استراتيجيات جريئة تُعيد لدار «بيربري» تألقها

من آخر تشكيلة قدمها المصمم كريستوفر بايلي قبل خروجه من «بيربري»  -  من آخر تشكيلة لبايلي مع {بيربري}
من آخر تشكيلة قدمها المصمم كريستوفر بايلي قبل خروجه من «بيربري» - من آخر تشكيلة لبايلي مع {بيربري}
TT

استراتيجيات جريئة تُعيد لدار «بيربري» تألقها

من آخر تشكيلة قدمها المصمم كريستوفر بايلي قبل خروجه من «بيربري»  -  من آخر تشكيلة لبايلي مع {بيربري}
من آخر تشكيلة قدمها المصمم كريستوفر بايلي قبل خروجه من «بيربري» - من آخر تشكيلة لبايلي مع {بيربري}

بدأت استراتيجية ماركو غوبيتي، الرئيس التنفيذي لدار «بيربري» البريطانية تُعطي ثمارها. صحيح أن الأرباح التي سجلتها تشير إلى تراجعها مقارنة بغيرها، إلا أنها تبقى أفضل مما حققته في السنوات الأخيرة.
منذ التحاقه بها، وغوبيتي يُردد رغبته أن يرتقي بها إلى مصاف الكبار، مثل «هيرميس» و«شانيل» و«لويس فويتون» وغيرها من بيوت الأزياء التي تتساوى معها عراقة وتاريخا. ترجمته لهذه الرغبة تجسدت في رفعه أسعار منتجاتها الجلدية، من حقائب يد وأحذية. أمر تخوف منه المساهمون والمتابعون على حد سواء، لأنهم يعرفون أن هذه الخطوة سيف ذو حدين. فقد قامت بها دار «مالبوري» من قبل وباءت بالفشل لأنها لم تنجح سوى في إبعاد الزبائن القدامى عنها من دون أن تنجح في استقطاب زبائن جدد. لكن غوبيتي مُصر على رأيه، ويقول بأن التجربتين مختلفتان تماما.
ويبدو أنه كان محقا في رأيه رغم أن العملية لا تزال في أولها. فخلال مؤتمر صحافي نظمه في مقر الدار الرئيسي «هورسفيري» الواقع بالقرب من محطة «فيكتوريا» بلندن مؤخرا كان متفائلا وهو يعلن أن نتائج العام الذي انتهى في مارس (آذار) من العام الحالي، شهدت قفزة بنسبة 5 في المائة. وأشار أيضا أن أرباح الأزياء النسائية ارتفعت بنسبة 2 في المائة بينما الرجالية بنسبة 4 في المائة.
الاستراتيجية التي خطها غوبيتي طويلة المدى، مدتها خمس سنوات وتستهدف أن تتربع «بيربري» في القمة بعد أن تراجعت لصالح كل من مجموعة «إل.في.إم.إتش» ومجموعة «كيرينغ» في السنوات الأخيرة بسبب الأزمة الاقتصادية، خصوصا تباطؤ الاقتصاد الصيني. ويُعول غوبيتي على الإكسسوارات الجلدية للخروج بها من الركود، كونها تمثل ما لا يقل عن 40 في المائة من الأرباح السنوية للدار. حقيبة «بيلت باغ» belt bag التي أطلقتها في شهر مارس الأخير، ويقدر سعرها بـ1390 جنيه إسترليني، أي ما يعادل 2000 دولار أميركي تحقق لحد الآن نجاحا كبيرا، الأمر الذي يمكن أن يجعلها أيقونة جديدة تضيفها الدار إلى أيقوناتها الأخرى ويزيد من تفاؤل غوبيتي. لكنه يعرف أن الدار لا يمكن أن تعتمد على نجاح حقيبة واحدة كما يعرف بأن الأهداف لا تتحقق بالوعود وحدها، لهذا قام بشراء شركة متخصصة في الجلديات مقرها في فلورنسا يعمل فيها نحو 100 حرفي ليضمها إلى معامل «بيربري» ومصانعها المتواجدة في بريطانيا. الهدف أن تتم العملية الإنتاجية بسلاسة ودقة ليملأ ثغرة في السوق. فهو يرى أن هناك مجالا للتوسع في مجال الحقائب التي يتباين سعرها ما بين 1000 و2000 دولار أميركي، وبأن هناك سوقا عريضا لها، عوض الدخول في منافسة مع بيوت أزياء أخرى مثل «ديور» و«هيرميس» و«شانيل» يتعدى سعر الحقيبة فيها 2000 دولار بكثير.
لكن مهما كانت استراتيجياته مدروسة ودقيقة، فإنه وكأي رئيس تنفيذي يعرف جيدا أنه يحتاج إلى مصمم قادر على ترجمة أفكاره وأهدافه بطريقة فنية تكون في مستوى التوقعات ومُغرية إلى حد جذب زبائن من كل أنحاء العالم. الآن كل الآمال معقودة على المصمم الإيطالي ريكاردو تيشي، الذي قدم أول تشكيلة له مؤخرا ركز فيها على أيقونات الدار التي أصبغ عليها روحا شبابية، لكنه لن يقدم أول عرض له حتى شهر سبتمبر (أيلول) القادم.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.