مفاوضات يونانية ـ فلسطينية لتشغيل حقل غاز مقابل غزة

TT

مفاوضات يونانية ـ فلسطينية لتشغيل حقل غاز مقابل غزة

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس (الجمعة)، عن وجود مفاوضات متقدمة بين السلطة الفلسطينية واليونان لاستئناف العمل في حقل الغاز البحري الفلسطيني قبالة شواطئ غزة.
وقالت هذه المصادر إن شركة الطاقة اليونانية «ينيرجيان» هي التي تفاوض وزارة الطاقة في السلطة الفلسطينية حول تطوير هذا الحقل. وتتناول المباحثات الحالية الأبعاد التجارية للصفقة، واحتمال تولي الشركة اليونانية موضوع تطوير حقل الغاز، بعد أن انسحبت شركة أوروبية عملاقة من المشروع قبل 3 أشهر. وأضافت المصادر أنه تمت إحاطة وزارة الطاقة الإسرائيلية علماً بتفاصيل المفاوضات، إلا أن الوزارة رفضت التعقيب على هذا النبأ.
يذكر أن تطوير حقل الغاز الفلسطيني يستلزم موافقة الحكومة الإسرائيلية، التي استخدمت الموضوع سوطاً لمعاقبة الفلسطينيين على أي خلاف، ولديها قوة عسكرية بحرية تمنع العمل بالقوة، أو تفرض شروطاً تعجيزية. كما أن إسرائيل تعتبر شريكاً في إقرار أي مشروع بشأن هذه الآبار، لأن الخطة الأكثر عملية لاستخراج الغاز وتسويقه هي بربط منصة التنقيب في الحقل الفلسطيني بمحطة في منطقة عسقلان، وضخ الغاز منها إلى القطاع بواسطة أنبوب. وتُعتبر هي الطريقة الأجدى اقتصادياً، لكنها في الوقت نفسه تمنح إسرائيل السيطرة على كميات الغاز التي تضخ إلى القطاع، واستخدامها كوسيلة ضغط سياسية أو أمنية أو حتى اقتصادية، حيث إن ربط المخزون بالشاطئ الإسرائيلي قد يشكل منافسة أخرى لمخزون الغاز الإسرائيلي في البحر المتوسط.
ومع ذلك، فإن الفلسطينيين يجرون أبحاثاً جدية لإيجاد بديل آخر، وهو ربط مخزون الغاز بمحطة توزيع في منطقة العريش المصرية. وتجدر الإشارة إلى أن المخزون في حقل الغاز الفلسطيني يعتبر صغيراً نسبياً (1.4 تريليون قدم مكعب)، إلا أنه يعتبر مهماً ومربحاً اقتصادياً لموازنة السلطة الفلسطينية، خصوصاً أن حجم احتياج الفلسطينيين للغاز يعتبر صغيراً أيضاً، والشركة التي ستقوم بالتنقيب سترغب في بيع الفائض لجهات خارجية في أوروبا، وربما لإسرائيل. ولكن قضية الغاز الفلسطيني هي موضوع خلافات عميقة مع إسرائيل،



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.