الجيش الإسرائيلي يقيم وحدة قتالية خاصة بمعارك الأنفاق

TT

الجيش الإسرائيلي يقيم وحدة قتالية خاصة بمعارك الأنفاق

كشف الجيش الإسرائيلي النقاب عن إقامة وحدة خاصة «للقتال تحت الأرض»، وذلك في أعقاب الكم الهائل من المعلومات الواردة إليه عن استمرار حركة حماس، وغيرها من الفصائل الفلسطينية، في حفر الأنفاق الممتدة من أراضي قطاع غزة إلى ما بعد الحدود الإسرائيلية.
وقال الناطق بلسان الجيش، إن أجهزة الاستشعار التي زرعها الجيش في العائق التكنولوجي المصمم لاكتشاف الأنفاق، تبث التحذيرات باستمرار، وترسل كما هائلا من المعلومات. وقد دفع ذلك قيادة لواء غزة في الجيش، إلى إقامة «وحدة القتال تحت الأرض». وتعمل هذه الوحدة، أولا، على جمع المعلومات وتحليلها وتقديم النتائج للقيادة العسكرية. وتضم الوحدة أقساما مختبرية تعتبر «المخ»، تضم بدورها مسؤولين في وزارة الأمن، وجيولوجيين، وضباطا في المخابرات، ومخططين استراتيجيين، وخبراء محتوى، ومستشارين من الجيش والقطاع المدني في مختلف المجالات.
ويسعى جيش الاحتلال إلى إنشاء غرفة عمليات خاصة تعنى بالمعلومات الواردة من قسم «المخ» وتحليلها، ونقل المعلومات إلى الميدان لإجراء الاختبارات المختلفة، من أجل استبعاد إمكانيات حفر الأنفاق والمساعدة في رسم الخرائط، وتحييد الأنفاق التي يتم حفرها بالفعل وصولا إلى تدميرها. ومن المقرر إنشاء مدرسة خاصة لتدريب المجندات على إدارة غرفة العمليات التي تعنى بالمعلومات الواردة، لاكتساب مهارة في استقبال المعلومات وتخزينها والتركيز على المعلومات الأكثر أهمية الواردة من التقنية المتطورة فعلا للعائق وأجهزة الاستشعار التي يحتويها.
كما تضم هذه الوحدة مجموعة قتالية يتم جلبها من مختلف وحدات وألوية جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفق معاير عالية من الجاهزية والمهارة. وتقرر تجنيد مقاتلين من وحدات مختلفة، بما في ذلك خبراء في المراقبة والاستطلاع والاستخبارات، الذين سيشكلون النواة لوحدة القتال في غزة. وفي سياق متصل، تقرر منح جائزة وزارة الأمن الإسرائيلية لمطوري العائق التكنولوجي المصمم لاكتشاف الأنفاق التي تمتد من قطاع غزة، ومديرية البحوث، ووحدة تطوير الأسلحة والتقنيات التكنولوجية في وزارة الأمن، والقوات البرية، ولواء غزة، وشركة «إلبيت»: «رفائيل - شكبة تطوير الوسائل القتالية» الإسرائيلية، ومكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية. وخلال الأشهر الأخيرة أعلن الجيش الإسرائيلي عن اكتشاف وتدمير 5 أنفاق أرضية تابعة لكتاب القسام، على المنطقة الحدودية بين إسرائيل وقطاع غزة، بالإضافة إلى نفق يصل إلى البحر.
وكانت إسرائيل قد شرعت في نهاية 2016 في بناء جدار تحت الأرض وفوقها، بطول 65 كيلومترا، وبتكلفة قد تصل إلى مليار دولار، لمواجهة الأنفاق التي حفرتها حركة حماس على الحدود الشرقية لقطاع غزة، ونفّذت منها عمليّات عسكريّة عدّة ضدّ مواقع الجيش الإسرائيلي. وتعتبرها إسرائيل «سلاحا استراتيجيا».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.