جمعيات إسرائيلية تتهم نتنياهو بالسكوت عن القصف الروسي

TT

جمعيات إسرائيلية تتهم نتنياهو بالسكوت عن القصف الروسي

اتهم قادة جمعيات إنسانية إسرائيلية رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بالسكوت عن القصف الروسي الكاسح على مواقع المعارضة في جنوب سوريا، في إطار التنسيق الأمني الإسرائيلي - الروسي الساري بين الطرفين منذ سنتين.
وقال ليفي لوكر، أحد قادة هذه الجمعيات، في حديث للإذاعة العبرية الرسمية، أمس، إن «العالم الغربي، وبضمنه حكومة إسرائيل، لا يحركون ساكنا لحماية المواطنين السوريين المحصورين داخل بلداتهم وقراهم». وأضاف: «لقد دمروا أربعة مستشفيات، على من فيها من مرضى وطواقم طبية. والجميع يتفرجون». وأضاف: «السكوت الإسرائيلي جيد للسياسة؛ لأننا نحظى بالمقابل بسكوت روسي إزاء الغارات على المواقع الإيرانية، التي تستهدف تحقيق مطلب عادل بمنع إيران وميليشياتها من السيطرة على سوريا، والتمدد نحو الجنوب السوري أيضا، وتهديد أمن إسرائيل. ولكن هناك شيئا أخلاقيا أيضا يجب أن يحكم تصرفاتنا. فمن يسكت على المذابح في سوريا يكون شريكا فيها». وطالب بالاحتجاج الشعبي في إسرائيل ودول الغرب ضد القصف الروسي.
المعروف أن إسرائيل وروسيا تقيمان جهاز تنسيق أمني على أعلى المستويات، برئاسة نائب رئيس أركان الجيش في كل منهما، منذ دخول الروس إلى سوريا. وفي إطار هذا التنسيق تقوم إسرائيل بقصف ما تعتبره «قوافل السلاح الإيراني الذي ينقل إلى لبنان لـ(حزب الله) عبر الأراضي السورية والمواقع الإيرانية في سوريا ومخازن السلاح السورية»، وذلك بشرط الحذر من المساس بالمواقع الروسية على الأرض السورية. وحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن روسيا تؤيد إخلاء حلفائها الإيرانيين من سوريا؛ لكنها لا تفعل شيئا مباشرا في هذا السبيل، وتترك إسرائيل تقوم بهذا العمل.
وتؤكد مصادر إسرائيلية أن إسرائيل تحظى بدعم مطلق من الولايات المتحدة في موقفها هذا، ولذلك ستكون المطالب الإسرائيلية في سوريا نقطة بحث أساسية على جدول لقاء الرئيس دونالد ترمب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أواسط الشهر المقبل.
وحذر الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين رفلين، إيران من التفكير في المساس بإسرائيل. وقال خلال احتفال لإحياء ذكرى الضحايا الإسرائيليين في حرب لبنان الثانية، أقيم أمس بمناسبة مرور 12 سنة على هذه الحرب، إن «الهدوء الذي نعيشه طيلة هذه السنوات تحقق بفضل تلك الحرب، رغم ما يسمع لدينا من انتقادات عليها؛ لكن علينا ألا ننام هادئين. فإيران تحاول تهديد أمننا من جديد، من جهة لبنان ومن جهة سوريا. وعليها أن تدرك أنها ستدفع ثمنا باهظا على أي مساس بنا».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.