الجيش اليمني يحرر مواقع استراتيجية في البيضاء والملاحيظ

الجيش الوطني اليمني يحرر عقبة القنذع بمديرية نعمان شرق البيضاء (سبأ)
الجيش الوطني اليمني يحرر عقبة القنذع بمديرية نعمان شرق البيضاء (سبأ)
TT

الجيش اليمني يحرر مواقع استراتيجية في البيضاء والملاحيظ

الجيش الوطني اليمني يحرر عقبة القنذع بمديرية نعمان شرق البيضاء (سبأ)
الجيش الوطني اليمني يحرر عقبة القنذع بمديرية نعمان شرق البيضاء (سبأ)

تمكنت قوات الجيش الوطني اليمني مسنودة بطيران التحالف العربي، اليوم (الأربعاء)، من تحرير مواقع استراتيجية جديدة بمحافظة البيضاء وجبهة الملاحيظ جنوبي غرب محافظة صعدة، وسط انهيار واسع في صفوف مليشيا الحوثي الانقلابية.
وقال اللواء الركن مفرح بحيبح قائد محور بيحان قائد اللواء 26 مشاه، "إن قوات الجيش الوطني أطلقت عملية عسكرية واسعة من محورين، وهما: محور نعمان ومحور (ناطع- الملاجم)، وتمكنت القوات من تحرير مواقع استراتيجية مهمة خلال الساعات الأولى من انطلاق العملية"، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
وأضاف أن "أبطال الجيش مسنودين بطيران التحالف العربي تمكنوا من تحرير عقبة القنذع بالكامل ويوجد بها الخط الذي يربط مديرية بيحان التابعة لمحافظة شبوة بمحافظة البيضاء"، مضيفاً "كما تمكنوا من تحرير مواقع الفقراء وقرن البان وأجزاء من أشعاب فضحة وسط فرار جماعي لعناصر الميليشيا"، مشيرا إلى مقتل 37 حوثياً وجرح آخرون، وأسر ما يقارب 30، إضافة إلى تدمير ثلاثة أطقم قتالية وتدمير عربة (بي ام بي) تابعة للميليشيات.
وأشاد اللواء بحيبح بالدور الفعّال الذي قام به طيران التحالف العربي في استهداف وتدمير تعزيزات وآليات قتالية تابعة للميليشيا في مواقع متفرقة بمحافظة البيضاء، لافتاً إلى أن وحدات الجيش الوطني في المحورين ستلتقي في القريب العاجل بمنطقة أشعاب فضحة، وأن العملية العسكرية مستمرة حتى تحرير البيضاء بالكامل وكافة الأراضي من الحوثيين.
من جانبه، أفاد العميد الركن عادل المصعبي قائد لواء القوات الخاصة، بأن "قوات الجيش تخوض معارك ضارية مع ميليشيا الحوثي على مدى ثلاثة أيام في منطقة الملاحيظ بمديرية الظاهر، وسط انهيار وخسائر بشرية ومادية كبيرة واسع في صفوف مليشيا الحوثي الانقلابية"، مبيناً أن "قوات الجيش تمكنت من تحرير جبال الخرشعي والروقي، فيما تواصل التقدم نحو تحرير جبل الغرزه في جبهة الملاحيظ والتي تبعد كيلو متر- فقط- عن سوق الملاحيظ"، حسبما نقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
ولفت إلى أن "المواجهات مستمرة حتى اللحظة، وأن قوات الجيش تواصل تقدمها باتجاه الخط الدولي الذي يربط مران بالملاحيظ وحرض"، مؤكداً أن التقدم الذي أحرزته قوات الجيش سيساهم بشكل كبير في تضييق الخناق على الميليشيا في معقلها بجبال مران.



«مهلة التفاهمات»... فرصة جديدة لتفادي انهيار اتفاق «هدنة غزة»

فلسطينيون يتأهبون لتناول وجبة إفطار رمضانية بجوار أنقاض في منطقة الدحدوح بحي تل الهوى بمدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتأهبون لتناول وجبة إفطار رمضانية بجوار أنقاض في منطقة الدحدوح بحي تل الهوى بمدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

«مهلة التفاهمات»... فرصة جديدة لتفادي انهيار اتفاق «هدنة غزة»

فلسطينيون يتأهبون لتناول وجبة إفطار رمضانية بجوار أنقاض في منطقة الدحدوح بحي تل الهوى بمدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتأهبون لتناول وجبة إفطار رمضانية بجوار أنقاض في منطقة الدحدوح بحي تل الهوى بمدينة غزة (أ.ف.ب)

تحرك جديد للوسطاء بشأن التعثر الجديد في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعدم بدء المرحلة الثانية بعد انتهاء نظيرتها الأولى، وسط تقديرات إسرائيلية بأن زيارة مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ستحمل فرص لعودة استكمال الصفقة.

تلك التحركات التي تشمل مهلة لبحث تفاهمات جديدة بحسب تسريبات إعلام إسرائيلي، يرى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، موافقة حكومة بنيامين نتنياهو عليها «خطة استباقية» قبل التئام القمة العربية الطارئة بشأن فلسطين، الثلاثاء، للالتفاف على نتائجها، متوقعين أن تسعى مصر لتقديم تصور جديد لتقريب وجهات النظر على أن يكون نجاحه مرتبطاً بالضغوط التي ستبذلها واشنطن وزيارة ويتكوف لإنجاح الاتفاق.

