الثلوج تكسو مدنا وأحياء مصرية للمرة الأولى منذ عقود

الثلوج تكسو مدنا واحياء مصرية للمرة الأولى في عقود
الثلوج تكسو مدنا واحياء مصرية للمرة الأولى في عقود
TT

الثلوج تكسو مدنا وأحياء مصرية للمرة الأولى منذ عقود

الثلوج تكسو مدنا واحياء مصرية للمرة الأولى في عقود
الثلوج تكسو مدنا واحياء مصرية للمرة الأولى في عقود

غطت الثلوج أماكن متفرقة في مصر صباح اليوم الجمعة، بينها ضواحي للقاهرة اكتست معالمها باللون الأبيض في ظاهرة تحدث للمرة الأولى منذ سنين طويلة بحسب مسؤول في الأرصاد الجوية.
وغطت الثلوج مدينة «مدينتي» شمال شرقي القاهرة ومدينة راس البر على ساحل البحر المتوسط شمال البلاد وهو ما تكرر في مدينة سانت كاترين في وسط شبه جزيرة سيناء.
وقال اختصاصي الأرصاد في الهيئة العامة للأرصاد الجوية في مصر علي عبد العظيم لوكالة الصحافة الفرنسيّة إن «ما حدث هو تكوّن قشرة من الثلج على الأرض بسبب انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير».
وأضاف: «بالنسبة للقاهرة الأمر يحدث للمرة الأولى منذ سنين طويلة جدا».
وصباح اليوم، استيقظ كريم خيرت الذي يسكن في مدينة «مدينتي» خارج القاهرة بفعل صوت ارتطام الثلوج بنوافذ منزله. وقال للوكالة عبر الهاتف «استيقظت من النوم السادسة صباحا إثر ارتطام الثلوج بنافذة غرفتي. حديقة منزلي اكتست بالكامل باللون الأبيض».
وأضاف: «هذا يحدث للمرة الأولى في حياتي. حرصنا على التقاط الصور بسعادة».
وغطت الثلوج البيضاء كثيرا من أرصفة وشرفات مدينة مدينتي، بحسب المهندس كمال خير الدين. وبشكل أقل كثافة، تكرر الأمر في مدينة الرحاب والشروق على مشارف القاهرة.
وفي مدينة سانت كاترين، غطّى الثلج كامل مدينة سانت كاترين وقممها الجبلية في عاصفة ثلجية لم تشهدها المدينة منذ عقود.
وقال العامل مختار حسين: «لم نستطع الخروج منذ أمس ولم نغادر المنزل مطلقا حيث إن الثلج غطى كل أنحاء المدينة».
واكتست شوارع وحدائق وسيارات مدينة راس البر في أقصى شمال دلتا النيل باللون الأبيض بعدما هطلت الثلوج بغزارة، بحسب رانيا المبشر التي قالت للوكالة عبر الهاتف: «أرى هذا المشهد لأول مرة في حياتي».
الأمر ذاته في مدينة الإسكندرية الساحلية شمال البلاد حيث هطلت الثلوج وإن لم تغط شوارع المدينة. وقال أحمد بدراوي: «الأمطار لم تتوقف منذ الأمس والثلج تراكم في الشرفات لكنه لم يغط الأرض».
وأدت العواصف والرياح القوية التي تضرب الإسكندرية إلى سقوط الكثير من اللوحات الإعلانية وشارات المرور، بحسب بدراوي.
وقررت السلطات المصرية إغلاق مينائي الإسكندرية والدخيلة أمام حركة الملاحة لليوم الثالث على التوالي نظرا لسوء الأحوال الجوية وزيادة سرعة الرياح، حسبما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية.
وأفاد التلفزيون المصري بأنه جرى إغلاق مينائي السويس وجنوب سيناء بسبب الظروف الجوية ذاتها.
وتضرب موجة من البرد القارس مصحوبة بأمطار غزيرة مصر منذ يومين حيث وصلت درجات الحرارة لأدنى مستوياتها منذ فترة طويلة.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم