شاشة الناقد: The Wild Pear Tree

من فيلم «شجرة الإجاص البري»
من فيلم «شجرة الإجاص البري»
TT

شاشة الناقد: The Wild Pear Tree

من فيلم «شجرة الإجاص البري»
من فيلم «شجرة الإجاص البري»

The Wild Pear Tree
إخراج: نوري بيلج شيلان
دراما اجتماعية / تركيا - 2018
تقييم: وسط

لا يكترث المخرج التركي نوري بيلج شيلان للوقت عندما يقرر صنع فيلم ما. عادة ما تمتد أفلامه لساعات طوال وهذا الفيلم الذي عرضه مهرجان «كان» في أواخر أيامه ضمن السابقة لا يختلف. ثلاث ساعات وثماني دقائق. فيلمه السابق، «نوم شتوي»، كان من 196 دقيقة، فيلمه الأسبق، «ذات مرة في الأناضول» اكتفى بساعتين ونصف الساعة.
لكن في حين أن تلك الأفلام كان لديها الكثير مما تطرحه تأملاً وحدثاً، فإن فيلمه الجديد يميل إلى التحديق أكثر مما يجب في الأحداث القليلة التي يعرضها.
سنان (دوغو دمركول) شاب يعيش في إحدى القرى. يدرس في الكلية ويطمح لأن يصبح أستاذ مدرسة وكاتباً روائياً ناجحاً. ها هو يعود، في مطلع الفيلم، إلى منزل والديه. أمه وشقيقته مشغولتان بمشاهدة حلقات تركية مسلسلة ووالده إدريس (مراد سيميسر) يريده أن يساعده في حفر بئر. لكن علاقة سنان بوالده ليست مثالية. الوالد له أخطاؤه الكبيرة، من بينها الإدمان على القمار، والابن لا يغفر له. يطفح كل ذلك على السطح تدريجياً وبصورة طبيعية لمن يريد أن يرقب يوميات الحياة أو بعضها بالسرعة الطبيعية وليس السينمائية.
حين يسعى سنان لوضع روايته الأولى يتقدّم من كاتب معروف طالباً النصيحة. لكن عوض أن يستمع يقاطع ويناقش وينتقد ما يدفع الكاتب لمحاولة صرفه ثم ترك مكتبه والسير عائداً إلى بيته. لكن سنان لا يتركه. يعترضه ويواصل مناقشته.
هذا المشهد، نحو 17 دقيقة واحد من عدة مشاهد مماثلة وليس من بينها ما لا يمكن اختصاره أو الاكتفاء ببعضه عوض عرضه بالتطويل المضجر. المسألة ليست أن على المخرج شيلان اتباع أسلوب التوليف الشائع (أميركياً وفرنسياً) بل أن يعي أن القليل الدال من الحوار قد يصل إلى المشاهد أفضل من الكثير المسترسل بالإفادات ذاتها.
يتكرر هذا الوضع لاحقاً عندما يلتقي سنان، في ريف قريته، برجلي دين حيث يشترك في الحديث عن الدين وتفسير القرآن الكريم واستعراض بعض التاريخ الإسلامي. هذا واقعي في البيئة التي يختارها المخرج لحكايته، لكن - مرّة أخرى - لا يحتاج المشاهد لكل هذا الكم من الحوار لكي يستخرج المفاد المطلوب.
ما يتضح في النهاية أن شيلان يعمد، كالعادة في أفلامه، إلى عدم خيانة الواقع فيما يقدّمه. لكن لا أحد يسأله أن يفعل ذلك. بصرياً الفيلم ثري الصورة. درامياً هو أقرب إلى ماء راكد ولو أن ما تحته ساخن.


مقالات ذات صلة

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم في شخصية المغنّي العالمي شارل أزنافور (باتيه فيلم)

«السيّد أزنافور»... تحيّة موفّقة إلى عملاق الأغنية الفرنسية بأيادٍ عربية

ينطلق عرض فيلم «السيّد أزنافور» خلال هذا الشهر في الصالات العربية. ويسرد العمل سيرة الفنان الأرمني الفرنسي شارل أزنافور، من عثرات البدايات إلى الأمجاد التي تلت.

