الانقلابيون يقطعون الإنترنت ويعرقلون النزوح في الساحل الغربي

بن دغر: الميليشيات رفضت كل مبادرات السلام... والحديدة أمام عهد جديد

TT

الانقلابيون يقطعون الإنترنت ويعرقلون النزوح في الساحل الغربي

إمعانا في مضاعفة معاناة سكان الحديدة ومناطق الساحل الغربي ومحاولة الاستثمار في الورقة الإنسانية، منعت الميليشيات الحوثية عمليات النزوح باتجاه المناطق اليمنية المحررة، كما أقدمت على قطع خدمات الإنترنت عبر شركات الهاتف المحمول في معظم مناطق الساحل الغربي.
جاء ذلك، في وقت أكد رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر، أن الميليشيات الانقلابية رفضت كل مساعي السلام، وأن الحديدة وعموم مناطق الساحل الغربي على موعد مع عهد جديد بعد طرد مسلحي الميليشيات ووأد مشروعهم الطائفي العنصري المدعوم إيرانيا.
وتزامنت تصريحات بن دغر، مع استمرار التحركات الإنسانية المحلية والإقليمية إلى جانب الإجراءات الحكومية، الرامية إلى التخفيف من الأضرار التي لحقت بالمناطق المحررة جنوب الحديدة، على كافة المستويات، وكذلك تقديم الدعم الإغاثي اللازم والتأهب لمجابهة أي تداعيات تنجم عن العمليات العسكرية المرتقب استئنافها لتحرير الحديدة واستعادة مينائها من قبضة الميليشيات.
وأفاد شهود من نازحي الحديدة لـ«الشرق الأوسط» بأن الجماعة الحوثية، منعت أمس لليوم الثاني على التوالي النزوح نحو المناطق الخاضعة للشرعية، وأجبرت المئات منهم على العودة أدراجهم تجاه المناطق الخاضعة للجماعة.
وأكد الشهود أن عشرات الأسر النازحة منعتها الميليشيات من النزوح نحو عدن عبر الطرق القادمة من تعز، وطلبت منهم النزوح نحو صنعاء أو إب أو ذمار، حيث تخطط الميليشيات لإقامة مخيمات للنازحين، من أجل استقطابهم وحضهم على القتال في صفوفها مقابل ما ستقدمه لهم الجماعة من المساعدات الغذائية المقدمة عبر المنظمات الدولية. وبحسب مراقبين حقوقيين وناشطين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط»، فإن الجماعة الحوثية تسعى إلى المتاجرة بمعاناة النازحين لدى المنظمات الدولية في سياق جهودها الرامية إلى وقف العمليات العسكرية التي تقودها القوات الحكومية بإسناد من تحالف دعم الشرعية لتحرير الحديدة والسيطرة على مينائها.
وكان عناصر الجماعة تسببوا في قطع المياه عن معظم أحياء مدينة الحديدة، جراء حفرهم للخنادق العشوائية، كما كثفوا من أعمال القمع وأقدموا على قطع الشوارع الرئيسية والطرق المؤدية نحو الميناء، بالحواجز الإسمنتية والترابية في سياق استعداداتها القتالية لمواجهة القوات الحكومية.
وفي إجراء قمعي جديد، أفاد السكان في أغلب مديريات الحديدة، بأن الميليشيات أمرت بقطع خدمة الإنترنت المقدمة عبر شركات الهاتف المحمول، في سياق سعيها لتسخير الخدمة التي تسيطر عليها مركزيا من صنعاء من أجل أعمالها العسكرية، ومنع السكان من فضح جرائم الجماعة وتزويد القوات الحكومية بتحركات الميليشيات وتعزيزاتهم في مناطق الساحل الغربي.
وذكرت المصادر أن الأمر الحوثي، يمهد في الأيام المقبلة لقطع الاتصالات نهائيا عن مناطق الحديدة، بما في ذلك، قطع الاتصال عبر الهواتف المنزلية وتعطيل خدمات الإنترنت. وبحسب ما أكده السكان توقفت منذ وقت مبكر من يوم أمس خدمة الإنترنت عبر شركات الهاتف المحمول في مديريات، الحوك والحالي واللحية والصليف وباجل والتحيتا وزبيد وبيت الفقيه والدريهمي والخوخة وجبل راس والجراحي والمنيرة وكمران، والزيدية والقناوص وبرع.
