«القوات» يقدّم طعناً بمرسوم التجنيس و«الكتائب» يدعو لسحب الجنسية من غير مستحقيها

TT

«القوات» يقدّم طعناً بمرسوم التجنيس و«الكتائب» يدعو لسحب الجنسية من غير مستحقيها

تقدم حزب «القوات اللبنانية» عبر «تكتل الجمهورية القوية» بطعن بمرسوم التجنيس لدى المجلس الدستوري، بينما دعا حزب «الكتائب» إلى سحب الجنسية من مستحقيها.
واعتبر النائب في «القوات» جورج عقيص أن هذا المرسوم يتضمن تدنيساً للهوية اللبنانية، قائلاً باسم الوفد: «لا يجوز أن تُمنح الجنسية كهدية إنما وفقاً للقانون ولمجلس شورى الدولة الكلمة الفصل»، مؤكداً: «موقفنا المعبَّر عنه بالطعن ليس ظرفياً وآنياً بل يتعلق بمسألة جوهرية وكيانية ولا تساهل في هذا الموضوع من قبل تكتل (الجمهورية القوية) وسنمضي حتى النهاية نحو إبطال مرسوم التجنيس بكامله».
ولفت في الوقت عينه إلى أن «العلاقة جيدة جداً بين القوات والعهد ولا ضرورة لإدخال السياسة في أي حقّ يمارسه النائب، والطعن ليس موجهاً لأشخاص ولا لمواقع».
من جهته، دعا «الكتائب» الرئيس عون إلى سحب الجنسية من غير مستحقيها الذين شملهم المرسوم الأخير. وجاء موقف «الكتائب» خلال الاجتماع الاستثنائي للمكتب السياسي في إقليم جبيل الكتائبي برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل وبحث في آخر المستجدات المحلية والإقليمية.
وأكد الحزب في بيانه الختامي على حق رئيس الجمهورية في منح الجنسية اللبنانية من خلال مراسيم هي من صلب صلاحياته، مثمناً خطوته في تعليق تنفيذ المرسوم، ومتمنياً عليه سحب الجنسية ممن لا يستحقها لا سيما الذين تحوم حولهم الشبهات القانونية والقضائية، والذين لا تنطبق عليهم الشروط المنصوص عنها في الدستور اللبناني.



الحوثيون يفرجون عن طاقم السفينة «غالاكسي ليدر» بوساطة عُمانية

الحوثيون حولوا الناقلة المقرصنة «غالاكسي ليدر» مزاراً لأتباعهم (أ.ب)
الحوثيون حولوا الناقلة المقرصنة «غالاكسي ليدر» مزاراً لأتباعهم (أ.ب)
TT

الحوثيون يفرجون عن طاقم السفينة «غالاكسي ليدر» بوساطة عُمانية

الحوثيون حولوا الناقلة المقرصنة «غالاكسي ليدر» مزاراً لأتباعهم (أ.ب)
الحوثيون حولوا الناقلة المقرصنة «غالاكسي ليدر» مزاراً لأتباعهم (أ.ب)

بوساطة عمانية، وافقت الجماعة الحوثية، الأربعاء، على الإفراج عن طاقم السفينة العملاقة «غالاكسي ليدر» البالغ عددهم 25 بحاراً من جنسيات متعددة بعد 14 شهراً من قرصنة السفينة واحتجازها مع الطاقم تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

ولم تتحدث الجماعة الحوثية عن مصير السفينة نفسها، التي ترفع علم جزر الباهاما وتديرها شركة يابانية وتعود ملكيتها جزئياً لرجل أعمال إسرائيلي.

وفي بيان للجماعة المدعومة من إيران، قالت إن مجلس حكمها الانقلابي قرر «الإفراج عن طاقم السفينة (غالاكسي ليدر) التي تم احتجازها بتاريخ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 في إطار معركة إسناد غزة».

وقالت الجماعة الحوثية إن قرار الإفراج عن طاقم السفينة جاء بعد تواصل مع حركة «حماس» وجهود عُمانية، دون إيراد تفاصيل عن موعد الإفراج عنهم والترتيب لنقلهم، أو مصير السفينة نفسها.

