وزراء «التحالف» يبحثون استراتيجيات المواجهة مع إيران في اليمن

بمشاركة 13 دولة... والعواد شدد على التنسيق وتوحيد الخطاب وفضح جرائم الحوثيين

جانب من أحد اجتماعات وزراء التحالف (تصوير غازي مهدي)
جانب من أحد اجتماعات وزراء التحالف (تصوير غازي مهدي)
TT

وزراء «التحالف» يبحثون استراتيجيات المواجهة مع إيران في اليمن

جانب من أحد اجتماعات وزراء التحالف (تصوير غازي مهدي)
جانب من أحد اجتماعات وزراء التحالف (تصوير غازي مهدي)

بحث وزراء إعلام دول تحالف دعم الشرعية في اليمن خلال اجتماعهم الأول في جدة أمس، تطوير خطط إعلامية لدول التحالف لمواجهة التغلغل الإيراني في اليمن والمنطقة، وأوصوا بتحديد احتياجات الحكومة اليمنية الشرعية إعلامياً لمواجهة الآلة الإعلامية للحوثيين وإيران في المنطقة والعالم.
وشدد وزير الإعلام السعودي، الدكتور عواد العواد، في كلمة الافتتاح أمام نظرائه من 13 دولة حضروا اللقاء، أمس، على ضرورة مواجهة «الإعلام المضلل» من خلال تكثيف الجهود لفضح جرائم الميلشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، والتنسيق المشترك وتوحيد الخطاب الإعلامي بين دول التحالف.
ويهدف الاجتماع الأول، لوزراء دول تحالف دعم الشرعية، لتطوير خطط إعلامية واستراتيجيات لمواجهة التغلغل الإيراني في اليمن والمنطقة.
وقال العواد في كلمته إن جهود التحالف لا تقتصر على الجوانب العسكرية والسياسية والإنسانية، بل تتعداها إلى «الدعم الإعلامي بكل وسائله التقليدية والحديثة، وبمستوى عالٍ من الإتقان من حيث الجودة في المحتوى والالتزام بالمعايير المهنية العامة التي ترتكز على مواثيق الشرف الصحافي والإعلامي».
وتحدث الوزير السعودي في كلمته عمّا تقوم به وسائل الإعلام المعادية لدول التحالف والحكومة الشرعية في اليمن، من تزييف للحقائق واختلاق للقصص الكاذبة وترويج للشائعات، وبث معلومات مشوّشة، للتأثير على العقول والعواطف، والتشكيك في كل ما يتحقق للجيش اليمني وقوات التحالف من انتصارات على أرض المعركة وما تقوم به من مساعٍ دبلوماسية ناجحة وإنجازات في شتى المجالات.
وناقش الوزراء في جلسة مغلقة تطوير خطط إعلامية لدول التحالف، من خلال دراسة وتحديد السياسات الإعلامية الإيرانية، ودراسة آليات التعامل إعلامياً مع سياسات التغلغل الإيراني في اليمن والمنطقة، وتطوير حملات وخطط إعلامية لهذا التغلغل.
وأوصى الاجتماع بنشر بيانات المتحدث والقوات المشتركة في وكالات أنباء دول التحالف، وإذاعة المؤتمر الصحافي الأسبوعي في نشرات أخبار التلفزيون الرسمية لدول التحالف وتوحيد الرسائل الإعلامية، إضافة إلى ترتيب زيارات للإعلاميين من دول التحالف إلى اليمن والمناطق الحدودية وإجراء لقاءات مع قيادات التحالف من مختلف الدول.
كما أوصى برصد التجارب الناجحة في مجال مراكز البحث والدراسات المتخصصة في مجال محاربة التطرف والإرهاب ووضع آلية للاستفادة من نتائج دراسات مراكز البحث والدراسات المتخصصة في المجال ذاته.
من جهته، أكد معمر الإرياني وزير الإعلام اليمني، ضرورة أن يخرج الاجتماع باستراتيجية إعلامية موحدة لمواجهة مشاريع إيران الطائفية في المنطقة، وتعزيز التعاون الإعلامي المشترك من أجل تعزيز دور المؤسسات الإعلامية اليمنية في مواجهة المشاريع الطائفية ومكافحة الإرهاب والتطرف وخلق وعي مجتمعي على المستويات كافة.
وبدوره، أشار سلطان الجابر وزير الدولة للإعلام في الإمارات، إلى عملية الحديدة، باعتبارها تشكل منعطفاً محورياً في الأزمة اليمنية، وأن استعادة الحكومة الشرعية لميناء الحديدة ستعزز فرص الوصول إلى حلٍ سلمي.
وفي كلمته، شدد محمد الجبري وزير الإعلام الكويتي على أهمية وضع خريطة طريق إعلامية لشرح أبعاد عملية تحرير مدينة الحديدة اليمنية الحيوية بموقعها الاستراتيجي وأهمية مينائها كأحد أهم المنافذ اليمنية التي سيشكل تحريرها إضافة جديدة يحققها تحالف دعم الشرعية في اليمن لضمان المساعدات الإنسانية والإسراع في إنجاح العملية السياسية والوصول إلى حل للنزاع القائم.
وثمّن علي الرميحي وزير شؤون الإعلام البحريني المشاريع والمساعدات الإغاثية والعلاجية والتنموية التي يقدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والمؤسسة الخيرية الملكية البحرينية والمؤسسات الخليجية والعربية، داعياً إلى وقفة عربية موحدة وفاعلة في مواجهة إيران وأذرعها الإرهابية وسياستها التوسعية الطائفية، وأنشطتها الإرهابية.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.