في غصون ذلك، ناقش رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر أمس في عدن، مع محافظ محافظة الحديدة الدكتور الحسن طاهر ووكيل أول المحافظة وليد القدمي الأوضاع الأمنية والعسكرية والخدمية في المحافظة وخاصة المديريات التي تم تحريرها من الميليشيات الحوثية واحتياجات المحافظة من المشاريع الخدمية خلال الفترة القادمة.
وذكرت المصادر الرسمية أن بن دغر استمع إلى «شرح مفصل من محافظ المحافظة، عن الأضرار التي تعرضت لها من قبل الميليشيات الحوثية» ونقلت عنه تأكيده أن «الحديدة وإقليم تهامة أمام عهد ومستقبل جديد بعد التخلص من الحكم الإمامي الكهنوتي البغيض الذي بني على الجهل والتخلف والفوضى». وأشار رئيس الحكومة اليمنية إلى أن تحرير محافظة الحديدة وكل الأرضي اليمنية من مشروع الحوثي الطائفي المدعوم من إيران سيكون بداية العهد الجديد لبناء اليمن الحديث القائم على العدل والمساواة والضامن للتقاسم العادل في الثروة والسلطة وذلك بتأسيس الدولة الاتحادية التي اتفق عليها اليمنيون في مخرجات الحوار الوطني. وشدد بن دغر، على ضرورة إيجاد أماكن إيواء لاستقبال النازحين مجهزة بكافة الخدمات ووجه بسرعة تنفيذ التوجيهات الرئاسية بصرف رواتب الموظفين في المديريات المحررة لمحافظة الحديدة وكذلك رواتب النازحين منهم.
كما استقبل بن دغر، أمس في قصر المعاشيق بالعاصمة المؤقتة عدن، وكيلة أمين عام الأمم المتحدة، الرئيسة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) هِنرييتا فورر، وأشاد بالدعم الذي تقدمه المنظمة في مجالات الصحة والتعليم والنظافة والعمل الإنساني والإغاثي وتقديم الرعاية للأطفال.
وأكد رئيس الوزراء اليمني أن الحكومة قدمت التسهيلات والدعم لكافة المنظمات الدولية من أجل إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى جميع محافظات الجمهورية دون استثناء... لافتاً إلى أن الميليشيات الحوثية أعاقت وصولها وقامت بمصادرة كثير منها وتحويلها لصالح مجهودها الحربي. وجدد بن دغر دعوته لمنظمة «يونيسيف» لتوسيع أنشطتها في العاصمة المؤقتة عدن وعواصم الأقاليم وإنهاء المركزية واعتماد مبدأ اللامركزية في المساعدات الإنسانية لضمان وصولها لجميع المحتاجين في مختلف المحافظات.
ونقلت وكالة «سبأ» عن رئيس الحكومة اليمنية قوله «إن نهاية المعاناة الحقيقية في بلاده لن تأتي إلا بتحقيق السلام العادل والشامل وذلك من خلال الالتزام التام بالمرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216».
وقال بن دغر: «إن الميليشيات الحوثية رفضت كل مبادرات السلام ومستمرة في حربها الدامية على الشعب الذي يرفض مشروعها الطائفي العنصري السلالي المدعوم من إيران»، مشيرا إلى أن الحوثيين رفضوا توريد الإيرادات إلى البنك المركزي وفروعه لكي تقوم الحكومة بواجبها الوطني بتسليم المرتبات وواصلوا نهب الإيرادات المركزية كما نهبوا الاحتياط النقدي الأجنبي.
وفي سياق الجهود لإغاثة الساحل الغربي والتخفيف من آثار العمليات العسكرية، وقعت وزارة الصحة اليمنية أمس في عدن، اتفاقية تفاهم مع منظمة أطباء بلا حدود الفرنسية، تهدف إلى دعم أقسام الطوارئ والعمليات في المخا بالساحل الغربي وتقديم الرعاية الصحية والإغاثة الإنسانية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».