منتدى تونسي ـ ليبي لإنعاش العلاقات التجارية والاقتصادية

منتدى تونسي ـ ليبي لإنعاش العلاقات التجارية والاقتصادية
TT

منتدى تونسي ـ ليبي لإنعاش العلاقات التجارية والاقتصادية

منتدى تونسي ـ ليبي لإنعاش العلاقات التجارية والاقتصادية

تعول السلطات التونسية على استعادة جانب من نموها الاقتصادي، من خلال انتعاشة العلاقات التجارية ودفع المبادلات الاقتصادية التي تربط بين تونس وليبيا، والمساهمة الفعالة في مشروعات إعادة الإعمار هناك. ونظمت لهذا الغرض منتدى اقتصاديا تونسيا ليبيا بالعاصمة الليبية طرابلس على مدى ثلاثة أيام، امتدت خلال الفترة ما بين 30 يونيو (حزيران) الماضي، وحتى الثاني من يوليو (تموز) الحالي. وتركزت النقاشات بين الطرفين على مدى ثلاثة أيام حول المبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وتطوير قطاع الصحة بين تونس وليبيا، علاوة على مشروعات البناء الكبرى وإعادة الإعمار في ليبيا. ومن المنتظر أن يتوج هذا المنتدى بعقد مجموعة من اللقاءات الثنائية لاحقا بين رجال الأعمال التونسيين والليبيين.
وتحول وفد اقتصادي مكون من 70 رجل أعمال تونسيا من مختلف القطاعات الاقتصادية، من بينها الصناعات الكيميائية والمعدنية وصناعة السيارات، والأغذية الزراعية، والصحة والمباني والمرافق الأساسية، للمشاركة في هذا المنتدى. وترأس الوفد سليم الفرياني وزير الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة في تونس.
ورافق الوفد التونسي المتوجه إلى ليبيا، مستشار لرئيس الحكومة التونسية، ومستشار لوزير الصحة، وممثل عن البنك المركزي التونسي، إلى جانب ممثل عن الخطوط الجوية التونسية. وفي هذا الشأن، أعلن الفرياني في ختام هذا المنتدى، عن عودة الرحلات الجوية بين تونس وليبيا نهاية الشهر الحالي، ودعا إلى تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، ولعب دور أهم في دخول مشترك إلى الأسواق الأفريقية.
وأشار إلى انطلاق الجانبين في الإعداد لاجتماع اللجنة المشتركة التونسية والليبية على مستوى وزيري الخارجية في البلدين، وذلك خلال الأسبوع المقبل، تمهيدا لقمة سياسية ستجمع رؤساء الحكومتين التونسية والليبية نهاية شهر أغسطس (آب) المقبل، وهو ما سيعيد إلى العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين كثيرا من إشعاعها السابق. وكان البنك المركزي التونسي قد عمل خلال شهر مايو (أيار) الماضي على اعتماد إجراءات جديدة في التعامل المالي بين تونس وليبيا، الهدف منها تسهيل التبادل التجاري بين البلدين، سواء بالعملة المحلية أو باليورو والدولار. وسعى إلى تسهيل عمليات التحويل خلال تصدير واستيراد السلع، بغاية دفع المعاملات الاقتصادية بين البلدين عبر القنوات المنظمة.
وسجلت العلاقات التجارية بين تونس وليبيا تراجعا كبيرا خلال السنوات الماضية، وكانت في حدود 1.25 مليار دولار قبل سبع سنوات، إلا أنها باتت لا تزيد عن 800 مليون دولار حاليا، وتتخللها عدة مشكلات، من بينها صعوبة ضمان وصول المنتجات التونسية إلى الأسواق الليبية في ظل المواجهات المسلحة هناك، علاوة على ارتفاع نسبة المخاطر بالدخول إلى تلك الأسواق.
وفي هذا الشأن، قال سعد بومخلة الخبير الاقتصادي التونسي، إن اقتصاد تونس تكبد جراء الأزمة الليبية ما لا يقل عن 10 مليارات دينار تونسي (نحو 3.8 مليار دولار) خلال فترة لا تزيد عن أربع سنوات. وتوقع أن تكون كلفة الأزمة الليبية الإجمالية أرفع من ذلك، وقدرها بنحو 5 مليارات دولار (نحو 13 مليار دينار تونسي). ودعا إلى إيلاء اهتمام أكبر بالسوق الليبية ذات الإمكانات المالية العريضة، وأن تكون تونس في مقدمة الدول التي تقدم المساعدة الفنية واللوجستية لمختلف مشروعات الإعمار وإعادة البناء هناك.
ويؤكد خبراء اقتصاديون على أهمية مساهمة تونس في صفقات إعادة إعمار ليبيا، ويرون أنها عملية استثمارية كبرى ستعود بالفائدة على المؤسسات الاقتصادية التونسية، وهو ما يفسر العودة القوية إلى السوق الليبية.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».