أطراف صناعية لـ600 يمني أصيبوا بانفجار ألغام حوثية

TT

أطراف صناعية لـ600 يمني أصيبوا بانفجار ألغام حوثية

كشف الدكتور محمد القباطي رئيس هيئة مستشفى مأرب، المشرف العام على مركز الأطراف الصناعية، أن المركز أتم تركيب أطراف الصناعية بتمويل من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لـ606 حالات، معلناً أن محافظتي تعز وعدن ستشهدان افتتاح مركزين للأطراف الصناعية قريباً، نظراً للتجربة الإيجابية التي أسهم بها تركيب الأطراف الصناعية، لافتاً إلى عودة من تم علاجه نتيجة الإصابة بانفجار الألغام التي زرعتها الميليشيا الحوثية وتم تركيب أطراف صناعية إلى جبهات القتال ومساندة قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية.
وذكر المسؤول الطبي اليمني أن مشروع تركيب الأطراف الذي ينفذ على مرحلتين، وانطلقت المرحلة الأولى بشهر أبريل (نيسان) واستمرت حتى شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 2017 وتم استقبال 306 حالات، منوهاً بأنه تم خلال المرحلة الأولى تدريب كادر محلي حتى يصبح قادراً على الاعتماد على ذاته.
ولفت القباطي إلى أن المرحلة الثانية التي انطلقت بتاريخ 14 أبريل الماضي، وتستمر حتى نهاية العام الحالي، سيتم استقبال 300 حالة جديدة، وبذلك يكون مجموع ما استقبله المركز منذ إنشائه وحتى نهاية العام الحالي 606 حالات سيتم علاجها، منوهاً في هذا الصدد بوجود حالات تم تركيب أطراف لها في دول مجاورة كمصر أو الأردن أو الهند بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مشيراً إلى أن المركز أيضاً يقوم بإعادة تأهيل أطراف كانت غير فاعلة ولم تعد صالحة للاستخدام، ووصل مجموع تلك الحالات إلى المئات.
وتطرق الدكتور القباطي إلى أن مركز الأطراف الصناعية في محافظة مأرب يواجه تحدي يتمثل في كثرة الحالات الناجمة عن انفجار الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران، مؤكداً أن المواطنين اليمنيين يرغبون في العودة إلى الحياة المدنية بعد تحرير مناطقهم، وأثناء حركة العائلات اليمنية أو عند ذهاب الطلاب إلى المدارس في المناطق التي تم تحريرها من قبل الجيش اليمني والمقاومة الشعبية بإسناد من تحالف دعم الشرعية يوجَد كثير من الألغام التي زرعتها الميليشيا الانقلابية الحوثية في المدارس وأطراف المدن.
وأشار إلى أن أكثر الحالات التي تم استقبالها من قبل مركز الأطراف الصناعية في محافظة مأرب هم الجنود ثم الأطفال ثم النساء، مشيراً إلى أن هذا الترتيب يختلف بطبيعة كل منطقة. وأوضح رئيس هيئة مستشفى مأرب أن اللقاءات التي عقدت الأسبوع الماضي في العاصمة السعودية الرياض بحضور محافظ مأرب سلطان العرادة، تخللها اعتماد مجموعة من المشاريع تخدم محافظة مأرب منها مشاريع صحية باعتماد مركز جراحة متخصص في القلب، وعلاج الحالات التي تفد إلى المحافظة وتخدم إقليم سبأ، كون المنطقة تفتقر منذ وقت طويل لمثل هذا المركز.
وأشار القباطي أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ينفذ برامج صحية متعددة في محافظة مأرب، منوهاً بأن تلك البرامج نوعية وتلامس جوانب أخرى كإنشاء مركز رنين مغناطيسي، إذ لا يوجَد مثل هذا المركز في اليمن، في حين يوجد في محافظة مأرب مركز للأمومة والطفولة يقوم بأعمال تُلامِس جانب الاهتمام بالطفولة يراعي جانب الأم، فيما يوجَد مشروع صحي آخر لعلاج الأورام.
وجزم المسؤول الطبي بأن هناك إشكالية ستظهر مع استكمال قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية بإسناد من تحالف دعم الشرعية تحرير محافظة الحديدة بالكامل نظراً إلى أن الميليشيا الانقلابية تمارس التصرفات العدائية ذاتها تجاه أبناء الشعب اليمني، كما أن الحديدة بها مساحات مفتوحة، وتحرُّك المواطنين متسارع.


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.