كريستين حبيب (بيروت)

نجم بوليوود عامر خان يصرف النظر عن الاعتزال ويواصل التمثيل والإنتاج

نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
TT

نجم بوليوود عامر خان يصرف النظر عن الاعتزال ويواصل التمثيل والإنتاج

نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)

خطرت فكرة اعتزال السينما في بال نجم بوليوود، عامر خان، في خضمّ فترة التأمل التي أمضاها خلال جائحة كوفيد-19، لكنّ الممثل والمنتج الهندي بدّل رأيه مذّاك ويعتزم مواصلة مسيرته المهنية الغنية التي بدأت في سبعينات القرن العشرين.

وقال خان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، خلال مقابلة أجرتها معه في لندن، إنه مرّ قبل بضع سنوات بمرحلة إعادة نظر ذاتية.

وأضاف: «كان ذلك خلال أزمة كوفيد، وكنت أفكر في كثير من الأمور، وأدركت أنني قضيت حياتي بأكملها في عالم السينما السحري هذا منذ أن أصبحت بالغاً».

وتولى عامر خان بطولة عدد كبير من الأفلام التي حققت نجاحاً تجارياً واسعاً في بلده، ومنها «3 بلهاء» و«دانغال»، و«نجوم على الأرض»، كما اشتهر عامر خان بإنتاج وبطولة فيلم «لاغان Lagaan» الذي كان بين الأعمال المرشحة لجائزة الأوسكار للأفلام الأجنبية عام 2002.

وتابع خان الذي بدأت مسيرته التمثيلية منذ الطفولة في السبعينات، وأصبح لاسمه ارتباط وثيق ببوليوود: «لقد أدركت أنني لم أعطِ حياتي الشخصية الأهمية التي كنت أرغب فيها».

وزاد: «واجهتُ صعوبة في التغلب على الشعور بأنني أهدرت الكثير من الوقت، وكنت أشعر بالكثير من الذنب... كان رد فعلي الأول القول إنني اكتفيت من السينما».

لكنّ عائلته، وخصوصاً ابنه وابنته، أقنعته بالعدول عن الاعتزال. وقال: «في رأسي كنت أقول سأتوقف. ثم لم أفعل ذلك».

والآن، مع اقتراب عيد ميلاده الستين في مارس (آذار)، يريد عامر خان، الذي يعيش في مومباي، «مواصلة التمثيل والإنتاج لبعض الوقت».

«أحب أن أفاجئ جمهوري»

ويعتزم النجم الهندي أيضاً جعل شركته للإنتاج «عامر خان بروداكشنز» منصة «لتشجيع المواهب الجديدة التي تكون أحاسيسها قريبة» من أحساسيسه و«تريد أن تروي القصص» التي تهمه.

ومن ذلك مثلاً فيلم «لاباتا ليديز» Laapataa Ladies الكوميدي عن شابتين من منطقة ريفية في الهند، يطرح موضوع الزواج ووضع المرأة في بلده، وقد شارك في إنتاجه مع زوجته السابقة كيران راو، وحضر أخيراً إلى لندن للترويج له.

ويتناول عدد من أفلام عامر خان قضايا اجتماعية، مثل حقوق المرأة في المناطق الريفية، أو الصناعة الرياضية، أو الضغط المفرط في التعليم العالي أو حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

لكن خان يرفض أن يحبس نفسه في نوع واحد فقط من الأفلام أو الأدوار، وقال في هذا الصدد: «أحب التنويع والتطرق إلى قصص مختلفة. أحب أن أفاجئ نفسي وجمهوري».

ولم يتردد النجم البوليوودي في انتقاد نفسه أيضاً، مشيراً إلى أنه «غير راضٍ» عن أدائه في فيلم «لا سينغ شادا» Laal Singh Chaddha الهندي المقتبس من فيلم «فورست غامب» تم إنتاجه عام 2022، لكنه لم يحظَ بالاستحسان المألوف الذي تُقابَل به أعماله.

وأما في «أن يكون هذا الفيلم أفضل»، في إشارة إلى عمله الجديد «سيتار زامين بار» Sitaare Zameen Par الذي يُطرَح قريباً.

ورغم فوزه بالعشرات من الجوائز السينمائية في الهند بالإضافة إلى ثالث أعلى وسام مدني في بلده، فإن عامر خان يحرص على تقويم كل فيلم من أفلامه.

وشدّد على أن «إخراج فيلم أمر بالغ الصعوبة». وقال: «عندما أنظر إلى الفيلم الذي أخرجناه، ثم إلى السيناريو الذي كتبناه، أتساءل هل حقق الفيلم الأهداف التي حددناها».

وأضاف: «إذا وصلنا إلى ما أردناه، وصنعنا الفيلم الذي أردناه، فيشكّل ذلك ارتياحاً كبيراً».