بدأت استراتيجية ماركو غوبيتي، الرئيس التنفيذي لدار «بيربري» البريطانية تُعطي ثمارها. صحيح أن الأرباح التي سجلتها تشير إلى تراجعها مقارنة بغيرها، إلا أنها تبقى أفضل مما حققته في السنوات الأخيرة.
منذ التحاقه بها، وغوبيتي يُردد رغبته أن يرتقي بها إلى مصاف الكبار، مثل «هيرميس» و«شانيل» و«لويس فويتون» وغيرها من بيوت الأزياء التي تتساوى معها عراقة وتاريخا. ترجمته لهذه الرغبة تجسدت في رفعه أسعار منتجاتها الجلدية، من حقائب يد وأحذية. أمر تخوف منه المساهمون والمتابعون على حد سواء، لأنهم يعرفون أن هذه الخطوة سيف ذو حدين. فقد قامت بها دار «مالبوري» من قبل وباءت بالفشل لأنها لم تنجح سوى في إبعاد الزبائن القدامى عنها من دون أن تنجح في استقطاب زبائن جدد. لكن غوبيتي مُصر على رأيه، ويقول بأن التجربتين مختلفتان تماما.
ويبدو أنه كان محقا في رأيه رغم أن العملية لا تزال في أولها. فخلال مؤتمر صحافي نظمه في مقر الدار الرئيسي «هورسفيري» الواقع بالقرب من محطة «فيكتوريا» بلندن مؤخرا كان متفائلا وهو يعلن أن نتائج العام الذي انتهى في مارس (آذار) من العام الحالي، شهدت قفزة بنسبة 5 في المائة. وأشار أيضا أن أرباح الأزياء النسائية ارتفعت بنسبة 2 في المائة بينما الرجالية بنسبة 4 في المائة.
الاستراتيجية التي خطها غوبيتي طويلة المدى، مدتها خمس سنوات وتستهدف أن تتربع «بيربري» في القمة بعد أن تراجعت لصالح كل من مجموعة «إل.في.إم.إتش» ومجموعة «كيرينغ» في السنوات الأخيرة بسبب الأزمة الاقتصادية، خصوصا تباطؤ الاقتصاد الصيني. ويُعول غوبيتي على الإكسسوارات الجلدية للخروج بها من الركود، كونها تمثل ما لا يقل عن 40 في المائة من الأرباح السنوية للدار. حقيبة «بيلت باغ» belt bag التي أطلقتها في شهر مارس الأخير، ويقدر سعرها بـ1390 جنيه إسترليني، أي ما يعادل 2000 دولار أميركي تحقق لحد الآن نجاحا كبيرا، الأمر الذي يمكن أن يجعلها أيقونة جديدة تضيفها الدار إلى أيقوناتها الأخرى ويزيد من تفاؤل غوبيتي. لكنه يعرف أن الدار لا يمكن أن تعتمد على نجاح حقيبة واحدة كما يعرف بأن الأهداف لا تتحقق بالوعود وحدها، لهذا قام بشراء شركة متخصصة في الجلديات مقرها في فلورنسا يعمل فيها نحو 100 حرفي ليضمها إلى معامل «بيربري» ومصانعها المتواجدة في بريطانيا. الهدف أن تتم العملية الإنتاجية بسلاسة ودقة ليملأ ثغرة في السوق. فهو يرى أن هناك مجالا للتوسع في مجال الحقائب التي يتباين سعرها ما بين 1000 و2000 دولار أميركي، وبأن هناك سوقا عريضا لها، عوض الدخول في منافسة مع بيوت أزياء أخرى مثل «ديور» و«هيرميس» و«شانيل» يتعدى سعر الحقيبة فيها 2000 دولار بكثير.
لكن مهما كانت استراتيجياته مدروسة ودقيقة، فإنه وكأي رئيس تنفيذي يعرف جيدا أنه يحتاج إلى مصمم قادر على ترجمة أفكاره وأهدافه بطريقة فنية تكون في مستوى التوقعات ومُغرية إلى حد جذب زبائن من كل أنحاء العالم. الآن كل الآمال معقودة على المصمم الإيطالي ريكاردو تيشي، الذي قدم أول تشكيلة له مؤخرا ركز فيها على أيقونات الدار التي أصبغ عليها روحا شبابية، لكنه لن يقدم أول عرض له حتى شهر سبتمبر (أيلول) القادم.
استراتيجيات جريئة تُعيد لدار «بيربري» تألقها
استراتيجيات جريئة تُعيد لدار «بيربري» تألقها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة