قيادات انقلابية تتساقط في الحديدة ومحيطها

هادي يشدد على توحيد عمل المؤسسات العسكرية وإعادة تنظيمها

الرئيس اليمني لدى لقائه قائد قوات الشرطة العسكرية اللواء الركن ناصر النوبة في عدن أمس (سبأ)
الرئيس اليمني لدى لقائه قائد قوات الشرطة العسكرية اللواء الركن ناصر النوبة في عدن أمس (سبأ)
TT

قيادات انقلابية تتساقط في الحديدة ومحيطها

الرئيس اليمني لدى لقائه قائد قوات الشرطة العسكرية اللواء الركن ناصر النوبة في عدن أمس (سبأ)
الرئيس اليمني لدى لقائه قائد قوات الشرطة العسكرية اللواء الركن ناصر النوبة في عدن أمس (سبأ)

واصل الجيش اليمني والمقاومة الشعبية بإسناد من تحالف دعم الشرعية، أمس، تكبيد الميليشيات الحوثية المزيد من الخسائر البشرية والميدانية في أكثر من جبهة، مع استمرار ابتلاع الساحل الغربي لمزيد من قادة الميليشيات في الوقت الذي يقترب فيه الجيش من تطهير مديريتي التحيتا وزبيد من الجيوب الحوثية. جاء ذلك في وقت شدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، على أهمية توحيد عمل المؤسسات العسكرية وإعادة تنظيمها وتدريبها وتوزيعها على أسس علمية ووطنية للارتقاء بمهامها وإسهامها في تعزيز الأمن والاستقرار جنباً إلى جنب مع الأجهزة الأمنية.
وذكرت المصادر الرسمية اليمنية أن هادي أكد خلال استقباله، أمس، في القصر الرئاسي بعدن، قائد قوات الشرطة العسكرية اللواء الركن ناصر علي النوبة، «أهمية تعزيز الجهود وضبط الاختلالات وتعزيز الإمكانات المادية والبشرية في سياق الدور الذي يقع على عاتق وحدات الشرطة العسكرية.
وبينما وجّه هادي بتقديم كل أشكال الدعم للمؤسسة العسكرية لإعادة بنائها وتحديد اختصاصات وحداتها وانتشارها على مسرح العمليات وفق خطط عملية مدروسة، أفادت وكالة «سبأ» بأن اللواء النوبة، المعيّن حديثاً في هذا المنصب، استعرض خلال اللقاء «جملة من الصعوبات والتحديات التي تواجه عمل الشرطة العسكرية وغيرها من الوحدات الأخرى التي هي بحاجة إلى تقييم وإعادة النظر وفقاً لمهام واحتياجات الظروف الراهنة».
ويسعى الرئيس هادي منذ عودته إلى العاصمة المؤقتة، عدن، قبل أكثر من أسبوعين، إلى الإشراف المباشر على عملية إعادة بناء المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية وتطبيع الأوضاع، بموازاة الإشراف على مسار العمليات العسكرية المتواصلة ضد الميليشيات الحوثية.
وفي السياق نفسه، وجّه الرئيس اليمني أمس، في أثناء لقائه قيادات الهيئات القضائية، بسرعة البتّ في قضايا المواطنين المنظورة في المحاكم، مشدداً على متابعة مختلف التفاصيل المتعلقة بالعدالة بجوانبها المختلفة، والنزول الميداني، والتفتيش القضائي، للاطلاع على جوانب النجاح ومعالجة القصور وتجاوزه.
كما أمر بسرعة البت في ملفات السجناء المعلقة وإحالتهم إلى النيابة والمحاكم والإفراج عمن ثبتت براءتهم بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية في هذا الصدد. على الصعيد الميداني، استمرت قوات الجيش والمقاومة الشعبية، المسنودة بقوات تحالف دعم الشرعية، في عمليات التمشيط للمناطق الشرقية من الساحل الغربي، جنوب الحديدة، في مديريات التحيتا وبيت الفقيه والدريهمي.
وذكر الموقع الرسمي للجيش اليمني، أن قوات الجيش والمقاومة وسّعت معاركها في عمق مديرية التحيتا لمسافة تزيد على 30 كيلومتراً، بالتزامن مع ملاحقة الجيوب الحوثية باتجاه مدينة زبيد، فيما أدت العمليات إلى قتل وجرح عشرات الحوثيين، وأسر 12 آخرين.
وفي السياق نفسه، استمرت معارك الساحل الغربي في ابتلاع كبار القيادات الميدانية للميليشيات، حيث أكدت مصادر عسكرية متطابقة، مقتل قائد الميليشيات الحوثية في المديريات الجنوبية لمحافظة الحديدة، ويدعى أبو عماد حنيشة، جراء ضربة لطيران تحالف دعم الشرعية استهدفته الخميس الماضي مع عدد من مرافقيه في مديرية التحيتا.
وحسب المصادر، يعد القيادي الحوثي الصريع، حنيشة، من أبرز القيادات الميدانية للجماعة، التي تنحدر من محافظة صعدة حيث المعقل الرئيس لكبار قادتها المقربين من زعيمها عبد الملك الحوثي، وذكرت المصادر أن جثته نُقلت الجمعة الماضي من مدينة الحديدة، لتُدفن في مسقط رأسه. كما لقي أربعة قادة آخرين في الجماعة مصرعهم، في اليوم نفسه، إثر غارة جوية، في الساحل الغربي يتصدرهم القيادي إسماعيل عبد الله الحوثي وهو نجل القيادي عبد الله يحيى زيد الحوثي، المعيّن من قبل الميليشيات نائباً لوزير العدل، إضافةً إلى 3 قياديين كانوا رفقته وهم: وليد السراجي، وعبد القادر أحمد عباس شرف الدين، وهاشم إسماعيل السيد.
إلى ذلك، أوردت مصادر محلية يمنية، إحصاء تضمن لائحة بنحو 40 قيادياً حوثياً ميدانياً قالت إنهم قُتلوا في الأيام الأخيرة، جراء المعارك المتواصلة في الساحل الغربي وضربات طيران التحالف الداعم للشرعية، فيما أفادت مصادر طبية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، بأن المستشفيات الحكومية الخاضعة للجماعة استقبلت في صنعاء خلال شهر واحد، أكثر من 5 آلاف جريح، أغلبهم سقطوا في جبهة الساحل الغربي. ويسعى الجيش اليمني ووحدات المقاومة الشعبية، بإسناد من تحالف دعم الشرعية إلى تحرير الحديدة واستعادة مينائها، من قبضة الميليشيات، بعد استعادة مطارها والتقدم إلى الأحياء الجنوبية للمدينة، في حين تراهن الجماعة على خوض معركتها المصيرية بعد أن حولت المدينة إلى ثكنة عسكرية استعداداً لحرب شوارع.
وفي السياق الميداني، في جبهة الشريجة شمالي محافظة لحج، شنت وحدات من «اللواء الثاني مشاة حزم» أمس، هجوماً عنيفاً على ميليشيا الحوثي المتمركزة في المرتفعات الجبلية جنوبي مديرية الراهدة وفي الوادي الذي يفصل مدخل مركز المديرية عن منطقة بيت حاميم.
وفي تصريحات رسمية، ذكر الناطق باسم المنطقة العسكرية الرابعة في الجيش اليمني النقيب محمد النقيب، أن «أبطال جبهة الشريجة - الراهدة بقيادة العقيد عبد الحكيم موسى وبإشراف مباشر من قبل قائد المنطقة العسكرية الرابعة قائد (اللواء الثاني مشاة حزم) اللواء فضل حسن نفذوا هجوماً من محاور ثلاثة على مواقع الميليشيات في المرتفعات الجبلية المحيطة بالخط العام الرابط بين الشريجة وبيت حاميم من جهة الراهدة». وأضاف النقيب أن «عدداً من عناصر الميليشيات لقوا حتفهم بينهم قناصة كانوا يتخفون داخل خنادق صخرية وترابية في تلة النهدين والسلسلة الجبلية الممتدة من شرق بيت حاميم إلى مدخل مدينة الراهدة»، مشيراً إلى أن الهجوم اعتمد على تكتيك تضييق الخناق على الميليشيات في المنطقة المتاخمة للراهدة، وذلك في سياق استكمال العملية العسكرية التي انطلقت الأسبوع الماضي في مختلف جبهات لحج ذات الصلة بفك الحصار عن تعز.
وفي محافظة الجوف، أفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني بأن القوات المرابطة في مديرية المتون جنوب غربي المحافظة، أفشلت أول من أمس (الجمعة)، هجوماً حوثياً في منطقة «حام»، وشنت عملية معاكسة كبّدت خلالها الميليشيات قتلى وجرحى.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

