تحليل: لا ليس نيمار .. كوتينيو هو مايسترو البرازيل الحقيقي

تحليل: لا ليس نيمار .. كوتينيو هو مايسترو البرازيل الحقيقي
TT

تحليل: لا ليس نيمار .. كوتينيو هو مايسترو البرازيل الحقيقي

تحليل: لا ليس نيمار .. كوتينيو هو مايسترو البرازيل الحقيقي

وسط العرض الأوبرالي البرازيلي المليء بالخوف والبهجة والانهيار العاطفي يمثل فيليب كوتينيو المسرح المتوازن والواثق والمهاري.
كما تحدث بيليه في السابق فكل ما تحتاجه هو كرة قدم ومساحة واسعة من العشب الأخضر بالإضافة إلى صحفيين قادرين على ملء مدرجات ملعب سان بطرسبرج وفقاعة من التوقعات من النوع القادر على سحق قارة بأكملها والدموع.. الكثير من الدموع.
لا أحد يعلم بالآمال والتوقعات في كأس العالم مثل البرازيل. وفي طريقها لفوز صعب لكن مفيد 2-صفر على كوستاريكا في سان بطرسبرغ كان هناك الكثير من الصرخات والصيحات الغاضبة وتذكير دائم أن المنتخب جاء إلى روسيا وهو مغمور في أوبرا من الخوف والبهجة والانهيار العاطفي.
وكان ذلك حاضرا في حجرة المؤتمر الصحفي بعد المباراة وبحلول ذلك الوقت أصبح هناك أمران واضحان الأول هو أن فيليب كوتينيو هو أفضل لاعب في مباراتي البرازيل في البطولة حتى الآن ويمثل مع لوكا مودريتش أفضل لاعبي وسط في روسيا 2018.
ولا يجب أن يكون ذلك مفاجئا لكنه جزء من عرض كوتينيو الذي رغم انتقاله إلى برشلونة مقابل 130 مليون جنيه استرليني ما زال يتم التقليل من قيمته وتجاهل موهبته في عالم يحتفي بمواهب كرة القدم بطريقة تفوق الوصف.
وفيما يتعلق بذلك استفاد كوتينيو من اللعب في ظل نيمار الذي سيطرت نوبة مشاعره الغاضبة على فوز الفريق الأول في كأس العالم رغم أن لاعب الوسط الذي يلعب خلفه كان يقدم أداء عبقريا من التمريرات والتحركات والمراوغات والتسديدات.
وتخوض البرازيل مواجهة معقدة في ختام المجموعة الخامسة ضد صربيا يوم الأربعاء في موسكو وحتى الآن يبدو أن أداء كوتينيو يمثل علامة واضحة في الجزء الأول من كأس العالم.
بالتأكيد ستتحسن البرازيل وسيعود نيمار إلى قمة لياقته البدنية ويعثر على لمسته المؤثرة لكن إصرار كوتينيو نادر وهو أداء فردي بارع من أحد لاعبي المنتخب المرشح بقوة للقب ويتمتع بالهدوء في وسط عاصفة من المشاعر المتقلبة.
وعند ذلك يتضح الأمر الثاني أن لا أحد يقيم مؤتمرات صحفية بعد المباراة مثل البرازيل.
وتحدث المدرب تيتي لفترة طويلة للغاية وبحماس حتى أنك بعد فترة تبدأ في القلق عن انتهاء عمل المترو وعدم القدرة على العودة لمكان إقامتك والتهديد بالتعرض للجفاف.
وحتى الأسئلة من جانب الصحفيين البرازيليين كانت مليئة بالتساؤلات الفرعية والمحاذير (على سبيل المثال: الجزء الثاني من السؤال هو هل تعتقد...) لكن تيتي استمع إليها كلها وأجابها بالتفاصيل.
لكن الجزء الملفت للانتباه كان عن نجمه المجهد وهو الأمر الذي جعلنا نحن الغاضبين من تصرفات نيمار أن نتوقف ونفكر قليلا.
وقال تيتي إن نيمار انسان ويشعر بضغط كبير وظهر رد فعله بهذا الشكل لأنه الأمر يعني الكثير بالنسبة له.
بلا شك فهذه البطولة تعني الكثير للاعب كوستاريكا الذي واصل نيمار التلفظ بألفاظ نابية ضده وحاول خداعه لكن لا أحد يعمل في مثل هذه البيئة المتوترة التي أصبحت تظهر في البطولات الحديثة.
فقبل أربع سنوات كان من الواضح أن البرازيل منهكة حتى قبل مواجهة كولومبيا عندما انفجر تياجو سيلفا باكيا في المؤتمر الصحفي قبل المباراة لكن الأمر الملفت للنظر في ذلك الوقت وهو قدرة نيمار على التعامل مع الضغط وأن يبقى غامضا وسعيدا ومبتهجا لكن في سان بطرسبرغ شعر اللاعب البرازيلي بالضغط.
وفي هذا السياق ستشعر البرازيل بالامتنان تجاه تيتي الهادئ والمبتهج وسط كل هذه الأحداث المثيرة.
فتغييراته هي التي صنعت الفارق ضد كوستاريكا وشارك دوجلاس كوستا في بداية الشوط الثاني وبث الرعب في الناحية اليسرى لدفاع المنافس بسرعته ومهارته وشارك روبرتو فيرمينو - صاحب الحضور الأكثر شراسة من زميله جابرييل جيسوس – في الوقت المناسب.
وبالإضافة إلى كوتينيو كان هناك تغيير وتحرك دائم فمشاهدته باستاد سان بطرسبرج وهو يركض ويمرر ويستحوذ على الكرة بتوازن خارق للطبيعية يجعلك تفكر في أن الكرة هي جزء من أصبع قدمه الكبير وهي اللحظة التي تكتشف فيها أن مودريتش فقط من بين لاعبي الوسط الحاليين الذي يلعب بهذه الموهبة والسهولة. اللاعبون الذين يمثلون كل شيء في كرة القدم ويكتشفون الزاويا ولديهم الحيوية في كل تحرك.
ولو شاهد أحد الفضائيين المباراة لاكتشف بعد نصف الوقت أن نعم هذا اللاعب البرازيلي هو أكثر لاعبي الوسط الموهبين الذين يمكن مشاهدتهم لكن هذا يتركك تتساءل لماذا لا يسدد الركلات الثابتة.
لكن مرة أخرى الأمر يتعلق بنجومية أبرز لاعبي المنافس فجرانيت تشاكا لاعب سويسرا أطلق تصريحات على غرار الألعاب الذهنية قبل المواجهة ضد البرازيل في المباراة الأولى.
وتذكر تشاكا – الذي من الواضح أنه غير معجب بنيمار – مباراة في كأس العالم للناشئين ضد البرازيل فنيمار كان نجم المنتخب أيضا ويستطيع ركض مسافة الملعب لكن دون حتى إزعاج ندى الصباح.
لكنه كان كوتينيو هو من أزعج لاعبي سويسرا الشبان بسيطرته في كل جزء من المباراة.
وكل هذا الأداء الشامل من التسديد والتمرير والركض وصناعة الفرص وتغطية المساحات بهذه البراعة تمثل كفاءة كوتينيو الفريدة.
وبنهاية مباراة كوستاريكا كان ركض أكثر من أي لاعب برازيلي اخر بدون كرة وانطلاقات أكثر من زملائه وجاء في المركز 13 من بين 484 لاعبا شاركوا في المباريات في روسيا 2018 من حيث المسافة التي ركضها كل منهم.
ووسط كل ذلك هناك بالطبع لحظات من اللمحات المثيرة مثل تلك التمريرة المذهلة التي وضع بها نيمار في مواجهة المرمى في الشوط الأول ضد كوستاريكا أو التسديدة بطريقته المعتادة التي هز بها شباك سويسرا والتي تبدو فيها الكرة كأنها في طريقها لخارج الملعب قبل أن تستقر في الشباك.
وتعد براعة كوتينيو مهمة في خط وسط البرازيل إذ يلعب بجوار باولينيو وكاسيميرو اللذين يعتمدان أكثر على القوة البدنية ومن المهم أيضا الإشارة إلى أن وجود نيمار أمامه بإمكاناته وقدرته على مراوغة لاعبي كوستاريكا وصنع مساحات للاخرين ساعدت كوتينيو على التألق.
وهذه هي الفائدة الثانوية من وجود نجم اخر في الهجوم فهو لاعب اخر بعيد عن الأنظار قادر على التألق وهو الأمر الذي افتقرت إليه الارجنتين بشكل واضح في كأس العالم حتى الآن.
وبعد ذلك سيكون هناك الكثير من التضييق على فريق المدرب تيتي لكن بعد قطع خطوتين من السبع المطلوبة نحو حصد اللقب فاللاعب البارز في الوسط يحكم قبضته ويقود المنتخب بشكل رائع.


