الثلج يشاغب السياسة في مصر.. ويزور القاهرة بعد غياب 120 عاما

مصريون يلهون بالثلج الذي هطل على القاهرة أمس للمرة الأولى منذ عشرات السنوات (إ.ب.أ)
مصريون يلهون بالثلج الذي هطل على القاهرة أمس للمرة الأولى منذ عشرات السنوات (إ.ب.أ)
TT

الثلج يشاغب السياسة في مصر.. ويزور القاهرة بعد غياب 120 عاما

مصريون يلهون بالثلج الذي هطل على القاهرة أمس للمرة الأولى منذ عشرات السنوات (إ.ب.أ)
مصريون يلهون بالثلج الذي هطل على القاهرة أمس للمرة الأولى منذ عشرات السنوات (إ.ب.أ)

تكفل الطقس في مصر بمنح رونق جديد لأيام الجمعة، التي ما انفكت تعيد إنتاج نفسها منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو (تموز) الماضي. وتراجع الاهتمام بالتقليد الأسبوعي لمسيرات جماعة الإخوان المسلمين أمس، بعد أن شاغب الثلج، الذي اكتست به مناطق في القاهرة والمحافظات، أخبار السياسة التي غدت شاغل المصريين على امتداد ثلاث سنوات مضت.
استيقظ المصريون على مشهد الثلج في أحياء نائية في العاصمة، التي قال خبراء الأرصاد إنها لم تشهد مثل هذه الموجة الباردة منذ 120 عاما. وتبادل المصريون صورا لشوارع غطتها الثلوج بسبب عاصفة «أليكسا»، القادمة من سيبيريا عبر أجواء أوروبا الشرقية. وهو مشهد ربما لم يره أي من المصريين الأحياء من قبل.
وقررت سلطات ميناء الإسكندرية استمرار إغلاق بوغازي الإسكندرية والدخيلة أمام حركة الملاحة، لليوم الثالث على التوالي، نظرا لسوء الأحوال الجوية. وقال اللواء عادل ياسين حماد، رئيس هيئة ميناء الإسكندرية، إنه تقرر إغلاق البوغازين نتيجة زيادة سرعة الرياح وارتفاع الأمواج إلى أكثر من مترين ونصف المتر. كما تعرضت محافظة السويس لهطول أمطار غزيرة أمس، خاصة بمنطقة العين السخنة ومدينة السويس، وسط استمرار لغلق موانئ السويس الخمسة بسبب سوء الأحوال الجوية.
وقال اللواء حسن فلاح، رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر، إن موانئ السويس ما زالت مغلقة بسبب سوء الأحوال الجوية، وهي موانئ «العين السخنة للحاويات، والأدبية للبضائع، والزيتيات البترولية، وبور توفيق للركاب».
وتشهد أيام الجمعة منذ عزل مرسي في يوليو الماضي مظاهرات تنظمها جماعة الإخوان التي ترفض الاعتراف بشرعية السلطات الجديدة التي تسلمت الحكم عقب ثورة 30 يونيو (حزيران). وتشهد تلك المظاهرات اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، وأهالي مناوئين لحكم مرسي.
وعلى بقعة من الثلج، كتب أنصار الرئيس السابق شعار «مهما تتلج مهما تمطر.. يسقط يسقط حكم العسكر»، وهو الشعار الذي فرضته حالة الطقس. وبدا أن خصما جديدا أضيف لأنصار الإخوان، الذين أصروا على تنظيم فعالياتهم الاحتجاجية في عدة مدن. وفشلت السلطات الحالية في احتواء غضب متصاعد في الجامعات، وهو ما حدا بجماعة الإخوان للتظاهر أمس تحت شعار «الطلاب يشعلون الثورة»، لكن برودة الطقس خففت من الأجواء السياسية الساخنة التي عاشتها القاهرة خلال الأسبوع الماضي، بسبب مواجهات عنيفة بين طلاب جامعتي الأزهر والقاهرة.
وحافظت جغرافيا المواجهات بين قوات الأمن وأنصار الإخوان على ثباتها، ففي القاهرة شهد حي الهرم (غرب القاهرة) اشتباكات تكررت على مدار الشهر الماضي، وإن بدت أقل حدة أمس بسبب الطقس السيئ. ودخلت ضاحية حلوان (جنوب القاهرة) ضمن المناطق الساخنة على خريطة المواجهات، وقال متظاهرون إن قوات مكافحة الشغب اعتقلت أمس ثلاث سيدات شاركن في المسيرة المناهضة لما يصفونه بـ«الانقلاب العسكري».
وفضت قوات الأمن أيضا مظاهرة لأنصار مرسي في منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة، باستخدام القنابل المسيلة للدموع، بعد أن قام أنصار مرسي بقطع الطريق باستخدام الحجارة، كما شهدت أحياء عين شمس، والمهندسين اشتباكات مماثلة، فيما نظمت الجماعة مسيرات في أحياء أخرى بالقاهرة خلت من المواجهات.
وفي الإسكندرية، قال اللواء ناصر العبد، مدير مباحث الإسكندرية، إن قوات الأمن ألقت القبض على عدد من المشاركين بالمسيرات التي نظمت، أمس، في المدينة الساحلية. وفضت السلطات ثلاث مسيرات خرجت في مناطق متفرقة. واستخدمت الشرطة القنابل الغاز المسيل للدموع في منطقة العوايد التي شهدت اشتباكات بين أنصار مرسي وأهالي المنطقة، كما فرقت قوات الشرطة مسيرة أخرى للجماعة، انطلقت بمنطقة المنتزه (شرق الإسكندرية)، وأخرى بمنطقة برج العرب التي يقع فيها السجن الذي يقبع فيه الرئيس السابق مرسي.
وامتدت المواجهات بين أنصار الإخوان وقوات الشرطة لمحافظة المنيا (صعيد مصر)، ومدن القناة التي شهدت اشتباكات عنيفة. وقال اللواء حسن عيد، نائب مدير أمن السويس، إن عددا من أعضاء تنظيم الإخوان قاموا بإشعال النيران بسيارة شرطة بمنطقة أبو الحسن بحي الأربعين وفروا هاربين.
وفي انتظار يوم جديد قارس البرودة تشهده القاهرة اليوم (السبت)، يأمل المصريون على ما يبدو في فرصة لالتقاط الأنفاس من لهيب السياسة.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.