ميلادينوف يهاجم «حماس» ويدعو لعودة السلطة... والحركة تهمه بالانحياز

نتنياهو: موفدا ترمب يدعمان إجراءاتنا في قطاع غزة

فتاتان تلعبان قرب خيمة على شاطئ غزة (أ.ب)
فتاتان تلعبان قرب خيمة على شاطئ غزة (أ.ب)
TT

ميلادينوف يهاجم «حماس» ويدعو لعودة السلطة... والحركة تهمه بالانحياز

فتاتان تلعبان قرب خيمة على شاطئ غزة (أ.ب)
فتاتان تلعبان قرب خيمة على شاطئ غزة (أ.ب)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن جاريد كوشنير مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومبعوثه لعملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، يدعمان الإجراءات الإسرائيلية على الحدود على قطاع غزة.
وأضاف نتنياهو في جلسة الحكومة الأسبوعية، بحسب بيان صدر عن مكتبه: «اجتمعتُ بهما (السبت) للمرة الثانية، وتحدثنا عن العملية السياسية والقضايا الإقليمية، وركزنا بشكل خاص على الأوضاع في قطاع غزة».
وأكد نتنياهو أنهم تباحثوا بشأن دعم السكان في قطاع غزة، دون أن يشكل ذلك دعماً لحماس أو يقويها، وقال: «كان هناك دعم مطلق لمواقفنا، وللإجراءات التي نتخذها من أجل ضمان أمن دولة إسرائيل ومواطنيها في البلدات (الإسرائيلية) المتاخمة لقطاع غزة».
وأضاف أن ممثلي الإدارة الأميركية أدلوا بهذه التصريحات على الملأ.
وجاءت تصريحات نتنياهو حول الدعم الأميركي للإجراءات العسكرية في غزة في وقت تحاول فيه الإدارة الأميركية جلب دعم مالي إنساني للقطاع، وهي الخطوة التي رفضتها السلطة الفلسطينية، متهمة الولايات المتحدة بمحاولة فرض حلول إنسانية بدل السياسية، وفصل القطاع عن الضفة.
واصطدمت الولايات المتحدة بموقف عربي متعلق بضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني أولاً، قبل أي دعم مالي للقطاع.
وأكدت مصادر فلسطينية أن السلطة أرسلت مسبقاً للدول العربية رفضها للتحرك الأميركي بشأن غزة لأنه سيعزز الانقسام، ويؤدي إلى فصل القطاع عن الضفة.
وقال المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، إنه حان الأوان للعمل على إعادة غزة إلى الحكومة الشرعية، واستعادة الوحدة بين غزة والضفة الغربية.
وحذر ميلادينوف من أن الوضع في القطاع خطير للغاية، مضيفاً: «إننا شاهدنا كيف تشتعل الأمور بسرعة إلى حافة الحرب».
وشكك ميلادينوف في إمكانية دعم أي جهات عربية أو دولية للقطاع من دون أن تكون السلطة هناك.
وجاء حديث ميلادينوف قبل يوم من جلسة ستعقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، ضمن مؤتمر «التعهدات المستمرة» للدول المانحة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، بهدف جمع ما تبقى من عجز مالي لـ«أونروا»، يبلغ نحو 250 مليون دولار.
وكان ميلادينوف قد قدم إفادة أمام جلسة مجلس الأمن الدولي الدورية، التي عقدت بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، حول القضية الفلسطينية، متحدثاً عن الوضع المعقد في غزة.
واتهم ميلادينوف قادة «حماس» بـ«التحريض على العنف»، وقال: «إن أعمال حركتي (حماس) و(الجهاد الإسلامي)، وغيرهما من الجماعات في غزة، لم تعرض حياة الإسرائيليين والفلسطينيين على السواء للخطر وحسب، بل كذلك الجهود الرامية إلى ضمان مستقبل للعيش في غزة».
وعقبت حركة «حماس» على تصريحات ميلادينوف متهمة إياه بالانحياز للاحتلال الإسرائيلي.
وقال الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم، في بيان: «للأسف الشديد، السيد ميلادينوف في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن، حول الأوضاع في غزة، كان منحازاً بشكل كامل للاحتلال، على حساب حق الشعب الفلسطيني وآلامه ومعاناته».
وأكد برهوم، في بيان بثه موقع الحركة الرسمي أمس، أن «منسق الأمم المتحدة جافى القانون الدولي في كثير مما ذكر حول الأوضاع في غزة، الذي يفترض أنه يمثله»، وأضاف: «إن القانون الدولي يمنح الشعوب المحتلة الحق في التظاهر، والتعبير عن رأيها، ومقاومة المحتل حتى تنال حريتها».
وشدد برهوم على أن «استمرار السيد ميلادينوف في هذا الموقف المنحاز للاحتلال، رغم جرائمه اليومية التي يمكن أن ترتقي لجرائم حرب أو لجرائم ضد الإنسانية، وفي مقدمتها الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 12 عاماً، لا يساعد في تأدية دوره المطلوب كمبعوث خاص للسلام في الشرق الأوسط».
وطالب برهوم ميلادينوف بمراجعة هذه المواقف، والعمل على إنصاف الشعب الفلسطيني وضحايا الاحتلال، والوقوف إلى جانبهم ودعمهم واحترام حقوقهم القانونية والمشروعة بدلاً من اصطناع الحيادية.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».