منتدى «أسبن» يبحث صعود القومية... ودورته المقبلة في مراكش

TT

منتدى «أسبن» يبحث صعود القومية... ودورته المقبلة في مراكش

تبدأ صباح اليوم في فيرساي، بضواحي العاصمة الفرنسية، أعمال الدورة الـ22 لمنتدى «أسبن مينيسترز فوروم»، الذي تترأسه مادلين أولبرايت وزيرة خارجية أميركا في عهد الرئيس بيل كلينتون.
وسيبحث المنتدى، الذي يستمر يومين، موضوع «الصعود العالمي للقومية الوطنية: وقائع وآفاق»، وسيعرف مشاركة عدد كبير من وزراء الخارجية السابقين من مختلف أنحاء العالم، ضمنهم محمد بن عيسى وزير خارجية المغرب الأسبق (1999 - 2007)، وهو وزير الخارجية العربي السابق الوحيد المشارك في هذه الدورة من المنتدى. وجرت العادة أن يشارك في المنتدى عمرو موسى وزير خارجية مصر الأسبق، ومروان المعشر وزير خارجية الأردن الأسبق.
ومن الأسماء المشاركة في المنتدى: هوبير فيدرين وزير خارجية فرنسا الأسبق، ولامبيرتو ديني وزير خارجية إيطاليا الأسبق، وماريا إيجينيا بريزويلا وزيرة خارجية السلفادور السابقة، وإريك ديريك وزير خارجية بلجيكا الأسبق، وإيهود باراك رئيس وزراء إسرائيل ووزير خارجيتها الأسبق، وجان إلياسون وزير خارجية السويد الأسبق، وألكسندر دونر وزير خارجية أستراليا الأسبق، ويوشكا فيشر وزير خارجية ألمانيا الأسبق، وتسيبي ليفني وزيرة خارجية إسرائيل السابقة، وجورج باباندريو رئيس الوزراء ووزير خارجية اليونان سابقاً.
وفي غضون ذلك، علمت «الشرق الأوسط» أن الدورة المقبلة لمنتدى «أسبن» ستلتئم بمراكش في بداية ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بتعاون مع «بوليسي سنتر أو سي بي»، التابع للمكتب الشريف للفوسفات في المغرب.
وسبق لمراكش أن احتضنت دورة سابقة لمنتدى أسبن يومي 7 و10 مارس (آذار) من عام 2013.
وسيبحث منتدى أسبن في فيرساي 6 محاور، هي: الصعود العالمي للقومية الوطنية، وترأسه الوزيرة السابقة أولبرايت، والقومية كظاهرة عالمية، ويرأسه ألكسندر دونر المدير التنفيذي للمدرسة الدولية للحكومة (كينغز كوليج بلندن). أما المحور الثالث، فهو بعنوان «نظرة ثاقبة للقومية في شرق وجنوب أوروبا»، ويرأسه دانيال ميتوف مدير البرنامج الأوروآسيوي في المعهد الوطني الديمقراطي الأميركي. ويبحث المحور الرابع موضوع «ثورة الطبقة الوسطى»، وترأسه تسيبي ليفني وزيرة خارجية إسرائيل السابقة، بينما يبحث المحور الخامس موضوع «هل الغرب في طريق التفكك؟»، ويرأسه مالكوم ريفكند وزير خارجية بريطانيا الأسبق. أما المحور السادس، فهو حول «الهجوم على الحقيقة والتعقل: عدم اعتبار قيمنا تنويرية»، ويرأس الجلسة مارينا كلوجراند، رئيسة اللجنة العالمية للاستقرار في الفضاء الرقمي.
وسينظم اليوم وغداً غذاء عمل، يتم خلاله بحث موضوع «اللاجئون وأزمة الهجرة»، برئاسة لويد أكسورثي رئيس مجلس اللجوء الدولي. أما الثاني، فيتعلق بموضوع «حالة النظام العالمي، والطريق إلى الأمام»، الذي سيقدمه إيهود باراك.
وتجدر الإشارة إلى أن أعمال المنتدى تعقد على شكل ندوات مغلقة.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».