ومع انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة، السبت، «وفي ضوء رفض (حماس) قبول (إطار ويتكوف الذي يمتد نحو 50 يوماً، ويتضمن الإفراج عن نصف الرهائن الأحياء والأموات باليوم الأول) لاستمرار المحادثات، الذي وافقت عليه إسرائيل، قرَّر نتنياهو، الأحد، وقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة»، وفق ما ذكره حساب رئيس الوزراء الإسرائيلي على منصة «إكس»، وسط تنديد عربي ودولي يتواصل.

وبالتزامن كشف الإعلام الإسرائيلي عن خطوات نحو انفراجة بعد أزمة منع المساعدات لغزة، وأفادت القناة 12 بأن «إسرائيل استجابت لطلب الوسطاء بضعة أيام إضافية لمحاولة التوصل إلى تفاهمات جديدة»، ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر إسرائيلي مشارك في المحادثات قوله: «من الممكن تحقيق اختراق خلال الأيام المقبلة»، لافتة إلى أن «المؤسسة الأمنية تستعد لاستئناف العمليات العسكرية في حال فشل المحادثات وسط تقديرات في إسرائيل أن زيارة ويتكوف نهاية الأسبوع ربما تنقذ المفاوضات».

وأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الأمر ذاته، قائلة إن «القيادة السياسية في إسرائيل تراعي الزيارة المرتقبة لويتكوف لعلها تسهم في إحراز تقدُّم»، لافتاً إلى أن «التقديرات في إسرائيل أن استئناف القتال لن يكون متوقعاً على الأقل خلال الأسبوع المقبل».

وبينما توعد نتنياهو، مساء الأحد، باتخاذ خطوات إضافية ضد «حماس» إذا أبقت على الرهائن، ذكرت «هيئة البث الإسرائيلية»، الأحد، أن تلك الخطوات تشمل نقل سكان شمال القطاع مرة أخرى إلى الجنوب، كما تتضمن، في مرحلة تالية، قَطع الكهرباء عن قطاع غزة بأكمله، فضلاً عن العودة الكاملة للحرب على غزة.

عضو لجنة الشؤون الخارجية المصرية، الأكاديمي في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، يرى أن التسريبات الإسرائيلية تحاول أن تقدم إسرائيل أنها لا تزال ترغب في السلام، خصوصاً قبل قمة عربية مهمة، الثلاثاء، فضلاً عن خلق أجواء حرب نفسية للضغط على «حماس»، متوقعاً أن تشهد الأزمة انفراجة مع تحركات مصرية وأخرى من واشنطن «لو ضغطت بجدية» على إسرائيل.

ويرى أن الحل سيكون بشكل كبير عند مصر بإعداد صياغة مقبولة لدى المقاومة تحفظ ماء وجهها، وتمنع تدهور الأوضاع، مرجحاً أن يفتح التصور مساراً جديداً لاستكمال تنفيذ الاتفاق أو تمديده.

وبحسب السفير الفلسطيني السابق، بركات الفرا، فإن نجاح مهلة التفاهمات يتوقف على صدور موقف عربي موحد وقوي في نهاية القمة العربية تخاطب أمريكا وترمب بشكل واضح للضغط على إسرائيل والحفاظ على مصالحها بالمنطقة، متوقعاً أن تأخير زيارة ويتكوف أكثر من مرة لإسرائيل يأتي ترقباً لمخرجات القمة من أجل تحديد مسار تحركاته، وحال صدور موقف عربي حازم سيضغط على إسرائيل لاستكمال الاتفاق ولو بشكل جزئي.

«نقطة الصفر»

ووسط رفض «حماس» التمديد المؤقت لوقف إطلاق النار، وتمسُّكها بالالتزام بالاتفاق الأصلي الذي ينص على الانتقال إلى مرحلة ثانية تهدف إلى وقف الحرب، أكدت الحركة في بيان، الاثنين، أن عملية الطعن في حيفا شمال إسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل شخص، تأتي في سياق الرد الطبيعي على «جرائم الاحتلال» المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، الذي يواجه عمليات قتل وتدمير ومشاريع استيطانية.

ووفق بيان لأسامة حمدان القيادي في «حماس» فإن «الاحتلال يدفع لإعادة الأمور إلى نقطة الصفر، والانقلاب على الاتفاق، من خلال ما يطرحه من بدائل مثل تمديد المرحلة الأولى، أو عمل مرحلة وسيطة، وغيرها من المقترحات التي لا تتوافق مع ما جاء في الاتفاق الموقع بين الأطراف».

وبرأي أنور، فإن العملية بحيفا ستشعل مؤشرات قلق داخل إسرائيل، وستدفعها لمراجعة مواقفها الأخيرة التي تستفز عرب فلسطين داخل إسرائيل خصوصاً بعد منع المساعدات في شهر رمضان، لافتاً إلى أن موقف «حماس» سيكون أكثر تشدداً إذا استمر نتنياهو في «التملص» من الاتفاق، وحاول إشغال الجميع بقضايا فرعية.

ويتوقع الفرا استمرار جهود الوسطاء لا سيما مصر لمنع أي انهيار للاتفاق، مشيراً إلى أن أي مسار تفاوضي يجب أن تكون هناك ضمانات لالتزام إسرائيل به، وألا يضع نتنياهو مصالحه قبله.