ترمب يمدد العقوبات على كوريا الشمالية

وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، الترسانة النووية الكورية الشمالية بأنها «تهديد استثنائي وغير عادي»، مبرراً بذلك استمرار فرض عقوبات على بيونغ يانغ بعد عشرة أيام فقط من لقائه التاريخي مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون.
وذكر بيان رئاسي أرسل إلى الكونغرس الجمعة، وجاء بلهجة مختلفة تماماً من تلك التي تلت قمة سنغافورة، أن هذه الترسانة ستبقي العقوبات الاقتصادية الصارمة التي فرضها الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، على بيونغ يانغ، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وكتب ترمب الجمعة في البيان أن «وجود وخطر انتشار أسلحة يمكن أن تستخدم كمواد انشطارية في شبه الجزيرة الكورية، وأفعال حكومة كوريا الشمالية وسياساتها، ما زالت تشكّل تهديدا استثنائيا وغير عادي للأمن القومي وللسياسة الخارجية ولاقتصاد الولايات المتحدة». وأضاف الرئيس الأميركي: «سأواصل حالة الطوارئ القومية حيال كوريا الشمالية لعام واحد».
وكان ترمب وكيم تعهدا في قمتهما بـ«العمل باتجاه إخلاء كامل لشبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية»، وهي جملة قد لا تعني لكوريا الشمالية المطالب الأميركية من بيونغ يانع نزع ترسانتها النووي «بشكل كامل ويمكن التحقق منه ولا رجعة فيه». وقد أرجئت التفاصيل إلى مفاوضات لاحقة، لكن بعد عشرة أيام على القمة لم يتحقق أي تقدم لافت. على صعيد متصل، اتفقت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على تعليق برنامج التدريبات العسكرية المشتركة بينهما إلى أجل غير مسمى، لدعم المفاوضات مع كوريا الشمالية، كما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). وأشارت الناطقة باسم البنتاغون دانا وايت الجمعة، إلى ثلاث مناورات عسكرية كانت مقررة في الأشهر الثلاثة المقبلة، بينها «حارس الحرية» (فريدوم غارديان) التي كان يفترض أن تجرى في أغسطس (آب) المقبل وألغيت.
وقالت وايت إنه «لدعم تنفيذ النتائج التي تم التوصل إليها في قمة سنغافورة (...)، علق وزير الدفاع (الأميركي جيم) ماتيس تدريبات تم اختيارها». واتخذ القرار بعد اجتماع بين وزيري الدفاع والخارجية الأميركيين ماتيس ومايك بومبيو ورئيس أركان الجيوش الأميركية جو دانفورد ومستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جون بولتون.
وكان الجيشان الأميركي والكوري الجنوبي أكدا الثلاثاء تعليق كل التدريبات العسكرية في إطار مناورات «فريدوم غارديان». وكان يفترض أن يشارك 17 ألفا و500 جندي أميركي في هذه المناورات.
وتعهد الرئيس ترمب بعد قمته التاريخية مع الزعيم الكوري الشمالي التخلي عن المناورات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية، حيث ينتشر عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين المكلفين بالدفاع عنها في مواجهة التهديدات الكورية الشمالية.
وقالت وايت في بيان إن قرار الجمعة بتعليق المناورات يشمل «فريدوم غارديان» ومناورات تدريبية أخرى في إطار برنامج للتبادل مع البحرية لكورية كان يفترض أن تجري في الأشهر الثلاثة المقبلة»، من دون أن تضيف أي تفاصيل.
وأكدت الناطقة باسم وزارة الدفاع الأميركية «دعما للمفاوضات الدبلوماسية المقبلة التي يديرها الوزير بومبيو، ستصدر قرارات إضافية ستكون مرتبطة بالطريقة التي تواصل فيها جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية إجراء مفاوضات مثمرة وبنية حسنة».
على صعيد منفصل، توفي كيم جونغ - بيل مؤسس وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية التي تتمتع بنفوذ كبير ورئيس الوزراء الأسبق، أمس في سيول عن 92 عاما، كما أعلن سكرتيره.
وكان هذا المسؤول السابق شخصية مهمة في معسكر المحافظين في الطبقة السياسية الكورية الجنوبية. ومع الرئيسين السابقين كيم يونغ سام وكيم داي جونغ، كان يعتبر أحد رجال السياسة الأكثر نفوذا في سنوات 1980 - 1990 المعروفة باسم «عصر الثلاثة كيم»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. ومُنع هذا الثلاثي من النشاط السياسي من 1980 إلى 1987، أيام الديكتاتورية العسكرية لشون دو وان. لكن شون وتحت ضغط انتفاضة شعبية مؤيدة للديمقراطية أعاد الرجال الثلاثة إلى السلطة في 1987.
ودخل كيم جونغ بيل الساحة السياسية في 1961 بالتحاقه بالجنرال بارك شونغ هي، وانقلابه الناجح. وقد ساعد الجنرال بارك على فرض سيطرته على الحكم عبر إنشاء «وكالة الاستخبارات المركزية الكورية»، التي شاركت في قمع المعارضين، مرتكبة تجاوزات كثيرة.
وقاد كيم جونغ بيل أيضا المفاوضات السرية التي أدت في الستينيات إلى تطبيع العلاقات مع اليابان، القوة الاستعمارية السابقة، فتسبب بموجة احتجاجات في البلاد.
وقد عين رئيسا للوزراء إبان حكم بارك شونغ هي من 1971 إلى 1975، ومجددا من 1998 إلى 2000، إبان رئاسة كيم داي جونغ، الحائز جائزة نوبل للسلام في 2000 تقديرا لسياسته المسماة «شعاع الشمس»، وهي محاولة انفتاح وتهدئة للعلاقات مع كوريا الشمالية.