شددت وزارة الإعلام السعودية على رفضها القاطع للاتهامات التي وصفتها بغير المسؤولة والصادرة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بادعائه أن ما تعرف بـ«بي آوت كيو» تتخذ من السعودية مقراً لها. وجاء ذلك فيما جدد سعود القحطاني، المستشار بالديوان الملكي، التأكيد على أن الجهات السعودية تتخذ خطوات قانونية ضد شبكة قنوات «beIN SPORTS» القطرية بسبب «إقحام السياسة في الرياضة»، وأنها تقدمت بشكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بعد مباراة السعودية وروسيا في افتتاح كأس العالم.
وقالت وزارة الإعلام السعودية في بيان أصدرته أمس إنها «اطلعت على الاتهامات غير المسؤولة التي وردت في بيان صحافي صادر عن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، فيما يخص ما يعرف بـ(بي آوت كيو)، بعد ادعاء الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بغير حق أن (بي آوت كيو) يتخذ من السعودية مقراً له، وعليه، فإن وزارة الإعلام السعودية ترفض هذا الادعاء غير الصحيح جملة وتفصيلا».
وأوضحت وزارة الإعلام أن أجهزة الاستقبال الخاصة بـ«بي آوت كيو» متاحة في العديد من الدول، بما في ذلك قطر وشرقي أوروبا، وأنها تدرك ذلك، منوهة إلى أن البيان غير المسؤول الصادر عن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، يتنافى مع ما يحدث في السعودية، التي كافحت وما تزال تكافح من خلال وزارة التجارة والاستثمار في البلاد دون هوادة جميع أنشطة «بي آوت كيو».
واستشهد بيان وزارة الإعلام السعودي بالجهود المبذولة لوزارة التجارة والاستثمار بمصادرة الآلاف من أجهزة الاستقبال التي يمكن استخدامها في انتهاك حقوق الملكية الفكرية في السعودية، مضيفاً: «ما يؤكد أن الحكومة السعودية ملتزمة، وستظل كذلك، بحماية حقوق الملكية الفكرية داخل البلاد».
وأوضحت وزارة الإعلام أنها أحيطت علماً بأن «بي إن سبورت» - وهي شركة تابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية - هي مصدر هذا الادعاء الكاذب الذي أصدره الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
وبحسب البيان فإن السعودية حظرت بث قناة «الجزيرة» على أراضيها منذ شهر يونيو (حزيران) من العام الماضي، وتعتبر «الجزيرة» الذراع الإعلامي القطري الرئيسي لدعم الإرهاب والتحريض على انعدام الأمن وزعزعة الاستقرار في المنطقة، حيث توفر «الجزيرة» منصة إعلامية للإرهابيين لنشر رسائلهم الداعية للعنف والتطرف.
كما حظرت السعودية بث قنوات «بي إن سبورت» على أراضيها أيضاً للسبب ذاته، وقد تمثل رد فعل «الجزيرة» على هذا الحظر، في تصعيد حملتها الهادفة إلى تشويه سمعة السعودية.
وأشار البيان إلى أن «بي إن سبورت» لطالما استخدمت وتستخدم بثها أيضاً وسيلة لشن الهجوم المعادي للسعودية، إذ عززت من دعايتها المغرضة خلال كأس العالم المقامة حالياً في روسيا، «وهو أمر مثير للسخرية لأن كأس العالم يفترض فيه أن يكون إثباتاً لكيفية قدرة كرة القدم أن تجمع بين الدول في وئام».
وأضاف البيان: «خلال بطولة كأس العالم، شوهت (بي إن سبورت) سمعة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وأساءت للسعودية وجمهورها، وسيّست بطولة كأس العالم، في انتهاك لجميع القواعد ومدونات السلوك، ولهذه الأسباب، لن يتم بث الجزيرة وقناتها الفرعية (بي إن سبورت) في السعودية».
وحثت وزارة الإعلام السعودية وسائل الإعلام كافة على النظر إلى البيان الصحافي، وما تضمنه من مزاعم وادعاءات كاذبة، والذي أصدره الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، فضلاً عن الادعاءات الأخرى غير المثبتة، بعين الشك والريبة.
تجدر الإشارة إلى أن الجهات المسؤولة في السعودية ترصد جميع الاتهامات التي تُطلق ضد المملكة وستتخذ الإجراءات القانونية ضد من يثيرها أو يروج لها بما يحفظ حقوقها.
وكانت شبكة «بي إن سبورت» القطرية، قامت بتجاوزات عدة ضد المملكة والشعب السعودي، حيث أقحمت السياسة في الرياضة بشكل بشع، كما فعلت في أعقاب مباراة السعودية وروسيا في افتتاح كأس العالم.
ورغم عدم وجود أي إثباتات مطلقاً لمزاعم بث قنوات «بي آوت كيو» من السعودية، وكل ما تضمنه ادعاء بيان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ثبت أنه لا يعدو كونه ترديداً لأكاذيب «بي إن سبورت» القطرية.
وعلى الرغم من أن السعودية لا تتحكم في مؤسسة عربسات والتي تعد منظمة تابعة لجامعة الدول العربية، وقطر عضو فيها مع باقي دول الجامعة، فإن مزاعم قرصنة قنوات «بي آوت كيو» عبر المؤسسة، لم يستطع أحد إثباتها حتى الآن، وكل ما صدر هو اتهامات مرسلة غير مبنية على حقائق فنية.
يذكر أن السعودية تقوم بإجراءات صارمة للحد من القرصنة بكافة صورها، كما أنها تحترم مسألة حماية الحقوق الفكرية وتلتزم بالاتفاقيات الدولية في هذا الخصوص.
