{الشاباك} يطرد يهودية أميركية لنشاطها في حركة المقاطعة

TT

{الشاباك} يطرد يهودية أميركية لنشاطها في حركة المقاطعة

على الرغم من منحها تأشيرة الدخول لإسرائيل، منع جهاز الأمن العام (الشاباك)، شخصية أميركية جماهيرية من مغادرة مطار اللد، فجر أمس، الاثنين، وجرى طردها على أول طائرة غادرت إلى نيويورك، وذلك بسبب نشاطها في حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل BDS.
والشخصية المقصودة هي آرييل غولد، وهي في الأربعينات من عمرها، ومعروفة كشخصية يهودية مرموقة في الولايات المتحدة. لكنها تنتمي إلى مجموعة من اليهود الأميركيين المصابين بالإحباط، بسبب السياسة الإسرائيلية اليمينية، ويعتقدون بأن حكومة بنيامين نتنياهو تفوت فرصة تاريخية لتحقيق السلام مع العالم العربي، وتجهض التسوية السياسية مع الفلسطينيين. بل هم يشعرون بأن هناك حاجة لإنقاذ إسرائيل من نفسها. وتقود غولد، منظّمة Code Pink الأميركيّة، التي تنتمي لهذا التيار الفكري، وباتت معروفة بنشاطها الداعي لمقاطعة إسرائيل في الولايات المتحدة الأميركيّة.
وكانت غولد قد زارت البلاد سائحة قبل أشهر، وعند مراقبتها خلال الزّيارة، اتّضح للسلطات الإسرائيليّة، وفق ما ذكرته مصادر أمنية، أنها ناشطة معروفة في حركة المقاطعة، فسلمتها السلطات الإسرائيليّة، عند مغادرتها، رسالة تفيد بأن دخولها البلاد في المرّات المقبلة سيكون مشروطا بالتنسيق المسبق. وقد فعلت بالضبط ما طلبوه منها، إذ تواصلت غولد مع الجهات المختصة في القنصلية الإسرائيليّة في نيويورك، وقالت إنها ترغب في زيارة البلاد. وهذه المرة لكي تتعلّم دروسا في اليهوديّة في الجامعة العبرية في القدس. فمنحوها التأشيرة المطلوبة.
وحين هبطت طائرتها في مطار اللد، الليلة الماضية، اقتيدت غولد للتحقيق معها في غرفة منفردة. ولاحقاً، أصدر وزير الأمن الداخلي والدعاية الإسرائيليّ، غلعاد إردان، توصيّة بمنعها من دخول البلاد، وهو ما نفّذه مكتب وزير الداخلية الإسرائيلي، آريه درعي، الذي قام بإلغاء التأشيرة الممنوحة لها. وجاء في نصّ التوصية التي قدّمها إردان، أن غولد «نشرت على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، فيديوهات تظهر فيها وهي تلاحق الجنود الإسرائيليين في الخليل، من خلال اتهامهم بأنهم جنود أبرتهايد». وادّعى مكتب إردان، أنّ غولد تقوم بترويج فيديوهات تدعو ليس فقط لمقاطعة إسرائيل، بل مقاطعة الشركات والحركات والمؤسسات التي تتعامل مع إسرائيل.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».