البرلمان العراقي ينهي عمره الافتراضي بجلسة تداولية

قيادات سنية تبحث في إسطنبول تشكيل كتلة بارزة

TT

البرلمان العراقي ينهي عمره الافتراضي بجلسة تداولية

فشل البرلمان العراقي في تحشيد العدد الكافي من أعضائه في سبيل عقد جلسة كاملة النصاب لغرض التصويت على إلزام المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بإجراء العد والفرز اليدوي الشامل لكل الصناديق والمحطات الانتخابية في العراق في إطار تعديل رابع لقانون الانتخابات.
وبينما أسقط البرلمان فقرة تمديد عمره الافتراضي الذي انتهى أمس السبت من أجل إقناع زعامات الكتل السياسية بحث نوابهم، بمن فيهم الفائزون لحضور الجلسة، فإنه برغم تأجيل عقد الجلسة لأكثر من مرة أمس السبت فلم يتعد عدد الحضور 127 نائبا طبقا لما أعلنه مقرر المجلس، بينما تقول مصادر أخرى إن عدد النواب الحاضرين لم يتعد الـ97 نائبا.
وترأس الجلسة الدكتور همام حمودي النائب الأول لرئيس البرلمان في ظل غياب رئيس البرلمان سليم الجبوري الذي حاول مكتبه الإعلامي التعتيم على عدم حضوره الجلسة بينما كان هو من أشد المتحمسين لفكرة التمديد والعد والفرز اليدوي الشامل لكونه أحد أبرز الخاسرين في الانتخابات الأخيرة مع أنه يحتاج إلى نحو 66 صوتا فقط. وطبقا للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من قيادي سني بارز طلب عدم الكشف عن اسمه أو هويته، فإن الجبوري «موجود منذ يومين في تركيا مع مجموعة من القادة السنة من أبرزهم جمال الكربولي زعيم حزب الحل وأحمد عبد الله الجبوري محافظ صلاح الدين والشيخ خميس الخنجر صاحب المشروع العربي وسعد البزاز الإعلامي والسياسي المعروف ومالك قناة الشرقية»، مبينا أن «سبب وجود هؤلاء القادة السنة هو لغرض الاتفاق على قيام تكتل سني بارز يضم أكثر من 45 نائبا يضم الكتل التي يمثلها هؤلاء القادة على أن يلتحق بهم آخرون من الزعامات السنية بعد إعلان الاتفاق الذي ربما يتم في غضون اليومين المقبلين في العاصمة بغداد».
وردا على سؤال بشأن اختيار تركيا مقرا لعقد مثل هذا اللقاء وما إذا كان ذلك قد تم بتأثيرات تركية، قال السياسي السني إن «إسطنبول هي مجرد مكان مناسب للجميع لعقد مثل هذا الاتفاق وليس أكثر، ولا وجود لأي لقاء مع أي جهة رسمية أو غير رسمية في تركيا»، مبينا أن «الاتفاق يتعلق بتشكيل تكتل من بين الكتل السنية ولم يجر التطرق إلى أي قضايا سياسية تتعلق بالأدوار والمناصب وأي شيء من هذا القبيل».
إلى ذلك، أعلن حمودي في كلمة له افتتح بها الجلسة التداولية للبرلمان أمس أنه «ليس في التعديل الرابع أي أشارة لتمديد عمل مجلس النواب بل المطالبة بالعد والفرز الكلي لجميع صناديق الاقتراع في داخل العراق وخارجه»، واعتبر حمودي أن «تمديد عمل مجلس النواب سابقة خطيرة من شأنه قتل العملية السياسية ولم نقبل بإضافة هذه الفقرة مطلقا». وأوضح حمودي أن «مجلس النواب العراقي كان فاعلاً على صعيد التشريع والرقابة وخاصة للاستجوابات الكثيرة في دورتنا وسحب الثقة من الوزراء وغيرهم». وأشار إلى أن «العملية الانتخابية أصبحت عند الجميع مشكوكاً فيها حيث يبدو أن هناك إصرارا على عدم إجراء عملية العد والفرز اليدوي الشامل لصناديق الاقتراع مما يعني أن هناك سرا خطيرا ومخيفا من الصعب الوصول إليه».
وكان البرلمان العراقي استضاف خلال جلسته التداولية عضو مجلس المفوضين سعيد كاكائي الذي كان كشف عن عمليات تزوير جرت بعلم عدد من أعضاء المفوضية.



​اليمن يسجل أعلى المعدلات في تدني استهلاك الغذاء

محافظات يمنية عدة سجلت أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي (الأمم المتحدة)
محافظات يمنية عدة سجلت أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي (الأمم المتحدة)
TT

​اليمن يسجل أعلى المعدلات في تدني استهلاك الغذاء

محافظات يمنية عدة سجلت أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي (الأمم المتحدة)
محافظات يمنية عدة سجلت أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي (الأمم المتحدة)

سجل اليمن أعلى معدلات تدني استهلاك الغذاء؛ وفقاً لبيانات حديثة وزعها برنامج الأغذية العالمي، وأكد فيها أن نسبة الحرمان الشديد من الغذاء ارتفعت إلى 79 في المائة بمناطق سيطرة الحوثيين، وأن أربع مناطق دخلت مرحلة حرجة للغاية من سوء التغذية.

