مصر: عباس كامل يؤدي اليمين رئيساً للمخابرات العامة

مصر: عباس كامل يؤدي اليمين رئيساً للمخابرات العامة
TT

مصر: عباس كامل يؤدي اليمين رئيساً للمخابرات العامة

مصر: عباس كامل يؤدي اليمين رئيساً للمخابرات العامة

أدى اللواء عباس كامل، اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيساً لجهاز الاستخبارات العامة المصرية أمس، كما أدى الوكيل ناصر فهمي اليمين نائباً لرئيس الجهاز، فيما اعتبر تكريساً لتجديد متكامل للمنظومة الأمنية في البلاد.
وكان السيسي قد كلف اللواء كامل في يناير (كانون الثاني) الماضي بتسيير أعمال جهاز الاستخبارات العامة، بعد إقالة اللواء خالد فوزي.
وتعد الاستخبارات العامة أعلى جهاز استخباراتي في البلاد، وهو يتبع الرئاسة المصرية مباشرة. ويقع المقر الرئيسي لجهاز الاستخبارات بضاحية حدائق القبة شرق القاهرة.
وكان اللواء عباس كامل مديراً لمكتب السيسي، ومساعدا له أثناء توليه منصب مدير إدارة الاستخبارات العسكرية، وشغل منصب مدير مكتبه عندما كان وزيراً للدفاع في حكومة الرئيس الأسبق محمد مرسي.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أمس، إن «الرئيس السيسي اجتمع مع رئيس الاستخبارات العامة، ونائب رئيس الاستخبارات العامة، ووجه بمواصلة العمل باجتهاد وتفانٍ لحماية مصر وأمنها القومي من المخاطر التي تحيق بها»، مشيداً بالجهود الدؤوبة التي يبذلها رجال الاستخبارات العامة، في ضوء التحديات التي تواجه مصر في المرحلة الحالية، والتطورات المختلفة التي تشهدها المنطقة، وانعكاساتها على الأمن القومي المصري.
وأوضح مصدر مصري مطلع، تحدث إلى «الشرق الأوسط»، أن «قرار تثبيت عباس رئيساً لجهاز الاستخبارات ينطوي على أهمية كبيرة، بالنظر إلى حدوثه في أعقاب تغيير وزيري الدفاع والداخلية خلال تشكيل الحكومة الجديدة؛ وهو ما يعني التأسيس لمنظومة أمنية متكاملة تعكس فلسفة الرئيس السيسي للتعامل مع الأوضاع الأمنية والاستراتيجية خلال ولايته الجديدة».
وأنشئ جهاز الاستخبارات العامة في مصر عام 1954 بقرار من الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر ليلعب دوراً مهماً عبر تاريخ مصر. وهو جهاز مستقل يتبع الرئيس المصري، ويتكون من رئيس بدرجة وزير، ونائب رئيس بدرجة نائب وزير، وعدد من الوكلاء الأول والوكلاء، وعدد كافٍ من الأفراد. وقد أسند إلى زكريا محيي الدين، عضو مجلس قيادة «ثورة 23 يوليو (تموز)»، مهمة إنشائه بحيث يكون جهاز استخبارات قويا، يملك القدرة على حماية الأمن القومي المصري.
ورغم جهود محيي الدين وخلفه المباشر علي صبري؛ فإن الانطلاقة الحقيقية للجهاز كانت مع تولي صلاح نصر رئاسته عام 1957، وقد قام الجهاز بأدوار بطولية عظيمة قبل وبعد حرب 1967؛ وهذه العمليات هي التي ساهمت بشكل كبير في القيام بحرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973.
وعادة ما يضطلع الجهاز بمهام ذات طابع سياسي؛ مثل ملف «سد النهضة»، أو العلاقات مع بعض دول الجوار مثل السودان وليبيا.
ومن أهم الملفات التي تعاملت معها هيئة الاستخبارات المصرية خلال الثمانينات من القرن الماضي قضايا مكافحة الإرهاب، ومتابعة وملاحقة أفراد الجماعات المسلحة ذات التوجه الديني المتشدد، مثل تنظيم «القاعدة» وجماعة «التكفير والهجرة»، وفي هذه المرحلة بنت الاستخبارات المصرية علاقات وثيقة مع كثير من أجهزة الاستخبارات المناظرة في العالم.
وتعاقب على رئاسة الاستخبارات المصرية عدد من الرموز والشخصيات المعروفة، مثل أمين هويدي، ومحمد حافظ إسماعيل، وأحمد كامل، وأحمد إسماعيل علي، وأحمد عبد السلام توفيق، وكمال حسن علي، ومحمد سعيد الماحي، ومحمد فؤاد نصار، وعمر سليمان، ومراد موافي، وخالد فوزي.



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.