هل تسبب إردوغان في انقسام داخل صفوف الماكينات الألمانية؟

أوزيل وغوندوغان جلسا على مقاعد البدلاء في لقاء السويد والأخير شارك بعد خروج أحد زملاءه مصابا (رويترز)
أوزيل وغوندوغان جلسا على مقاعد البدلاء في لقاء السويد والأخير شارك بعد خروج أحد زملاءه مصابا (رويترز)
TT

هل تسبب إردوغان في انقسام داخل صفوف الماكينات الألمانية؟

أوزيل وغوندوغان جلسا على مقاعد البدلاء في لقاء السويد والأخير شارك بعد خروج أحد زملاءه مصابا (رويترز)
أوزيل وغوندوغان جلسا على مقاعد البدلاء في لقاء السويد والأخير شارك بعد خروج أحد زملاءه مصابا (رويترز)

في أكتوبر تشرين الأول 2010 توجهت أنجيلا ميركل إلى غرفة المنتخب بعد الفوز 3-صفر على تركيا وتم التقاط صور للمستشارة الالمانية وهي تصافح مسعود أوزيل لاعب المنتخب الألماني التركي الأصل مما أثار جدلا كبيرا.

وأبدى تيو تسافنتسيجر رئيس الالماني لكرة القدم في ذلك الوقت "غضبه" وقال "الأجواء بعد المباراة لم تكن مثالية".

ومع وضع مشاكل الاندماج الاجتماعي في المقدمة تم اتهام ميركل باستغلال المنتخب وأوزيل لمكاسب سياسية واضطرت لتصفية الأجواء مع تسافنتسيجر.

وفي الشهر الماضي زار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لندن والتقطت له بعض الصور مع أوزيل ولاعب ألماني آخر تركي الأصل هو إيلكاي غندوغان وقدما له قميصين موقعين منهما وكتب غندوغان على قميصه "إلى رئيسي مع كامل الاحترام".

وأدى ذلك إلى حالة من الغضب في ألمانيا وقبل المواجهة المصيرية ضد السويد في كأس العالم لكرة القدم والتي انتهت بفوز ألمانيا بشق الأنفس بعد غياب أوزيل عن التشكيل.

وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم ميركل إن الأمر "طرح تساؤلات وأدى إلى سوء فهم" وهذه التساؤلات أصابت أساس المناقشات حول ازدواج الجنسية والهوية القومية في ألمانيا.

وبالنسبة للعديد من الألمان فإردوغان ليس من الشخصيات التي يجب التعامل معها ووصفه منتقدوه بأنه ديكتاتور فشل في حماية حقوق المرأة والانسان وحرية التعبير وحاول تغيير طبيعية تركيا العلمانية وتم الإلقاء بالصحفيين الذين وقفوا ضده في السجن.

وقال راينهارد جريندل رئيس الاتحاد الالماني "كرة القدم والاتحاد الالماني يقفان مع القيم التي لا يمثلها السيد اردوغان" ويعتقد أنه لم يكن "أمرا جيدا" أن يلتقط اوزيل و غندوغان الصور معه.

ودعا إردوغان لانتخابات عامة واستخدمت الصور مع أوزيل وغندوغان في إطار الدعاية ويحق لنحو 1.2 مليون تركي في المانيا التصويت في الانتخابات ومُنع الرئيس التركي من إطلاق الدعاية في المانيا.

أما اوزيل صانع اللعب الحزين فلم تكن في نيته أن يكون واجهة سياسية لكن أينما كان اللوم ظهر اسمه سريعا لو تحدث الفرنسي بول بوجبا عن أنه أكثر لاعبي كرة القدم في العالم تعرضا للانتقادات فاوزيل ربما ينافسه في المركز الثاني.

وربما كان من الصعب على غندوغان ألا يقبل دعوة اردوغان وسواء كان رفض أو قبل الدعوة فسيكون تحت طائلة الانتقادات من الطرفين.

وفضل اوزيل الصمت عن الواقعة لكن غندوغان قال إنه مقابلة اردوغان كانت كنوع من الاحترام والأدب وشدد على "احترم القيم الالمانية بنسبة 100%" لكن هذا لم يجعل الكثيرون يشعرون أنه ارتكب هو واوزيل خطأ هائلا وأنهما قللا من عواقب تصرفهما.

ولم تكن مفاجأة أن يتدخل الحزب اليميني القومي "البديل من أجل المانيا" في الأمر وطالب باستبعاد اوزيل وغندوغان من قائمة المنتخب وجدد دعوته مرة أخرى يوم الثلاثاء بعد يومين من هزيمة ألمانيا أمام المكسيك.

لكن فريق المدرب لويف لم يخسر أمام المكسيك بسبب ما حدث مع إردوغان بل لأن المكسيك تفوقت عليه في السرعة وعدم وجود تغطية في الدفاع حيث كان المنافس أكثر حيوية وأفضل خططيا والشعور أن أداء التشكيلة الحالية بدأ في التراجع.

ويقدم هذا مثالا على الأجواء المحيطة بالمنتخب وهي الانقسام وعدم الثقة وتوقع الكوارث.

ودخل لويف والمانيا في أزمة سيطرت عليه أحكام متعجلة وتدقيق لا يرحم وقالت مجلة شبورت بيلد إن هناك انقساما داخل المنتخب أحدهما ما وصفته "جماعة" تضم اوزيل وسامي خضيرة وجيروم بواتنج ويوليان دراكسلر والأخرى بقيادة المجموعة البافارية المكونة من مانويل نوير وماتز هوملز وتوماس مولر وتوني كروز.

