مناشدات أممية لتكثيف التبرعات لدعم الأسر السورية

TT

مناشدات أممية لتكثيف التبرعات لدعم الأسر السورية

دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الناس إلى التبرع بزكاتهم للعائلات السورية اللاجئة، التي يقبع بعضها تحت خط الفقر المدقع في الأردن ولبنان.
وتقدم المفوضية المساعدات النقدية لعائلات اللاجئين السوريين الأكثر عوزاً وحاجة، الذين لا يملكون مصدر دخل بديل، وذلك من خلال مبادرات أبرزها مبادرة «زكاتي للاجئين»، التي تشكل مساراً موثوقاً وفعالاً في تخصيص أموال الزكاة لمستحقيها من اللاجئين.
وأشارت المفوضية إلى أن التبرعات المقدمة من القطاعين العام والخاص في الإمارات والسعودية والكويت، أسهمت في سد جزء من ثغرات التمويل لدى المفوضية، الأمر الذي يساعدها على تلبية الاحتياجات العاجلة للاجئين والنازحين داخلياً في ظل الأزمة العالمية للاجئين.
ولفتت إلى أنها ستتمكن من خلال أموال الزكاة التي تلقتها بداية شهر رمضان من إنقاذ 1152 عائلة لاجئة في الأردن ولبنان من خطر الاستغلال وتفاقم الديون، ولكن هنالك 5465 عائلة لا تزال بحاجة ماسة للمساعدة المالية، منوهة إلى أن الإسهامات المالية بمبلغ يقارب 8000 ريال (2100 دولار) كافية لمساعدة عائلة لاجئة محتاجة لسد تكاليف المأكل والملبس والمسكن لمدة عام واحد. وحث حسام شاهين، مسؤول علاقات القطاع الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المفوضية، المسلمين على تخصيص فريضة الزكاة للعائلات اللاجئة المحتاجة، من خلال مبادرة «زكاتي للاجئين»، حيث تضمن هذه الزكوات إحداث فارق مباشر في حياة اللاجئين الأكثر عوزاً وحاجة في منطقة الشرق الأوسط.
وقال: «تساعد الزكاة في إنقاذ الأسر التي تعتمد بشكل كامل على المساعدات النقدية الشهرية، للبقاء على قيد الحياة والتحرر من قبضة الفقر المدقع»، معرباً عن أمله بمساعدة المفوضية في تأمين المبالغ التي تحتاجها هذه العائلات، لتغطية تكاليف الإيجار والطعام والشراب والاستشفاء، وسداد الديون.
وتلقت مبادرة «زكاتي للاجئين» هذا العام نحو مليون دولار أميركي من المزكين في دول مجلس التعاون الخليجي وآسيا وأوروبا وشمال أميركا. وشددت المفوضية على أنه يتم التدقيق بمتلقي المساعدات النقدية المسجلين لدى المفوضية، وتقييم عملية تقديم المساعدات بشكل دوري، للتأكد من حوكمتها وامتثالها الكامل للضوابط الشرعية، ونشر تقارير ربع سنوية حول أموال الزكاة التي تم تسلمها، وتوزيعها، وعدد العائلات المستفيدة.
إلى ذلك، قال محمد حواري، المتحدث باسم مفوضية شؤون اللاجئين في الأردن، إن عدد اللاجئين المسجلين في الأردن يتجاوز 655 ألف لاجئ، يقطن 20 في المائة منهم في المخيمات، ونسبة الفقر بينهم تخطت 86 في المائة بسبب السنوات الطويلة للأزمة، مشيراً خلال تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أمس، إلى أن المفوضية تعول كثيراً على حملة التبرع، منوهاً إلى أن أوضاع اللاجئين تعتبر صعبة، والمفوضية تسعى إلى تذليل الصعوبات كافة التي قد تواجههم.
ولفت إلى أن الصراع في سوريا الذي بدأ منذ سبع سنوات أسهم في حدوث أكبر أزمة للاجئين في العالم، إذ أجبر أكثر من 5.6 مليون شخص، بينهم 2.6 مليون طفل، على العيش فترة طويلة في الدول المجاورة، ويشهد كلّ عام تأزماً أكبر للأوضاع المالية للعائلات اللاجئة، إذ تعيش الغالبية العظمى من اللاجئين في الأردن ولبنان دون خط الفقر، من دون القدرة على تلبية احتياجاتهم الأساسية، وتنتظر آلاف الأسر الأكثر عوزاً وحاجة موارد إضافية لتخصيصها عبر مبادرة الزكاة.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.