مفوضية الانتخابات العراقية تؤكد أن العد اليدوي ينطلق الثلاثاء

العملية تبدأ أولاً في 7 محافظات

موظفون في مفوضية الانتخابات يعاينون صناديق اقتراع في مخزن بدهوك (رويترز)
موظفون في مفوضية الانتخابات يعاينون صناديق اقتراع في مخزن بدهوك (رويترز)
TT

مفوضية الانتخابات العراقية تؤكد أن العد اليدوي ينطلق الثلاثاء

موظفون في مفوضية الانتخابات يعاينون صناديق اقتراع في مخزن بدهوك (رويترز)
موظفون في مفوضية الانتخابات يعاينون صناديق اقتراع في مخزن بدهوك (رويترز)

كشفت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أمس، عن الخطوات الإجرائية التي ستتبعها في الأيام المقبلة بشأن عمليات العد والفرز اليدوي، وأصوات النازحين والناخبين في الخارج، على ضوء التعديل الثالث الذي أقره مجلس النواب المنتهية ولايته لقانون الانتخابات.
ويدير مفوضية الانتخابات 9 قضاة، يمثلون مجلس المفوضية، انتدبهم مجلس القضاء الأعلى بدلاً عن مجلس المفوضين السابق الذي جمده قانون التعديل الثالث، إضافة إلى قضاة آخرين موزعين على المحافظات العراقية، يشرفون على إدارة مكاتب المفوضية فيها.
وذكر الناطق الرسمي للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، ليث جبر حمزة، في بيان، أمس، أن المفوضية قررت بعد أن تدارست خلال الأيام الثلاثة الماضية آليات تنفيذ التعديل الثالث، بشأن عمليات العد والفرز اليدوي، وقررت البدء بعملية «تحديد المراكز الانتخابية والمحطات التي سوف يتم فيها إجراء عملية العد والفرز اليدوي لجميع المحافظات، بناء على الشكاوى والطعون والتقارير الرسمية ذات العلاقة»، مشيراً إلى أن عملية العد والفرز «تبدأ بوم الثلاثاء المقبل، الموافق 3 يوليو (تموز)، وتجري بحضور أعضاء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وضمن المكتب الانتخابي لكل من محافظات كركوك والسليمانية وأربيل ودهوك ونينوى وصلاح الدين والأنبار، بصورة متتالية، وابتداء من محافظة كركوك بالتاريخ المذكور». ولفت حمزة إلى أن عمليات العد والفرز في باقي المحافظات ستتم «تباعاً، وحسب المواعيد التي تحددها المفوضية. أما بخصوص الصناديق التي تم نقلها إلى بغداد، فسيتم العد والفرز فيها في بغداد».
وبيّن الناطق باسم المفوضية أن «عملية العد والفرز اليدوي ستتم بصورة كاملة لمكاتب انتخابات الخارج للدول في كل من إيران وتركيا وبريطانيا ولبنان والأردن والولايات المتحدة وألمانيا»، وكشف عن أن العملية بمجملها «ستتم بحضور مراقبي الأمم المتحدة وممثلي سفارات الدول الأجنبية ووكلاء الأحزاب السياسية والمراقبين الدوليين والمحليين والإعلاميين».
وفي وقت يرى فيه مراقبون محليون أن النواب المعترضين على نتائج الانتخابات خسروا الجولة الأخيرة المتعلقة بنتائج الانتخابات، بعد قرار إعادة العد والفرز الجزئي لصناديق الاقتراع، يرى النائب الخاسر حامد المطلك أن «المعترضين لم يخسروا الجولة، إنما تصرفوا بما يمليه الضمير، وأثبتوا بما لا يقبل الشك حجم الخروقات التي شابت العملية السياسية، ودقوا ناقوس الخطر لتصحيح المسار الانتخابي، على أمل ألا تتكرر الخروقات وعمليات التزوير مرة أخرى».
وحول عملية إعادة العد الجزئي، التي أتت خلافاً لرغبة المعترضين على نتائج الانتخابات، يقول المطلك لـ«الشرق الأوسط»: «إعادة عملية العد والفرز بهذه الطريقة تعمية، وعدم إظهار الحقيقية، خصوصاً أن أعضاء مفوضية الانتخابات اعترفوا بالخروقات الكبيرة التي حدثت»، ويضيف: «هذا تزييف للحقائق، وأظن أن ضغوطاً كبيرة مورست على مفوضية الانتخابات لإرغامها على العد والفرز الجزئي، وذلك بتقديري مخالف لقانون الانتخابات المعدل الذي طالب بالعد الشامل، كما أنه مخالف للمادة 1 من قرار المحكمة الاتحادية التي ألزمت المفوضية بالعد الشامل».
من جهة أخرى، وفي اليوم الأخير من دورته الانتخابية، استضاف مجلس النواب، في جلسته أمس، عضو مجلس المفوضين المجمّد سعيد كاكائي، الذي اعتبر خلال حديثه أمام البرلمان أن «الإعلان عن النتائج كان خطأً متعمداً وجريمة انتخابية».
إلى ذلك، طالب الأمين العام لـ«اتحاد القوى الوطنية»، محمد تميم، أمس، المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بإعادة العد والفرز بشكل كامل، وليس جزئي، وقال في بيان: «إننا في الوقت الذي نطالب فيه المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بإعادة العد والفرز لصناديق الاقتراع بشكل كامل، خصوصاً في محافظة كركوك، فإننا نطالب أيضاً بنقل صناديق الاقتراع الخاصة بمحافظة كركوك إلى محافظة بغداد».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.