مقالات ذات صلة

المسحل: لن نتعذر بالتحكيم «رغم أخطائه» وثقتنا في الصادق مستمرة

رياضة سعودية المسحل قال إن التحكيم الآسيوي ارتكب بعض الأخطاء ضد الأخضر (تصوير: عدنان مهدلي)

المسحل: لن نتعذر بالتحكيم «رغم أخطائه» وثقتنا في الصادق مستمرة

أكد ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، أن أخطاء الحكام أثّرت على مسيرة المنتخب السعودي في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026.

خالد العوني (بريدة)
رياضة سعودية ياسر المسحل خلال تكريمه ماجد عبد الله الفائز بجائزة من جوائز المسؤولية الاجتماعية (الاتحاد السعودي)

ياسر المسحل: حظوظ المنتخب السعودي لا تزال قائمة في بلوغ كأس العالم 2026

قال ياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم إن حظوظ الأخضر في نيل البطاقة المباشرة لنهائيات كأس العالم 2026 لا تزال قائمة، موضحاً أن الثقة حاضرة في اللاعبين

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية فابيو ليما (رويترز)

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

تحوّل فابيو ليما البرازيلي المولد رمزاً لحملة الإمارات لما يمكن أن يكون صعودها لكأس العالم لكرة القدم بعد غياب 36 عاماً، بتسجيله 4 أهداف بالفوز الساحق على قطر.

«الشرق الأوسط» (دبي)
رياضة عربية سون هيونغ مين (أ.ف.ب)

سون قائد كوريا الجنوبية: علينا التعلم من منتخب فلسطين

أشاد سون هيونغ مين، قائد كوريا الجنوبية، بصلابة الفريق الفلسطيني، بعدما منح مهاجم توتنهام هوتسبير فريقه نقطة بالتعادل 1 - 1.

«الشرق الأوسط» (عمان)
رياضة عالمية فرحة لاعبي الأرجنتين بهدف مارتينيز (أ.ف.ب)

تصفيات كأس العالم: الأرجنتين تبتعد في الصدارة... والبرازيل تتعثر بنقطة الأوروغواي

قاد المهاجم لاوتارو مارتينيز المنتخب الأرجنتيني إلى الفوز على ضيفه البيروفي بهدف دون رد، الثلاثاء، في الجولة الـ12 من تصفيات أميركا الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (مونتيفيديو)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.