مروحية عسكرية تابعة للحوثيين تحلّق فوق سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» (رويترز)

وكانت الجماعة بدأت هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن في 19 نوفمبر، وبخاصة السفن المرتبطة بإسرائيل وموانيها بغض النظر عن جنسيتها قبل أن تضيف إليها السفن الأميركية والبريطانية.

وأدت الهجمات الحوثية إلى قرصنة السفينة «غالاكسي ليدر» واحتجاز طاقمها وتحويلها مزاراً لأتباعها قرب ميناء الحديدة، كما أدت الهجمات إلى غرق سفينة بريطانية وأخرى يونانية، وإصابة عشرات السفن بأضرار ومقتل نحو 3 بحارة في إحدى الهجمات.

وتعود ملكية السفينة «غالاكسي ليدر» المتخصصة بنقل السيارات إلى شركة «راي كار كارز»، وتديرها شركة «إن واي كيه» اليابانية، ويتشكل طاقمها من 25 بحاراً من الفلبين، والمكسيك، ورومانيا، وبلغاريا وأوكرانيا.

مهاجمة السفن الإسرائيلية

بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة الذي بدأ سريانه الأحد الماضي، أعادت الجماعة الحوثية النظر في مهاجمة السفن، وقالت إنها لن تستهدف سوى السفن المرتبطة بإسرائيل خلال الهدنة في غزة.

وجاء الموقف الحوثي في رسالة وزَّعها على شركات الشحن مركز أطلقت عليه «مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، وهو مركز أنشأته للتواصل مع شركات الشحن العالمية قبل أشهر.

السفينة المقرصنة من قِبل الحوثيين «غالاكسي ليدر» (رويترز)

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مسؤول في المركز الحوثي قوله إن استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل سيتوقف عند التنفيذ الكامل لجميع مراحل الاتفاق بين تل أبيب وحركة «حماس».

وكانت الهجمات الحوثية استدعت قيام الولايات المتحدة بإنشاء تحالف لحماية الملاحة، قبل أن تشنّ ضرباتها للحد من قدرات الجماعة بالاشتراك مع بريطانيا في بعض المرات، حيث استقبلت الجماعة نحو ألف غارة وقصف بحري منذ 12 يناير (كانون الثاني) 2024.

كما دفعت هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات المسيَّرة باتجاه إسرائيل الأخيرة للرد بضربات انتقامية خمس مرات مستهدفة مواني الحديدة ومستودعات الوقود فيها ومحطتي كهرباء في صنعاء، إضافة إلى مطار صنعاء الدولي.

وأكد جوليان هارنيس، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، خلال اجتماع للمنظمة الدولية في جنيف، الثلاثاء، عبر تقنية الفيديو أن تأثير الغارات الجوية على ميناء الحديدة، ولا سيما في الأسابيع القليلة الماضية، كان كبيراً للغاية.

وأفاد بغرق أربعة من أصل خمسة زوارق قطْر في الميناء مهمة لمرافقة السفن الكبيرة التي تحمل الواردات، في حين تضرر الزورق الخامس، مشيراً إلى انخفاض طاقة الميناء إلى نحو الربع.

الناقلة اليونانية «سونيون» بعد تعرُّضها لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر (رويترز)

وأعاق التصعيد الحوثي وردود الفعل الغربية والإسرائيلية مسار السلام اليمني؛ إذ كان اليمنيون يستبشرون أواخر 2023 بقرب إعلان خريطة طريق توسطت فيها السعودية وسلطنة عمان من أجل طي صفحة الصراع المستمر منذ 10 سنوات.

وتنفي الحكومة اليمنية السردية الحوثية بخصوص مناصرة الفلسطينيين في غزة، وتتهم الجماعة بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، خصوصاً أن الجماعة استغلت الأحداث لتجنيد عشرات الآلاف تحت مزاعم الاستعداد للمواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة، وفيما يبدو أن المسعى الحقيقي هو التجهيز لمهاجمة المناطق اليمنية الخاضعة للحكومة الشرعية.