العراق يبرم صفقة عسكرية مع كوريا الجنوبية قيمتها 1.1 مليار دولار

صورة للمقاتلة «إف آي 50» الكورية الجنوبية التي اتفق العراق على شرائها (إ.ب.أ)
صورة للمقاتلة «إف آي 50» الكورية الجنوبية التي اتفق العراق على شرائها (إ.ب.أ)
TT

العراق يبرم صفقة عسكرية مع كوريا الجنوبية قيمتها 1.1 مليار دولار

صورة للمقاتلة «إف آي 50» الكورية الجنوبية التي اتفق العراق على شرائها (إ.ب.أ)
صورة للمقاتلة «إف آي 50» الكورية الجنوبية التي اتفق العراق على شرائها (إ.ب.أ)

أعلنت شركة «كوريا ايروسبيس إنداستريز» الكورية الجنوبية أمس أنها وقعت اتفاقا مع العراق تصدر إليه بموجبه 24 طائرة مقاتلة خفيفة، في صفقة قيمتها 1.1 مليار دولار.
وقالت الشركة الكورية الجنوبية في بيان إن الصفقة التي تصدر بموجبها سيول طائرات «إف إيه - 50» تتضمن أيضا تدريب طيارين عراقيين ودعما آخر لسلاح الجو العراقي خلال العقدين المقبلين وهو ما قد يرفع القيمة الإجمالية إلى ملياري دولار.
وقال بيان صادر عن رئاسة الوزراء العراقية «بحضور دولة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي ووزير الصناعات العسكرية في جمهورية كوريا الجنوبية السيد لي يونغ جول، تم في بغداد اليوم (أمس) التوقيع على عقد شراء طائرات عسكرية حديثة». ونقل البيان عن المالكي قوله «وقعنا عقدا لشراء 24 طائرة من طراز (تي – 50) الكورية لأغراض التدريب والأعمال العسكرية المتوسطة»، مضيفا أن «هذه الصفقة هي بداية لرفع أداء وزارتي الدفاع والداخلية في مجال الدفاع عن البلاد ومكافحة الإرهاب».
والطائرة «إف إيه - 50» نسخة هجومية خفيفة من طائرة التدريب «تي - 50 غولدن إيغل» الأسرع من الصوت التي طورتها شركة «كوريا إيروسبيس» بالتعاون مع شركة «لوكهيد مارتن كورب» الأميركية.
وقالت الشركة الكورية إنه يمكن تزويد النسخة العراقية من الطائرة «إف.إيه - 50» التي يطلق عليها «تي - 50 اي.كيو» بصواريخ جو - جو وصواريخ جو - سطح ومدافع آلية وقنابل يمكن توجيهها بدقة بالإضافة إلى ذخائر أخرى.
وجاء في بيان صادر من مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن هذا الاتفاق «بداية لرفع أداء وزارتي الدفاع والداخلية في مجال الدفاع عن البلاد ومكافحة الإرهاب وبهذا نكون قد قطعنا شوطا على طريق استكمال قوتنا الجوية وسنمضي بهذا الاتجاه لحماية العراق من أي عدوان».
ويسعى العراق لشراء طائرات مقاتلة «إف - 16» من الولايات المتحدة ضمن صفقة لإعادة بناء قواته الجوية.
ويعاني العراق من أسوأ أعمال عنف في خمس سنوات على الأقل حيث يشن مسلحون حملة تفجيرات شبه يومية ضد مدنيين وأهداف حكومية. وقتل أكثر من ثمانية آلاف شخص في العراق خلال الأحد عشر شهرا الأولى من عام 2013 وفقا لإحصائيات الأمم المتحدة.
وكانت الشركة الكورية قد صدرت في السابق نسخة هجومية من الطائرة «تي - 50» إلى إندونيسيا وتسعى لإبرام صفقات مع الفلبين وتشيلي. وتتجه كوريا الجنوبية إلى الاستحواذ على حصة أكبر من سوق السلاح العالمية بطائراتها المقاتلة وسط زيادة كبيرة متوقعة في الطلب على المعدات العسكرية خلال العقد المقبل.
وقال مسؤول من الشركة لوكالة «رويترز» إنه سيبدأ تسليم الطائرات للعراق في أبريل (نيسان) 2016 وسيستكمل خلال عام.
وأوضحت الشركة أنها «ستلتزم بتقديم الدعم (الفني) الإضافي اللازم للقوات العراقية لنحو عقدين»، مشيرة إلى أن مجموعة صادراتها إلى العراق ومن ضمنها هذه الصفقة ستبلغ في نهاية هذه الفترة نحو ملياري دولار.
كما أعلنت الشركة أنها عرضت هذه الطائرة على المالكي خلال زيارته إلى كوريا الجنوبية في عام 2011، وأنها تنافست منذ ذلك الحين على الفوز بهذه الصفقة مع شركات أخرى بريطانية وروسية وتشيكية.
ولم يتضح موعد بدء تسليم العراق هذه الطائرات. وطائرة «تي - 50»، بحسب الشركة الكورية، تعتبر «طائرة تدريب وقتال خفيف وتحمل أحدث ما توصلت إلى تكنولوجيا الطيران».
ويحاول العراق تعزيز قدراته الجوية في إطار مواجهته المتواصلة منذ نحو عقد مع مجموعات مسلحة تشن هجمات يومية في مناطق مختلفة من البلاد.
ويذكر أن العراق سبق أن وقع اتفاقا مع الولايات المتحدة على شراء 36 طائرة مقاتلة من طراز «إف 16»، إلى جانب معدات وآليات عسكرية أخرى.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.