«ستاندرد آند بورز» تقلل من آمال الحكومة الإيطالية بتحقيق نمو اقتصادي

وكالة التصنيف الائتماني توقعت أن يكون تعافي الاقتصاد الإيطالي هشا وابقت على النظرة المستقبلية السلبية (رويترز)
وكالة التصنيف الائتماني توقعت أن يكون تعافي الاقتصاد الإيطالي هشا وابقت على النظرة المستقبلية السلبية (رويترز)
TT

«ستاندرد آند بورز» تقلل من آمال الحكومة الإيطالية بتحقيق نمو اقتصادي

وكالة التصنيف الائتماني توقعت أن يكون تعافي الاقتصاد الإيطالي هشا وابقت على النظرة المستقبلية السلبية (رويترز)
وكالة التصنيف الائتماني توقعت أن يكون تعافي الاقتصاد الإيطالي هشا وابقت على النظرة المستقبلية السلبية (رويترز)

قللت وكالة «ستاندرد آند بورز» العالمية للتصنيف الائتماني، أمس، من آمال الحكومة الإيطالية بانتشال البلاد من دائرة الركود، قائلة إن ثالث أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو سيتجه إلى تحقيق نمو أقل من نصف المعدل الذي تتوقعه السلطات.
وكان رئيس الوزراء إنريكو ليتا يروج لأنباء عن توقف الناتج المحلي الإجمالي عن الانكماش في الربع الثالث من العام الحالي كنهاية لركود طويل بشكل قياسي. ويتوقع ائتلافه الحكومي الكبير أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بمعدل واحد في المائة العام المقبل.
لكن «ستاندرد آند بورز» قدرت أن الناتج الإيطالي لن ينمو إلا بمعدل 0.4 في المائة العام المقبل و0.9 في المائة في العام التالي له.
وقالت وزارة الاقتصاد الإيطالية إن «جميع معاهد الاستطلاع تقلل من شأن» السياسات الحكومية الرامية لتعزيز النمو، مثل قرار التخلص من ديون القطاع العام للشركات الخاصة، وهو قرار من المقرر أن يملأ خزائنها بعشرات المليارات من اليورو. وحذرت «ستاندرد آند بورز» من أن الأداء الاقتصادي الضعيف «يمكن أن يمنع الحكومة» من الوفاء بالتزاماتها حيال الاتحاد الأوروبي، في خفض نسبة الدين القياسية إلى الناتج المحلي الإجمالي من مستوياتها القياسية الحالية البالغة أكثر من 130 في المائة.
ويمكن أن يتسبب ذلك في حدوث مواجهة بين سلطات الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وليتا الذي يواجه احتجاجات متصاعدة في الشوارع من قبل مواطنين ضجروا من الأزمة. وبشكل منفصل، قال البنك المركزي الإيطالي إن الدين العام وصل إلى ذروة جديدة في أكتوبر (تشرين الأول) عندما بلغ 2.085 تريليون يورو مقابل 1.989 تريليون يورو في نهاية العام الماضي.
وأكدت «ستاندرد آند بورز» أن التصنيف الائتماني طويل الأجل لإيطاليا البالغ «بي بي بي»، وهو رابع أعلى تصنيف في سجلها، يشير إلى «قدرة ملائمة للوفاء بالالتزامات المالية، لكنها معرضة بشكل أكثر لظروف اقتصادية معاكسة».
غير أنها قالت إن التوقعات لا تزال سلبية، مما يعني أنها معرضة لاحتمال واحد على الأقل من بين ثلاثة احتمالات لخفض تصنيفها الائتماني بمقدار درجة واحدة أو أكثر خلال الـ12 شهرا المقبلة.
وأشارت الوكالة الأميركية إلى أنه «يمكن خفض التصنيف إذا ما خلصنا بوجه خاص إلى أن الحكومة لا تستطيع تنفيذ السياسات التي ستسهم في استعادة النمو ومنع تدهور مؤشرات الدين إلى مستوى يتجاوز توقعاتنا الحالية».



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».