وفي التحديث الشهري للأمن الغذائي في اليمن، أوضح برنامج الغذاء العالمي أنه خلال شهر يوليو (تموز) الماضي، أبلغ 62 في المائة من الأسر عن استهلاك غير كافٍ للغذاء، وهو أعلى رقم مسجل على الإطلاق بنسبة 64 في المائة بمناطق سيطرة الحكومة الشرعية، و61 في المائة بمناطق سيطرة الحوثيين.

62 % من الأسر اليمنية أبلغ عن استهلاك غير كاف للغذاء (الأمم المتحدة)

ووفق بيانات البرنامج الأممي بلغت نسبة الحرمان الشديد من الغذاء ذروتها عند 36 في المائة بين الأسر في كلتا المنطقتين، لكن مناطق سيطرة الحوثيين شهدت زيادة بنسبة 79 في المائة في الحرمان الشديد من الغذاء على أساس سنوي، فيما شهدت مناطق سيطرة الحكومة اليمنية زيادة بنسبة 51 في المائة.

وذكر البرنامج أن المحافظات اليمنية التي كانت أكثر تضرراً هي: الجوف، وحجة، والحديدة، والمحويت (خاضعة لسيطرة الحوثيين)، ومحافظة حضرموت الخاضعة لسيطرة الحكومة، وتعز التي يتقاسم الحوثيون والحكومة السيطرة عليها.

وحدّد «الغذاء العالمي» أربعة عوامل رئيسية مسببة لانعدام الأمن الغذائي، وهي تدهور الظروف الاقتصادية، وتأخير المساعدات الغذائية، ومحدودية فرص كسب العيش، وبداية موسم الجفاف. وأضاف إليها الفيضانات المدمرة التي شهدتها عدة محافظات خلال شهري يوليو وأغسطس (آب)، وقال إن تأثيرها كان أكبر على محافظات الحديدة وحجة ومأرب وصعدة وتعز.

حالات خطرة

بخصوص تحليل سوء التغذية الحاد رجّح برنامج الأغذية العالمي أن تواجه المديريات في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، حالات خطرة أو حرجة من الآن حتى أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وقال إن الأوضاع في أربع مديريات في هذه المناطق وصلت إلى مرحلة حرجة للغاية من سوء التغذية، وهي المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

ووفق هذه البيانات الأممية انخفضت قيمة الريال اليمني في مناطق سيطرة الحكومة بنسبة 26 في المائة على أساس سنوي، مدفوعة بانخفاض الاحتياطيات الأجنبية، وتعليق صادرات النفط الخام، في حين ظل الريال في مناطق سيطرة الحوثيين مستقراً نسبياً، حيث انخفض بنسبة 2 في المائة فقط.

3.6 مليون شخص في مناطق الحكومة اليمنية حصلوا على مساعدات مخفضة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لهذه البيانات بلغت أسعار البنزين والديزل مستويات قياسية مرتفعة في مناطق الحكومة، حيث ارتفعت بنسبة 22 في المائة و26 في المائة على التوالي، بسبب انخفاض قيمة العملة، وارتفاع أسعار النفط عالمياً.

وفي المقابل وصلت تكلفة سلة الغذاء الدنيا إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، حيث ارتفعت بنسبة 13 في المائة منذ بداية العام، و18 في المائة على أساس سنوي، مدفوعة بارتفاع أسعار المواد الرئيسية، مثل الزيت النباتي، والسكر، ودقيق القمح، والفاصوليا الحمراء.

الواردات

ذكر برنامج الغذاء العالمي أنه خلال الأشهر السبعة الماضية، ارتفعت واردات الوقود عبر موانئ البحر الأحمر التي يسيطر عليها الحوثيون بنسبة 24 في المائة على أساس سنوي، بينما انخفضت الواردات عبر الموانئ التي تسيطر عليها الحكومة بنسبة 27 في المائة.

وقال إن الضربات الإسرائيلية على ميناء الحديدة دمرت 33 خزاناً للنفط، ونحو 800 ألف لتر من الوقود المملوكة للبرنامج، ورغم ذلك استأنف الميناء عملياته بشكل كامل.

السيول في اليمن جرفت المنازل والطرقات والأراضي الزراعية (إعلام محلي)

وأكد البرنامج زيادة واردات الأغذية عبر الموانئ البحرية اليمنية بنسبة 15 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وذكر أنه دعم 3.6 مليون شخص في مناطق الحكومة المعترف بها دولياً بحصص غذائية مخفضة، ولم يكمل سوى دورتين من المساعدات الغذائية العامة بحلول أغسطس الماضي بسبب قيود التمويل.

وبشأن توزيع المساعدات الغذائية في مناطق سيطرة الحوثيين، أكد البرنامج أنها لا تزال متوقفة، وقال إن ذلك يؤدي إلى تفاقم الحرمان من الغذاء، وأوضح أن خطة الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ تستهدف 1.6 مليون شخص في المناطق الساخنة.

ومع ذلك اشتكى البرنامج الأممي من قلة التمويل، وذكر أن تمويل خطته القائمة على الاحتياجات لم يتجاوز نسبة 42 في المائة للفترة من سبتمبر (أيلول) 2024 إلى فبراير (شباط) من العام المقبل.