وما دامت المملكة قد حظرت بث قناة الجزيرة على أراضيها باعتبارها الذراع الإعلامي القطري لدعم الإرهاب والتحريض على انعدام الاستقرار في المنطقة، فمن الطبيعي حظر بث قنوات «بي إن سبورت» على أراضيها للسبب ذاته، وذلك لانتهاكها القوانين السعودية وعدم حصولها على التراخيص اللازمة للبث في السعودية.
في غضون ذلك، قال سعود القحطاني، المستشار بالديوان الملكي، في تصريحات خاصة لـCNN أمس، إن «القناة القطرية مارست تجاوزات هائلة ضد بلادي وضد الشعب السعودي». وقال القحطاني، إن الكرة في ملعب «فيفا» والاتحادات العالمية ومنظمي المسابقات الدولية، «فالاحتكار القطري أصبح كارثة لمتابعي كرة القدم، ونحن هنا نطالب بالتدخل لكسر الاحتكار الذي تقوم به (beIN SPORTS)؛ حتى لا تتفاقم مشكلات النقل التلفزيوني أكثر، كما نطالب بتفعيل المواثيق الأولمبية بعدم استغلال المنافسات الرياضية لتمرير أجندتها السياسية، حيث تسبب ذلك في غضب كبير بين المواطنين السعوديين وأشقائهم العرب الذين لم يرغبوا في أن يكون هناك ربط للخلافات السياسية في أروقة الرياضة؛ وهو ما أفضى إلى تبني مجموعة من المشاهير العرب مبادرة (سياسة بلا رياضة( ووصل عدد المصوتين في المبادرة نحو 115 ألف صوت حتى الآن».
وتابع القحطاني: لعلي أنوّه إلى أن الموقع الإلكتروني للمبادرة يحتوي على أمثلة متعددة لإقحام القناة القطرية للسياسة بالرياضة منذ بدء المقاطعة وأثنائها حتى مباراة روسيا والسعودية الافتتاحية لنهائيات كأس العالم 2018.
وقال القحطاني: حسب علمي أن الاتحاد السعودي لكرة القدم ووجهات أخرى في المملكة أحالت ملف انتهاكات beIN SPORTS عقب مباراة الافتتاح إلى خبراء قانونيين ومكاتب محاماة دولية لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدها ومن يقف وراءها، حيث تقدم الاتحاد السعودي بشكوى لـ«فيفا» ضد انتهاكات قنوات beIN SPORTS ضد المملكة وقيادتها وإقحام ملفات سياسية عقب مباراة الافتتاح، وطالب الاتحاد السعودي من «فيفا» أن يقوم بدوره باتخاذ إجراءات صارمة ضد حكومة قطر المالكة لقنوات beIN SPORTS.
وحول شبكة «بي آوت كيو» التي تبث منافسات كأس العالم، وقيل إنها مدعومة من السعودية، وإنها لا تمنع بثها على «عربسات»، أجاب القحطاني: من قال إن البث «المقرصن» هو من «عربسات»؟ هل طريقة القرصنة التي تمت معروفة أصلًا؟ لم أقرأ من ناحيتي إلا اتهامات مرسلة بهذا الصدد. وعلى كل حال، فهذا السؤال يوجه لـ«عربسات» وليس لي. وبكل الأحوال، فأنت تطالب بسؤالك السعودية بإجراء ليس من صلاحيتها، بقدر ما هو من صلاحية مؤسسة «عربسات» التابعة للجامعة العربية، والمكونة من 22 دولة عربية، والسعودية، وقطر، عضوان في هذه المنظمة. لكن أسمح لي أن أوضح لك أن المملكة تقوم بإجراءات صارمة للحد من القرصنة بصورها كافة؛ فالمملكة تحترم مسألة حماية الحقوق الفكرية وتلتزم بالاتفاقيات الدولية في هذا الخصوص، كما أن المملكة عُرف عنها أنها لا تسمح بالقرصنة ولا تتسامح معها إطلاقاً، ولعلي أضيف أن مشكلة القرصنة مشكلة دولية؛ فهناك عدد من الدول الأخرى قامت بإجراءات مماثلة وصادرت أجهزة قرصنة كالكويت وعمان، ولا ننسى أن هناك مشكلات مشابهة في عدد من الدول الآسيوية والأوروبية أيضاً، هذه مجرد أمثلة، بل إن هناك مقاطع منتشرة توضح انتشار قناة Beoutq في الدوحة نفسها وتبث علانية في الأماكن العامة.
وحول وجود خطط لإطلاق شبكة قنوات سعودية رياضية تنافس «beIN SPORTS» في الحصول على حقوق بث مباريات البطولات الكبرى، قال: في حقيقة الأمر تعودنا في السعودية ألا نبني قراراتنا كردود فعل على ما يفعله الآخرون، ما يهمنا حالياً ونركز عليه أن يتم منح حقوق بث المنافسات الرياضية العالمية بشكل عادل بما يضمن عدم استغلال أي دولة لاحتكارها نقل المباريات بما يمرر أجندتها السياسية على حساب المواثيق الأولمبية، وهو ما تفعله قطر بتجييش مذيعي وضيوف قنوات beIN SPORTS لمهاجمة خصومها سياسياً والإساءة لدول تختلف معها، وهو ما ستستمر دول العالم في التصدي له، وسلاحنا القانون وأنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وزارة الإعلام السعودية: الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يردد الأكاذيب القطرية
القحطاني: الاحتكار القطري للبطولات «كارثة بحق الجماهير العربية»
وزارة الإعلام السعودية: الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يردد الأكاذيب القطرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة