بالفيديو... مظاهرات وسط طهران ضد تدهور الوضع الاقتصادي

الشرطة قطعت الطريق على مقر البرلمان * شعارات تندد بسياسة التدخلات الإقليمية الإيرانية

مقاطع مصورة تظهر تدفق المتظاهرين من وسط أسواق طهران باتجاه البرلمان الإيراني (ایلنا)
مقاطع مصورة تظهر تدفق المتظاهرين من وسط أسواق طهران باتجاه البرلمان الإيراني (ایلنا)
TT

بالفيديو... مظاهرات وسط طهران ضد تدهور الوضع الاقتصادي

مقاطع مصورة تظهر تدفق المتظاهرين من وسط أسواق طهران باتجاه البرلمان الإيراني (ایلنا)
مقاطع مصورة تظهر تدفق المتظاهرين من وسط أسواق طهران باتجاه البرلمان الإيراني (ایلنا)
أطلقت قوات مكافحة الشغب الايرانية الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في محيط البرلمان الإيراني في محاولة لمنع التجمهر. فيما أظهرت مقاطع تداولها ناشطون تدفق مئات الآلاف من المتظاهرين من مختلف مناطق طهران إلى مقر البرلمان الإيراني في منطقة بهارستان وسط طهران. وتناقل شهود عيان معلومات عن مواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة في مختلف مناطق العاصمة الإيرانية.
وكانت الاحتجاجات قد بدأت، أمس، بعدما واصلت العملة الإيرانية الانهيار أمام الدولار الذي تخطى 9 آلاف تومان في السوق الإيرانية، بينما يشير السعر الحكومي إلى 4200 تومان.
وردد المتظاهرون هتافات تندد بالسياسات الاقتصادية للحكومة الإيرانية، فيما أظهرت مقاطع أخرى ترديد شعارات تندد بسياسات طهران في التدخلات الإقليمية. كما ردد المتظاهرون هتافات تطالب بانضمام الإيرانيين للاحتجاجات، إضافةً إلى دعوات للشرطة بتجنب استخدام العنف ضد المتظاهرين.
وكانت وسائل إعلام تابعة لـ«الحرس الثوري» قد وصفت في تقاريرها الأولية الاحتجاجات بـ«السلمية». ولم يصدر بعد تعليق من الحكومة الإيرانية.
واتسعت الإضرابات صباح اليوم بإغلاق أجزاء كبيرة من بازار طهران بعد إطلاق شرارة الإضرابات في مركز سوق الإلكترونيات بشارع جمهوري وسط طهران.
وأفادت مصادر إعلامية بأن مدن شهريار وكرج وعبادان وجزيرة قسم وبندر عباس ومشهد والأحواز شهدت إضرابات مشابهة لسوق طهران.
على صعيد متصل، تداول ناشطون مقاطع مصورة تظهر تدفق المتظاهرين من وسط أسواق طهران باتجاه البرلمان الإيراني.

وردد المتظاهرون شعارات تندد بسوء الأوضاع الاقتصادية وارتفاع أسعار الدولار، فضلاً عن إنفاق النظام على التدخلات الخارجیة.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الشرطة تحاول قطع الطرق المؤدية إلى محيط البرلمان الإيراني.

وأفاد تقرير وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، بأن الاحتجاجات بدأت صباح اليوم ضد تدهور السوق وارتفاع العملة، ما أدى إلى تراجع المبيعات.
ووصفت وكالة «الحرس الثوري» المظاهرات التي شهدها وسط العاصمة بـ«السلمية»، وشددت على أن «الوضع تحت سيطرة قوات الشرطة».



تقارير في تل أبيب: خطة جاهزة مع فريق ترمب لإسقاط نظام طهران

ترمب خلال لقائه مع الجمهوريين بمجلس النواب في 13 نوفمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال لقائه مع الجمهوريين بمجلس النواب في 13 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

تقارير في تل أبيب: خطة جاهزة مع فريق ترمب لإسقاط نظام طهران

ترمب خلال لقائه مع الجمهوريين بمجلس النواب في 13 نوفمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال لقائه مع الجمهوريين بمجلس النواب في 13 نوفمبر 2024 (رويترز)

فيما يترقب المجتمع الدولي دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وتكثر المراهنات حول طريقة معالجته الملفات الدولية الكثيرة المتراكمة، تنتشر تقارير في تل أبيب عن عدة خطط تم إعدادها خلال الشهور الماضية لدى أعضاء فريقه، بمشاركة جهات إسرائيلية، وبينها خطة لإسقاط النظام في إيران.

وكشفت صحيفة اليمين الإسرائيلي الحاكم «يسرائيل هيوم»، أن هذه الخطط تعبر عن الشراكة في المصالح بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وأشارت إلى التعيينات التي قام بها ترمب لفريق عمله القادم، كبرهان على هذا الاتجاه. وقالت الصحيفة إن طهران تدرك ما يدور في هذا المسار، لذلك أوقفت عملية «الوعد الصادق 3» التي كانت قد أعدّتها للردّ على الهجوم الإسرائيلي الكبير في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

كما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر أميركية قولها إن «هناك نقاشاً حذراً يتنامى في القيادة الإيرانية حول ما إذا يجب التنازل ومحاولة بلورة اتفاق نووي جديد مع الإدارة الأميركية الجديدة أو مواصلة السير على الحافة، حتى الإعلان عن انعطاف في تحقيق قدرة نووية كاملة».

«بشرى غير مفرحة»

مقاتلة إسرائيلية تغادر للمشاركة في الهجوم على إيران في 26 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)

وقال محرر الشؤون العربية في صحيفة «هآرتس»: «إن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان احتفل هذا الأسبوع بمرور 100 يوم على توليه منصبه، والبشرى غير مفرحة. فسعر الريال الإيراني انخفض في هذه الفترة 20 في المائة، وأسعار السلع الأساسية، الكهرباء والمياه والمواصلات، ارتفعت بنسبة 25 – 70 في المائة، وتم إعدام أكثر من 440 شخصاً، تقريباً ضعف العدد في فترة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي».

وأضاف: «في القريب يتوقع حدوث أمور صعبة، حيث إن مشروع الميزانية للسنة المقبلة يتضمن تخفيضاً عميقاً في ميزانية الرفاه وخطة لرفع أسعار الوقود 40 في المائة، الأمر الذي سيزيد الخوف من حدوث احتجاجات عامة مثل سابقتها في 2019 التي قتل فيها نحو 1500 شخص. وفي المقابل، سترتفع ميزانية قوات الأمن و(حرس الثورة) بنسبة 200 في المائة مقارنة بالسنة الماضية».

خلية مناهضة لإيران

وأمام «التهديد الأميركي»، الذي جاء التعبير عنه على شاكلة خلية النحل المناهضة لإيران، التي يلف ترمب نفسه بها، تحاول إيران بناء منظومة دفاع سياسية وإقليمية ودولية لنفسها. وأكدت مصادر إعلامية في إسرائيل ما نشر من أنباء عن الاتصالات بين طهران والإدارة الأميركية الحالية، عبر بغداد، تم إطلاع فريق ترمب عليها، وتتضمن تفاهمات أولية في عدة مجالات، بينها تعهد إيران من الآن فصاعداً بألا تهدد الميليشيات الشيعية التابعة لأميركا في العراق، ولن تضرب الأهداف الأميركية والإسرائيلية. في المقابل، يقوم العراق بتجريد قوات المتمردين الإيرانيين الأكراد من السلاح، الذين يعملون في أراضيه ضد إيران.

وقالت مصادر إن طهران تريد العودة إلى تصريحات ترمب في 2019، بعد سنة على الانسحاب من الاتفاق النووي، عندما أعلن أن «كل ما يجب فعله هو الاتصال والجلوس معي، وعندها يمكننا عقد صفقة نزيهة. نحن بالإجمال لا نريد أن يكون لديهم سلاح نووي. ما نطلبه ليس كثيراً، نحن سنساعدهم على العودة إلى وضع ممتاز».

وفي حينه، كان التصريح بالغ الأهمية لأنه جاء مخالفاً لتوجهات كبار المسؤولين في فريقه، الذين عدّوه تغييراً استراتيجياً مخالفاً لموقف وزير الخارجية حينها مايك بومبيو، الذي حدّد لطهران 12 طلباً لتصبح جزءاً من اتفاق نووي جديد، بينها: المطالبة بتوقف تخصيب اليورانيوم بأي مستوى وأي كمية، ووقف إنتاج الصواريخ الباليستية التي يمكن أن تحمل رأساً نووياً متفجراً، والتوقف عن دعم حركة «حماس» و«حزب الله» و«الجهاد الإسلامي»، وسحب كل قوات إيران والقوات التي تؤيد إيران من سوريا، ووقف مساعدة المتمردين الحوثيين في اليمن.

ترمب يعرض مذكرة وقّعها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب)

تساؤلات في طهران

ويتساءل المسؤولون في طهران حول ما إذا كان من المهم معرفة نوايا ترمب الحالية؛ هل هو نفسه الذي انسحب من الاتفاق النووي أم الذي يطمح إلى عقد «صفقة نزيهة»؟ وهل سيعيد إلى الحياة وثيقة بومبيو الذي أبعده الآن عن محيطه، أم أنه سيكتفي بإنجاز في المجال النووي؟

ويقول بعض المحللين إن الافتراض بأن إسرائيل ستحصل على ضوء أخضر من أميركا لمهاجمة المنشآت النووية في إيران ما زال يحتاج إلى دليل. وإذا حكمنا على الأمور حسب سياسته في ولايته الأولى، فإن حرباً شاملة في الشرق الأوسط، التي ستجرّ الولايات المتحدة إلى التدخل المباشر، ليست بالضبط ما تطمح إليه واشنطن، وأيضاً هذا ليس ما تطمح إليه إيران. ويشير هؤلاء إلى أن نتنياهو قد يستفيد من عودة صديقه ترمب إلى البيت الأبيض، لكنه في المقابل مضغوط من التحقيقات ضد رجال مكتبه، ويقوم بإلقاء خطابات على الوزراء بشأن واجب منع كارثة ثانية على اليهود وعن الحاجة إلى الاستعداد لإمكانية مهاجمة المنشآت النووية.

ورغم النجاح الواضح في المسّ بمنظومات الدفاع الجوي الإيرانية، فإن خبراء أجانب يشككون بدرجة كبيرة في قدرة إسرائيل على تدمير كل المنشآت النووية الموجودة تحت الأرض من دون أن تكون في إطار هجوم منسق مع الولايات المتحدة. وهذه قضايا طُرحت في السابق في المحادثات الهاتفية بين نتنياهو وترمب منذ الانتخابات، وفي بعثة الوزير المقرب جداً منه رون ديرمر للولايات المتحدة.