المصرية أمينة خليل: مجموعاتي تبدأ وتنتهي بالتراث

رغم أن دراستها كانت خارج مصر؛ إلا أنها أدركت منذ البداية أن الوصول إلى العالمية يبدأ بالتوغل في الأصول المحلية، لا سيما في عصر تذوب فيه الثقافات وتختفي ملامح الشعوب. هكذا كانت معادلة المصممة المصرية أمينة خليل التي انطلقت منذ ثماني سنوات من ركيزة واحدة وهي الهوية المصرية.
دون أن تقرأ التوقيع على أي قطعة، تعرف أن هذا التصميم بأناملها. فهي تتمتع بطابع خاص يجمع بين البساطة والفولكلور وبين لمسات عصرية ربما أكثر حداثة من اتجاهات الموضة السائدة. وعن خطها لدار «Amina K» تقول المصممة لـ«الشرق الأوسط»: «منذ بداية دراستي بالخارج وهدفي هو تمثيل بلدي مصر بأزياء راقية، تُنفذ بأيدٍ مصرية لتعرض مستقبلاً في صفوف مصممي الأزياء عالمياً».
ولأن هدفها كان محدداً وواضحا، حرصت أمينة على دراسة التراث المصري والفولكلور للتعرف على كل أشكال التطريز والأشغال اليدوية التي تتميز بها جميع محافظات مصر خاصة في سيناء وواحة سيوة. وكانت الأقمشة أيضا ضمن المعادلة التي وضعتها، حيث ركزت على الأقمشة المصرية الطبيعية مثل القطن والكتان والموسلين بالإضافة إلى الصوف والقطن المعالج بالشتاء. وتشغل مرحلة اختيار القماش حيزا كبيرا من عملية تصميم وإنتاج الملابس حسب قولها، لأنها لا تنتقي نوع النسيج فحسب، بل تضيف إليها أيضا رسمات لتتماشى مع روح التصميم، آخذة بعين الاعتبار التراث المصري في كل التفاصيل. وتشرح بأن «كل قطعة قماش أستخدمها تكون فريدة سواء كنسيج أو كنقوش، لأنها صُممت خصيصاً لتكمل ملامح التصميم، من ثم من الصعب أن تتكرر نفس القطعة أو تتشابه مع أي تصميم آخر».
ترى أمينة أن إنتاج التصاميم من الألف إلى الياء يجب أن يكون مصريا خالصا، حتى يحمل شعار «صنع في مصر» بمصداقية. وتقول أمينة «بدأت أرفع هذا الشعار منذ أن أطلقت أول مجموعة في حفل تخرجي من الجامعة، وبعد ثماني سنوات لم أغيره ولم أحد عنه. فمصر غنية بالفنون والثقافة التي من شأنها أن تُلهم أي مصمم».
حكايات التراث ومدى تأثرها بالحضارة المصرية بكل مراحلها أمر يتكرر على لسان المصممة كثيرا. وتؤكد أنها تقوم «بدراسة كاملة قبل إطلاق أي مجموعة معتمدة كلياً على جزء معين من تراث مصر، أو تاريخ لقبيلة مصرية، أو جزء من الفلكلور الغني بالأقمشة والألوان والنقوش».
قدمت أمينة خليل في مجموعتها الأخيرة لربيع وصيف 2018. والتي أطلقت عليها اسم دليلة، اسم طفلتها الثانية، مفاجأة جديدة أشعلت بها أجواء الموضة المصرية، على شكل الجلابية المصرية لبنت البلد والفلاحة المصرية بألوانها الزاهية والكرانيش. وجاءت معظم الأقمشة عبارة عن ورود لتمثل الربيع ببهجته. ولم تغفل لمستها العصرية بتقديمها جلبابا قصيرا من الأمام يتماشى مع موضة التنورة لهذا العام.
ولأن رمضان في مصر له طابع خاص وأجواء تراثية بديعة، قررت أمينة خليل أن تقدم بعض التصميمات الخاصة بالعباءة الرمضانية، كما قدمت تنورات طويلة وفضفاضة تناسب روحانيات الشهر الكريم، اعتمدت فيها على نسيج الكتان الخفيف الشفاف لأنه مصري الأصل ويناسب فصل الصيف.