غارات أميركية - بريطانية على 3 محافظات يمنية

صورة بثتها وزارة الدفاع البريطانية لطائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني خلال مشاركتها في الغارات على مواقع في اليمن (أرشيفية - رويترز)
صورة بثتها وزارة الدفاع البريطانية لطائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني خلال مشاركتها في الغارات على مواقع في اليمن (أرشيفية - رويترز)
TT

غارات أميركية - بريطانية على 3 محافظات يمنية

صورة بثتها وزارة الدفاع البريطانية لطائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني خلال مشاركتها في الغارات على مواقع في اليمن (أرشيفية - رويترز)
صورة بثتها وزارة الدفاع البريطانية لطائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني خلال مشاركتها في الغارات على مواقع في اليمن (أرشيفية - رويترز)

أفادت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثيين في اليمن، صباح اليوم الخميس، بتعرض ثلاث محافظات يمنية لغارات أميركية - بريطانية.

وذكرت قناة المسيرة عبر حسابها على منصة «إكس» أن غارتين استهدفتا منطقة جربان بمحافظة صنعاء، بينما استهدفت غارة أخرى مديرية اللحية بمحافظة الحديدة غرب اليمن. وأشارت إلى تعرض مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران شمالي اليمن لثلاث غارات. ولم تشر القناة إلى وقوع خسائر بشرية أو مادية جراء تلك الغارات.