حنكش: مشاركتنا في الحكومة اللبنانية رهن توازنها

النائب «الكتائبي» قال لـ {الشرق الأوسط} إن معارضة الحزب للأداء وليست لـ«العهد»

إلياس حنكش
إلياس حنكش
TT

حنكش: مشاركتنا في الحكومة اللبنانية رهن توازنها

إلياس حنكش
إلياس حنكش

قال النائب في «حزب الكتائب» إلياس حنكش، إن مشاركة حزبه في الحكومة تتوقف على معايير أساسية، أهمها ألا تكون فاقدة للتوازن على غرار حكومة تصريف الأعمال الحالية، مؤكداً في الوقت عينه أن موقع الحزب في المعارضة ليس في وجه «العهد»، إنما ضد أداء السلطة التشريعية.
ولفت إلى أن الحزب، وبعد الانتخابات النيابية التي مني خلالها بخسارة، بحيث باتت كتلته مؤلفة فقط من ثلاثة نواب، قام بتقييم شامل لكل الفترة الماضية، وقد بدأ مرحلة جديدة خاصة لجهة التنظيم الداخلي.
ولفت حنكش، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «هناك تواصلاً مع (الكتائب) بشأن تشكيل الحكومة»، مشيراً إلى أن المشاركة في مجلس الوزراء ستكون رهن شكل تركيبة هذه الحكومة. وأوضح: «(الكتائب) يمد يد التعاون، وسيعطي فرصة للحكومة من دون إصدار أحكام مسبقة، لكن أبرز ما يهمنا هو التوازن، بحيث لا تكون سيطرة لفريق على آخر على غرار سيطرة (حزب الله) على الحكومة الحالية، وكي تكون على قدر التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وتعمل على حل قضية النازحين التي باتت تشكل عبئاً على لبنان».
من هنا يؤكد حنكش أن خيار «الكتائب» البقاء خارج الحكومة الأخيرة، واصطفافها في موقع المعارضة، لم يكن لمعارضة «العهد» ورئيس الجمهورية ميشال عون، بل ضد أداء السلطة التشريعية التي يسيطر عليها فريق على رأسه «حزب الله»، مضيفاً: «بالتالي فإن علاقتنا مع الرئيس الذي نعتبره حكماً تبقى خارج أي صراع سياسي أو نتنافس».
ولفت كذلك إلى أن عدد الوزارات الذي سترسو عليه الحكومة المزمع تأليفها سيشكل عاملاً إضافياً في مشاركة «الكتائب» من عدمها، موضحاً: «إذا اعتمدت صيغة الـ24 وزيراً قد لا نكون ممثلين في مجلس الوزراء، بينما سيختلف الوضع إذا شكّلت من 30 أو 32 وزيراً»، مع تأكيده على أن حزبه سيبقى مستمراً في قرار فصل النيابة عن الوزارة التي سبق أن اتخذه ونفذه في حكومات سابقة. ورفض حنكش الحديث عن وزارة أو وزارات محدّدة يطمح إليها «الكتائب»، مشدداً على أن العمل الجدي والمنتج يمكن أن يتحقّق في أي وزارة خاصة في ظل الفساد المستشري في لبنان. وقال: «لن نستبق الأمور، ولن نطالب بوزارة معينة انطلاقاً من قناعتنا بأن الشخص المناسب في المكان المناسب يؤدي إلى الوصول لنتائج إيجابية في مختلف الصعد»، وذكّر بالاقتراح الذي قدمه «نواب الكتائب» قبل أيام لجهة فصل وزارة «الأشغال» عن «النقل»، و«الداخلية» عن «البلديات»، انطلاقاً من أن دمج هذه الوزارات أثبت عدم فعاليته.