ووفقا للتقارير الصحفية أن مجموعة اوزيل تشعر أن المجموعة البافارية كان يمكنها الضغط بشكل أكبر على لويف لضم ليروي ساني الذي استبعد بشكل مفاجئ من القائمة.

وقال لويف إن استبعاد ساني كان لأسباب خططية فهو يأتي في الاختيار خلف دراكسلر وماركو رويس وكان يمكن ألا يلعب سوى لمدة 20 دقيقة هنا أو هناك.

لكن لويف تساءل هل كان ساني على استعداد للتضحية من أجل المنتخب أم أنه كان سيسبب إزعاجا كما أن قرار المدرب باستبعاد لاعب مانشستر سيتي لا يعبر عن قناعته فيما يتعلق بإدارة اللاعبين.

ويعتبر الولاء مبدأ أساسيا إذ يبحث لويف عن الحلول في اللقاءات المقبلة فقد نجح في الوصول إلى معادلة النجاح واستغلها جيدا وقال بطريقة واضحة إنه بينما ربما تشهد التشكيلة الأساسية بعض التعديلات فإنه لن يهدم ما صنعه بعد هزيمة واحدة.

وكان رد لويف متعجرفا في المؤتمر الصحفي قبل المباراة حيث بدأ كأنه تعرض لإهانة عند سؤاله عن هل اهتزت ثقته في أبرز لاعبيه بعد مباراة المكسيك الافتتاحية.

وقال "أرجوكم. بالطبع لا. الثقة الكبيرة في هذه المجموعة لن تدمر بسبب مباراة واحدة. لا يجب أن نحيط كل شيء بالشكوك".

وسئل مولر عن الانقسامات داخل الفريق واعترف أنه لم يستمتع "بالتركيبة الرائعة" في يورو 2012 عندما خسرت المانيا في الدور قبل النهائي ضد ايطاليا لكنه شدد على عدم وجود مشاكل.

ويعلم لويف أنه حان الوقت لتظهر المانيا مرونتها التي اشتهرت بها ضد المنافسين الذين يلجأون للدفاع وتقليل المساحات وكلما مر الوقت بدون أن تسجل المانيا ستصبح أكثر توترا.

وقال مولر "نحن بحاجة للاستعداد لتقديم أكثر من المتوقع. الضغط علينا".


مقالات ذات صلة

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)

غوتيريش: ارتفاع مستوى البحار يهدد باختفاء بلدان

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (د.ب.أ)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (د.ب.أ)
TT

غوتيريش: ارتفاع مستوى البحار يهدد باختفاء بلدان

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (د.ب.أ)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (د.ب.أ)

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، الثلاثاء، من خطر حدوث نزوح جماعي ينجم عن ارتفاع منسوب مياه المحيطات بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض، داعياً إلى «سد ثغرات» القانون الدولي، وخصوصاً بالنسبة للاجئين.
وقال أنطونيو غوتيريش أمام مجلس الأمن إن «الخطر حاد بالنسبة لنحو 900 مليون شخص يعيشون في مناطق ساحلية منخفضة - واحد من كل عشرة أشخاص على الأرض». وأضاف أن «مجتمعات تعيش في مناطق منخفضة وبلدان بأكملها يمكن أن تختفي إلى الأبد». ولفت إلى أننا «سنشهد هجرة جماعية لمجموعات سكانية بأكملها، على نحو غير مسبوق».
وفي حين أنّ بعض الدول الجزرية الصغيرة التي يسكنها عدد قليل من الناس معرّضة لخطر الاختفاء التام، يمتد تأثير ارتفاع مستويات سطح البحر وتوسّع المحيطات الناجم عن ذوبان الجليد بسبب ارتفاع درجات الحرارة، على نطاق أوسع.
وشدّد غوتيريش على أنه «مهما كان السيناريو، فإن دولًا مثل بنغلادش والصين والهند وهولندا كلها في خطر». وقال «ستعاني المدن الكبيرة في جميع القارات من تأثيرات حادة، مثل القاهرة ولاغوس ومابوتو وبانكوك ودكا وجاكرتا وبومباي وشنغهاي وكوبنهاغن ولندن ولوس أنجليس ونيويورك وبوينس آيريس وسانتياغو».
وأفاد خبراء المناخ في الأمم المتحدة بأن مستوى سطح البحر ارتفع بمقدار 15 إلى 25 سنتيمتراً بين عامي 1900 و2018، ومن المتوقع أن يرتفع 43 سنتمتراً أخرى بحلول العام 2100 إذا حال بلغ الاحترار العالمي درجتين مئويتين مقارنةً بعصر ما قبل الثورة الصناعية و84 سنتيمتراً إذا ارتفعت الحرارة في العالم 3 أو 4 درجات مئوية.
ويترافق ارتفاع منسوب المياه إلى جانب غمر مناطق معينة مع زيادة كبيرة في العواصف وأمواج تغرق أراضي، فتتلوث المياه والأرض بالملح، مما يجعل مناطق غير صالحة للسكن حتى قبل أن تغمرها المياه.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى «سد الثغرات في الأطر» القانونية القائمة على المستوى العالمي. وشدد على أنّ «ذلك يجب أن يشمل حق اللاجئين»، وأيضاً تقديم حلول لمستقبل الدول التي ستفقد أراضيها تمامًا.
كذلك اعتبر أنّ لمجلس الأمن «دورا أساسيا يؤديه» في «مواجهة التحديات الأمنية المدمرة التي يشكلها ارتفاع منسوب المياه»، مما يشكل موضوعاً خلافياً داخل المجلس.
وكانت روسيا قد استخدمت حق النقض (الفيتو) عام 2021 ضد قرار يقضي بإنشاء صلة بين الاحترار المناخي والأمن في العالم، وهو قرار أيدته غالبية أعضاء المجلس.