«المونديال» هاجس للقوى الأمنية اللبنانية

قتيل في إشكال بين مشجعي البرازيل وألمانيا

حوادث شغب نشبت بين مشجعي فريقي البرازيل وألمانيا في بيروت ليلة أول من أمس («الشرق الأوسط»)
حوادث شغب نشبت بين مشجعي فريقي البرازيل وألمانيا في بيروت ليلة أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

«المونديال» هاجس للقوى الأمنية اللبنانية

حوادث شغب نشبت بين مشجعي فريقي البرازيل وألمانيا في بيروت ليلة أول من أمس («الشرق الأوسط»)
حوادث شغب نشبت بين مشجعي فريقي البرازيل وألمانيا في بيروت ليلة أول من أمس («الشرق الأوسط»)

بات «المونديال» يشكل هاجسا للقوى الأمنية اللبنانية التي باتت تضع خلافات المشجعين على سلم أولوياتها إلى جانب التهديدات الإرهابية والجرائم الأخرى.
وجاء مقتل شاب لبناني، طعناً بالسكين، إثر إشكال بين مشجعي فريقي البرازيل وألمانيا في نهائيات كأس العالم 2018 في ضاحية بيروت الجنوبية، ليلة أول من أمس، ليرفع مستوى العنف بين مشجعي كرة القدم في لبنان، الذي لم يشارك في تاريخه بكأس العالم، لكن مواطنيه يرفعون أعلام البلدان المشاركة فيه ويطلقون على أنفسهم صفة ألماني أو برازيلي أو إيطالي، ويتبارون في إبداء الولاء لـ«منتخبهم»، وصولا إلى تسيير المواكب المزينة بأعلام هذه الفرق احتفالا بـ«النصر» بعد كل مباريات يخوضها الفريق الذي يشجعون، وما يستتبع ذلك أحيانا من تصدي أنصار الفريق المنافس لهم والصدام بينهما، ما أدى منذ انطلاق مباريات كأس العالم إلى إشكالات متفرقة في المناطق.
ولا يقتصر الأمر على المواطنين، فمعظم الوزراء يجاهرون بتأييد هذا المنتخب أو ذاك، وفي مقدمهم رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يشجع الفريق البرازيلي ويشجعه أيضا رئيس البرلمان نبيه بري الذي يصف نفسه بأنه «برازيلي عتيق»، أما وزير الإعلام ملحم رياشي، فقد هدد ممازحا بوقف بث المونديال عبر تلفزيون لبنان بعد خسارة المنتخب الألماني الذي يشجعه.
واندلع الإشكال على خلفية مناكفات بين مشجعي الفريقين في منطقة حي السلم في الضاحية الجنوبية، تطور إلى طعن الشاب حسين بريطع (17 عاماً) للشاب العشريني محمد زهر الذي كان يحتفل في الضاحية الجنوبية، بالفوز البرازيلي على المنتخب الصربي بنتيجة 2 – 0، ما أدى إلى مقتله.
وأعلنت قيادة الجيش اللبناني، أمس، أن مديرية المخابرات أوقفت بريطع، الذي أقدم ليل أول من أمس على قتل المواطن محمد زهر، إثر خلاف بينهما نتيجة تشجيع فرق رياضية في منطقة حي السلم، لافتة إلى أنه «بوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص».
ومنذ انطلاق مباريات كأس العالم هذا العام، شهدت الساحة اللبنانية مناكفات بين مشجعي الفريقين على نطاق واسع، تحولت في بعض الأحيان إلى إشكالات فردية بين المشجعين، علما بأن مشجعي ألمانيا والبرازيل هم الأغلبية بين مشجعي الفرق العالمية المشاركة بالمونديال على الساحة اللبنانية، يليهم مشجعو الأرجنتين، وإيطاليا التي لم تشارك هذا العام بنهائيات كأس العالم.
وسُجل وقوع إشكالين أيضاً شمال لبنان في الليلة نفسها. فقد وقع إشكال ليلاً بين عدد من مشجعي المنتخب الألماني من جهة وآخرين من مشجعي المنتخب البرازيلي في منطقة الميناء - الكورنيش البحري في طرابلس، وحصل تضارب بينهم على خلفية مباراة البرازيل، فيما عمل أصحاب المقاهي والعاملون فيها على حلّ الإشكال، ولم يفد عن وقوع إصابات. وحضرت دورية من قوى الأمن والجيش اللبناني وفتحت تحقيقا بالموضوع وعملت على توقيف الفاعلين.
وفي السياق، سُجّل أشكال في بلدة برقايل في عكار بين مشجعي منتخبي ألمانيا والبرازيل بعد احتفالات ومواكب سيّارة قام بها جمهور المنتخب الأخير ابتهاجاً بخسارة ألمانيا أمام منتخب كوريا الجنوبية.
وعادة ما ينظم مشجعو الفرق الرابحة مواكب سيارة ومسيرات على الدراجات النارية احتفالاً بفوز فرق يشجعونها، كما تُشعل المفرقات والألعاب النارية إثر فوز الفرق العالمية.


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.