مشاورات الحكومة تدخل «المرحلة الجدية» و«العقدة الدرزية» عالقة بين عون وجنبلاط

العريضي لـ {الشرق الأوسط}: الحريري يؤيد مطلبنا

مشاورات الحكومة تدخل «المرحلة الجدية» و«العقدة الدرزية» عالقة بين عون وجنبلاط
TT

مشاورات الحكومة تدخل «المرحلة الجدية» و«العقدة الدرزية» عالقة بين عون وجنبلاط

مشاورات الحكومة تدخل «المرحلة الجدية» و«العقدة الدرزية» عالقة بين عون وجنبلاط

دخلت المشاورات الحكومية «المرحلة الجدية» مع بدء تذليل بعض العقد ومنها العقدة المسيحية، بينما لا تزال «العقدة الدرزية» عالقة مع تمسّك رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» بها كاملة ودعم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري له مقابل إصرار «التيار الوطني الحر» ورئيس الجمهورية ميشال عون على توزير رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان.
وفيما تنتظر القوى السياسية عودة الحريري إلى لبنان اليوم لاتضاح صورة ونتائج المشاورات التي لم تتوقف بين ممثليه وممثلي مختلف الأطراف، ينظر معظم الفرقاء، بعد نحو شهر على تكليف الحريري، بإيجابية وإن حذرة لمسار المفاوضات مع التأكيد على عدم وجود أي ضغوط خارجية لعرقلة التأليف.
وتصف مصادر وزارية متابعة للمشاورات هذه المرحلة بـ«الجدية» مؤكدة «أن هناك حلحلة لأهم العقد بانتظار الانتقال إلى الخطوة التالية المتمثلة باختيار الأسماء والتي قد تشهد بدورها بعض المد والجزر». وفيما ترى المصادر أن لا مشكلة بالنسبة إلى «التمثيل السني» وهو قابل للحل عبر إعطاء «حزب الله» وزيراً سنياً وحصول الحريري على آخر شيعي، توضح لـ«الشرق الأوسط» أن العقدة المسيحية المتمثلة بطلب «القوات» الحصول على حصة موازية لـ«التيار» تتجه إلى الحلّ عبر إعطاء «القوات» أربع وزارات فيما يرتكز البحث على موقع نائب رئيس الحكومة الذي يتمسّك به «التيار الوطني» ويطالب به «القوات»، وقد يكون الحل عبر منحه للتيار وإعطاء «القوات» بدلا عنه حقيبة وازنة، إضافة إلى محاولة تخفيض حصتي الرئيس و«التيار» من 10 إلى تسعة وزراء.
وفي الإطار نفسه، أكد النائب في «القوات» وهبي قاطيشا تمسك حزبه بنيابة رئاسة الحكومة من دون الدخول لغاية الآن بعدد الوزارات، بينما قال مسؤول الإعلام والتواصل في «القوات» شارل جبور لـ«الشرق الأوسط» «لا يمكن القول إن العقدة عولجت لكنها ليست هي التي تحول دون التأليف. النقاش مستمر والإيجابية قائمة والأمور مفتوحة على الحلول وليس التأزيم».
أما فيما بات يعرف بـ«العقدة الدرزية» في ظل تمسك رئيس الحزب الاشتراكي النائب وليد جنبلاط بالحصة الكاملة المتمثلة بثلاثة وزراء ومطالبة «التيار» ورئيس الجمهورية بتوزير رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، ترجّح المصادر الوزارية اعتماد مطلب جنبلاط مع إشارتها إلى أن هناك بحثا في طرح آخر هو إعطاء جنبلاط وزيراً مسيحياً مع حقيبة وازنة. لكن في المقابل، يرفض الوزير السابق غازي العريضي القول إن هناك «عقدة درزية» معتبرا أن «هناك عقدة اسمها وليد جنبلاط» بالنسبة إلى البعض، مؤكدا على حق «الاشتراكي» بمطلبه وذلك انطلاقا من المعايير التي وضعها القيّمون على تشكيل الحكومة، حسب تعبيره. ويوضح لـ«الشرق الأوسط» «هناك من يحاول افتعال هذه العقدة. فهم لطالما كانوا يقولون قبل الانتخابات النيابية وبعدها أنهم حقّقوا ويريدون صحّة التمثيل وأنهم مع الأقوى في طائفته، لكن عندما أفرزت الانتخابات التي يعتبرونها إنجازا وأثبتت نتائجها أن جنبلاط هو الأقوى انقلبوا على معاييرهم».
وفيما لفت العريضي إلى أنه ليس هناك من تواصل بين «الاشتراكي» ورئيس الجمهورية ميشال عون انطلاقا من أن المعني الأساس بالتأليف هو رئيس الحكومة المكلف، نقل عن الحريري قوله إن جنبلاط على حق فيما يطلبه بحصوله على ثلاثة وزراء دروز ونتمنى أن يبقى هذا الموقف ثابتا ويطبّق في تأليف الحكومة.
وأمس كان تركيز من قبل «تكتل لبنان القوي» على موضوع الأحجام، بحيث اتّهم النائب إبراهيم كنعان بعد اجتماع الكتلة الدوري «من يريد حصة أكبر من حجمه» بتعطيل تأليف الحكومة. وقال: «نحن مع حكومة وحدة وطنية ومع أوسع تمثيل ممكن وهو ما يتم من خلال الرئيس المكلف ويخضع لقواعد التأليف الدستورية والأحجام النيابية». وأضاف: «الشعب قال كلمته في الانتخابات وحدد الأحجام وتوزيع الحقوق بحسب الأحجام ينهي تشكيل الحكومة في ربع ساعة». واعتبر أن «من يريد حصة أكبر من حجمه النيابي هو المسؤول عن تعطيل تشكيل الحكومة والظرف لا يسمح بالتأخير لمعالجة الملفات والتحديات»، وأكد على الانفتاح وعدم التمسك بأي حقيبة «وما ينطبق علينا يجب أن ينطبق على سوانا من دون صيف وشتاء فوق سقف واحد».
في موازاة ذلك، اعتبر عدد من النواب السنة أن من حقهم أن يتمثلوا من خارج كتلة المستقبل بوزيرين. وجمع اللقاء الذي عقد في منزل الوزير السابق عبد الرحيم مراد، النواب فيصل كرامي، قاسم هاشم، جهاد الصمد، وليد سكرية، عدنان طرابلسي، حيث أكدوا على ضرورة معالجة القضايا التي تهم المواطنين بشكل أساسي والعمل على الإسراع في تشكيل الحكومة التي يجب أن تضم كافة القوى فتكون شاملة وعادلة انطلاقا من مبدأ عدالة التمثيل وفقا لنتائج الانتخابات النيابية.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.