وفي ظل التقارب الحاصل بين «الكتائب» و«القوات اللبنانية» و«الحزب الاشتراكي» في ملف مرسوم التجنيس، حيث اتحّد الأفرقاء الثلاثة في مواجهته، والتحضير لتقديم طعن، ما طرح أسئلة عن إمكانية تشكيل جبهة موعدة بينها، يستبعد حنكش هذا الأمر. ويوضح: «ليست جبهة تحالف لكن يمكن القول إن العمل يتم على القطعة، بحيث يمكننا أن نلتقي مع الأفرقاء وفق القضايا التي قد نتوافق بشأن إحداها مع فريق، ولا نتوافق معه بشأن قضايا أخرى، وهو ما حصل في مرسوم التجنيس».
وفي حين كان لافتاً قرار «الكتائب» الأخير في عدم ممانعته التنسيق مع النظام السوري لعودة اللاجئين، وهو ما عبّر عنه النائب نديم الجميل، يقول حنكش، «هذا الموقف لا يعني تغييراً لموقف (الكتائب) السابق، إنما ينطلق من الواقع الحاصل اليوم في لبنان الذي يعاني من عبء النزوح السوري»، مضيفاً: «العلاقات بين لبنان وسوريا لم تنقطع، سياسياً ودبلوماسياً وأمنياً، وضمن هذا السياق يمكن إيجاد حل لعودة اللاجئين إلى المناطق الآمنة».
وفي الشأن الحزبي الداخلي، يرى حنكش أن المرحلة المقبلة في «الكتائب» ستكون مختلفة، وستشهد تغييرات خاصة، وذلك بعد إجراء تقييم شامل للانتخابات النيابية ونتائجها التي لم تنجح في إيصال أكثر من ثلاثة نواب، هم رئيس الحزب سامي الجميل ونديم الجميل وحنكش. ويوضح: «كما أي حزب وبعد أي استحقاق قمنا بإجراء قراءة شاملة ونقد ذاتي لما حصل، وهذا على أساس النتائج، اتخذ إجراءات عدة منها تشكيل لجان خاصة بوضع خطط تنظيمية للحزب والاهتمام بالمواضيع والقضايا العامة»، مشيراً إلى تعيين القيادي والمناضل القديم نزار نجاريان أميناً عاماً والقيادي السابق فؤاد أبو ناضر على رأس لجنة العلاقات السياسية الخارجية، بحيث ستكون خطوة أولى للمّ شمل كل «الكتائبيين» الذين ابتعدوا في المرحلة السابقة لأسباب عدّة.
ويقرّ حنكش أنه في المرحلة السابقة صرف «الكتائب» النظر قليلاً عن التنظيم الداخلي، والقرارات الأخيرة سيكون له دور في إحداث تغييرات على صعد عدة.
وانطلاقاً من أن حنكش هو أحد النواب الشباب الجدد في البرلمان (يبلغ 42 عاماً من العمر)، وينتمي إلى الكتلة النيابية الأكثر شباباً بحيث يقدر معدل عمر نوابها بـ38 عاماً، يولي قضايا الشباب اهتماماً أساسياً في مشاريعه المستقبلية، وهي التي اعتمد عليها في حملته الانتخابية. ويعمل حنكش على مشروع يحمل عنوان «اطبع بصمتك» ليكون منبراً للشباب اللبناني في منطقة المتن التي يمثلها في مجلس النواب، ويقسم المشروع إلى قسمين، الأول يقوم على اجتماع شباب المنطقة في حلقات حوار ونقاشات يطرحون فيها القضايا التي تهمهم لتنتج عنها في النهاية خلاصة تتحول إلى اقتراح قانون يقدم إلى مجلس النواب. أما القسم الثاني، فهو إعداد دراسات يتولاها متخصصون في مختلف المجالات، كالصحة والبيئة وغيرها، لتحديد حاجات المنطقة من المشاريع، ومن ثم العمل مع مؤسسات وجهات محلية، كما البحث عن ممولين لتنفيذها. ويشير إلى أن العمل بدأ لإنشاء المكاتب الخاصة بهذا المشروع الذي لا بد أن تنطلق خطواته الأولى في هذا الصيف.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».