الثانية في البرلمان)، عبد القادر بن صالح، أمس، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الترشح لولاية خامسة في الانتخابات المرتقبة بعد 10 أشهر «لاستكمال مسيرة التطور والازدهار التي بدأها قبل 19 سنة».
وبن صالح هو الرجل الثاني في الدولة، بحسب الدستور، ودعوته للرئيس تحمل، بحسب مراقبين، مؤشرات قوية على رغبة بوتفليقة بتمديد حكمه.
وفي خطاب ألقاه بمناسبة اختتام دورة البرلمان، هاجم بن صالح، أمس، المعارضة التي ناشدت الرئيس التخلي عن ولاية خامسة بحجة أنه «عاجز عن تسيير دفة الحكم بسبب المرض»، وقال: «ما يمكن قوله لأولئك الذين ينكرون إنجازات الرئيس، ويتجاهلون الحقائق، ولا يرون الواقع المعاش بأعين نزيهة... نذكرهم بالقول: كيف كانت الجزائر؟ وكيف هي اليوم؟ كيف كان الوضع الأمني فيها؟ وكيف هو اليوم؟ كيف كانت الوضعية الاجتماعية للمواطن؟ وكيف هي اليوم؟ كيف كانت مكانة الجزائر الدولية؟ وكيف هي الآن؟».
واعتبر بن صالح أن «شعبنا لا ينخدع بأقوالهم فاقدة الحجة، وأحكامهم الواهية المفتقرة للجدية. شعبنا لن يُعيرها أدنى أهمية كونه يعرف الحقيقة ويلمس واقعها. المواطن هو من يلمس الواقع لأنه هو الذي يتسلم مفاتيح السكن، وينعم براحة الإقامة في المساكن»، في إشارة إلى حملة جارية لتسليم عشرات الآلاف من الشقق مجاناً، وأضاف أن «المواطن هو الذي يتحرك ليلاً نهاراً في أرجاء الوطن كافة، في ظل الأمن والأمان الذي تحقق له بفضل سياسة الوئام والمصالحة الوطنية» التي اعتمدها بوتفليقة.
غير أن المعارضة لا ترى أوضاع البلاد من هذا المنظور، فهي تعتبر أن الجزائر في عهد الرئيس بوتفليقة «نخرها الفساد، وزادت رقعة الفقر فيها، وغاب الحكم الراشد، وأخذت الرداءة وسوء تسيير الاقتصاد مكان الكفاءة والاقتدار». وتجتمع المعارضة، اليوم، في العاصمة، في إطار تنسيق بين أحزاب وشخصيات مناوئة للرئيس، في محاولة لثنيه عن تمديد حكمه. واللافت أن صاحب الشأن لم يخض أبداً في مسألة ترشحه.
ورأى بن صالح أن «شعبنا يدرك أن المكاسب التي تحققت تحتاج رغم كثرتها لمواصلتها والزيادة من وتيرتها (...) والجزائر لا تزال محتاجة إلى تحقيق مزيد من التنمية والرفاه لأبناء شعبها (...) ولا تزال في حاجة إلى تقوية أمن شعبها واستقرار مؤسساتها»، وأضاف: «لهذه الأسباب والعوامل، كان أعضاء مجلس الأمة بأغلبيتهم الواسعة قد دعوا في الذكرى العشرين لتأسيس المجلس العام الماضي إلى الاستمرارية. واليوم، هم يدعون قائد المسيرة السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى مواصلتها (...) خصوصاً أن المرحلة تقتضي ذلك، بالنظر إلى ما لا يزال يتهدد الجزائر من تحديات، وكون الظرف يحتم استمرارية صانع السلم والاستقرار للبلاد، ومُحقق المصالحة الوطنية بين أبناء شعبها، والرجل الذي عزز أركان الدولة العصرية ودولة المؤسسات لمواصلة المسيرة».
وحذر من أن «مناورات تحاك ضد الجزائر، والواجب في هذه المرحلة يفرض علينا إعادة ترتيب الأولويات، وتوجيه نقاشات الفضاء السياسي لبلادنا في الاتجاه الذي يخدم المصالح العليا للوطن، ومواجهة التحديات الحقيقية التي تهدد أمنها واستقرارها، وحماية حدودها الإقليمية، وتحقيق الفعالية والنجاعة لها ولمؤسساتها. ونقول إن لكل دولة خطوطها الحمراء. وبالنسبة إلى الجزائر، فإن ثوابتها ومؤسساتها ورموزها المكرسة دستورياً هي كلها خطوط حمراء لا يجب المساس بها ولا تجاوزها».
كان بن صالح والموالون للرئيس قد ساقوا المبررات نفسها عام 2014 لدعم دعوتهم إلى ترشح بوتفليقة لولاية رابعة، وخاضوا بدلاً عنه حملة الانتخابات. ويقول الموالون للرئيس إن الجزائر «محاطة بالأهوال من كل حدودها»، خصوصاً تهديدات الإرهاب في مالي وليبيا والتوتر الدائم مع المغرب، وإن بوتفليقة «هو القادر وحده على مواجهة هذه المخاطر». وردد رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح هذا الكلام، أول من أمس، في مدرسة حربية شهيرة.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».